يتخوف دمشقيون من أن يزيد تنفيذ «قانون قيصر» الأميركي من تدهور أوضاعهم المعيشية، في وقت يقلل فيه مقربون من النظام من شأن القانون، مع وعود بتجاوز آثاره عبر «الصمود»، ومساعدة «الحلفاء والأصدقاء».
ويقول «أحمد»، الموظف بشركة خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «الناس حالياً مهتمة فقط بتأمين لقمة العيش. الدولار بـ1850 ليرة، وسيصبح أكثر، والأسعار سترتفع»، ويضيف: «المعيشة صارت أصعب، والمتوفر اليوم قد يفقد غداً مع تنفيذ القانون، وبالتالي الأمر مخيف للناس، ويمكن ملاحظة ذلك في كل مكان».
وتذهب «إسراء» وهي موظفة بمؤسسة حكومية، في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى ما ذهب إليه «أحمد»، وتقول: «الناس مرعوبة؛ لأنها اليوم بالاسم عايشة؛ لكنها ميتة فعلياً، فكيف سيكون وضعها بعد تنفيذ القانون؟».
ويتساءل «إسماعيل»، وهو من سكان أحد الأحياء الدمشقية التي أظهرت ولاء كبيراً للنظام: «ماذا تريد أميركا؟ تريد معاقبتنا على بقائنا في البلاد وتأييدنا للرئيس؟». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «تعبنا، ما عاد فينا نتحمل أكثر».
لكن «سومر» المتشدد في موالاته للنظام، يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن سياسة أميركا تقوم على «حرمان سوريا من قطف ثمرة انتصاراتها العسكرية، وإغراق روسيا فيها، وحرمان الأخيرة من جني أي مكاسب»، ويبدي تفاؤله بقدرة دمشق بدعم إيران وروسيا، على تجاوز آثار القانون.
أما «محمود»، الناشط المعارض في الداخل، فيقول: «النظام انتشى بانتصاراته العسكرية، ويظن أنه سيبقى، وتفاوضه الدول على إعادة الاعتراف بشرعيته وحصصها بإعادة الإعمار؛ لكن لم يخطر له أن (قيصر) سيكون أكثر من ورقة ضغط»، ويأمل في أن «يُحدث القانون حلحلة في الاستعصاء الدبلوماسي الحاصل في الأزمة السورية». ويقر بأن القانون ستكون له تداعيات على السوريين في الداخل؛ لكنه «يحمل مسؤوليتها على تعنت النظام».
«العبء الأكبر للقانون سيتحمله الشعب السوري في الداخل»، وفق ما يرى ناشط مدني مستقل، ويلفت لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «النظام سيعمل على تحميل مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية للعقوبات، وليس إلى حكومته غير الكفؤة التي وزراؤها مجرد أحجار شطرنج يحركهم كما يريد»، ويرجح أن «تزيد العقوبات في ثراء أمراء الحرب الجدد المقربين من النظام».
ارتباك في الشارع الدمشقي... والنظام يعوّل على «الأصدقاء»
ارتباك في الشارع الدمشقي... والنظام يعوّل على «الأصدقاء»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة