لبنان يعود تدريجياً للحياة الطبيعية بعد إقفال «كورونا»

مطار بيروت لن يفتح في الأسبوع الأول من يونيو

سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني بعد عودتها من مهمة للتعامل مع حالة مشتبه في إصابتها بفيروس «كورونا» (أ.ف.ب)
سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني بعد عودتها من مهمة للتعامل مع حالة مشتبه في إصابتها بفيروس «كورونا» (أ.ف.ب)
TT

لبنان يعود تدريجياً للحياة الطبيعية بعد إقفال «كورونا»

سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني بعد عودتها من مهمة للتعامل مع حالة مشتبه في إصابتها بفيروس «كورونا» (أ.ف.ب)
سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني بعد عودتها من مهمة للتعامل مع حالة مشتبه في إصابتها بفيروس «كورونا» (أ.ف.ب)

لم يثبت عداد «كورونا» في لبنان على مستوى معين في الأيام الماضية. فبعدما انطلق الاثنين بـ5 إصابات وتفاوتت الأعداد خلال الأيام اللاحقة، سجل يوم أمس (السبت) إصابة 19 شخصاً، توزعوا بين 16 مقيماً و3 وافدين، علماً بأن المرحلة الثالثة من عودة المغتربين كانت قد توقفت من دون الإعلان عن موعد محدد لانطلاق المرحلة الرابعة.
ومن المفترض أن يُعقد اجتماع تقني مطول يوم الاثنين المقبل لبتّ مصير المرحلة الرابعة من عودة المغتربين كما موعد إعادة افتتاح مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. وبالرغم من أن خطة الحكومة كانت قد حددت يوم الثامن من يونيو (حزيران) موعداً لإنهاء التعبئة العامة وإعادة افتتاح كل المرافق، فإن التوجه يبدو لتمديد هذه المهلة أقله بما يتعلق بالمطار.
وتشير مصادر وزارة الخارجية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هناك رأيين بما يتعلق بالمطار؛ الأول يقول بالاستمرار بإقفاله نحو أسبوعين أو ثلاثة، ووقف رحلات عودة المغتربين، وفتحه بعد ذلك ضمن بروتوكول طبي معين. أما الرأي الثاني فيدعو لمواصلة الأداء الحالي وتنظيم رحلات جديدة لعودة المغتربين ما دام أن البلد قادر على السيطرة على انتشار الفيروس. وتضيف: «القرار النهائي يبقى للجنة الوزارية التي سنرفع إليها توصياتنا المفترض أن تتبلور مساء الاثنين».
وأكد رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن لـ«الشرق الأوسط» أن «المطار لن يفتح أبوابه كما كان مقرراً وفق الخطة الحكومية في الثامن من يونيو (حزيران) وهو بنسبة 90 في المائة سيعاود عمله في الثلث الأخير من يونيو». وأوضح أن 12 رحلة وصلت يوم أمس إلى بيروت كملحق للمرحلة الثالثة من عودة المغتربين بعدما تعذر إتمامها في الأيام الماضية، لذلك سيتوجب تقييم الوضع بعد اتضاح عدد المصابين على متنها، وذلك «لا يمكن أن يحصل قبل 15 يونيو».
وكشف الحسن أنه تمت المباشرة باتخاذ الإجراءات اللوجستية لمواكبة إعادة افتتاح المطار لجهة وضع العوازل وتحديد مساحات التباعد وغيرها من التدابير الجديدة التي ستشمل أيضاً إجراء أي راغب بزيارة لبنان فحص الـPCR قبيل توجهه إلى بيروت.
وبدأت الحياة الطبيعية تعود تدريجياً إلى لبنان بعد شهرين من الإقفال والإجراءات المشددة لمنع انتشار «كورونا»، فبعد افتتاح معظم القطاعات، ظل مصير المجمعات التجارية الكبرى وحدها معلقاً.
والتزم اللبنانيون في اليومين الماضيين بارتداء الكمامات بعدما باشرت القوى الأمنية نهاية الأسبوع بتسطير محاضر ضبط بحق المخالفين. وقال وزير الصحة حمد حسن خلال زيارة إلى مستشفى زحلة الحكومي يوم أمس، إن شعار الوزارة في هذه الفترة هو «ارتداء الكمامة» التي هي من أساسيات العودة الآمنة إلى الحياة الطبيعية، لافتاً إلى أنه طالب منذ 3 أشهر بتأمين 300 جهاز تنفس وصل منها 150 للمستشفيات الحكومية والخاصة. ورد السبب للطلب العالمي عليها وقلة الدول التي قامت بتقديم المساعدات لانشغالها باحتواء الوباء على أراضيها.
وبعد تسجيل 13 إصابة بين النازحين السوريين هذا الأسبوع، أعلنت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين في لبنان ليزا أبو خالد أن المفوضية وبالتعاون مع وزارة الصحة العامة والسلطات المعنية ومنظّمة الصحة العالمية، وكجزء من حملة الفحوصات الوطنية الأوسع، باشرت يوم الخميس الماضي بإجراء فحوصات في تجمّعات الخيم وفي الملاجئ الجماعية، مركّزةً على مناطق تتضمّن أعداداً كثيفة من اللاجئين. وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن الحملة ستشمل آلاف اللاجئين.
ولا يزال العدد الرسمي للسوريين المصابين بـ«كورونا» الذين يعيشون في لبنان ثابتاً منذ منتصف الأسبوع عند عتبة الـ16، علماً بأن عدد الفحوصات التي أجريت في تجمعات ومخيمات النازحين طوال الفترة الماضية والتي تكفلت المفوضية بتغطية تكلفتها لم يتجاوز السبعين.
وشملت هذه الفحوصات مجمع الأوزاعي للنازحين السوريين شمال صيدا، وقد تم أخذ عينات من 400 نازح من أصل 978 نازحاً يقطنون المجمع.
ويوم أمس، أعلنت غرفة إدارة الكوارث في محافظة عكار (شمال لبنان) عن ارتفاع عدد المصابين فيها إلى 72 إصابة مسجلة منذ 17 مارس (آذار) الماضي، بعد تسجيل إصابتين جديدتين. أما التقرير الصادر عن اللجنة الصحية في خلية الأزمة في بلدية برجا (جنوب بيروت)، فأفاد أيضاً بتسجيل إصابتين جديدتين لوافدتين من الخارج.
كذلك أفادت بلدية القبيات في شمال لبنان بأن «خلية أزمة كورونا في البلدة قامت بإجراء 300 فحص للعاملين في قطاعات مختلفة استشفائية وصحية وتجارية ومؤسساتية معرضة من جراء نوعية العمل الذي يفرض الاحتكاك مع الآخرين ومع باقي المناطق».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.