«الأغنيات السينغل» تعوّض غياب المطربين عن الحفلات

عبده والمهندس وأصالة وهلال وسليم وجسار في المقدمة

محمد عبده
محمد عبده
TT

«الأغنيات السينغل» تعوّض غياب المطربين عن الحفلات

محمد عبده
محمد عبده

لتعويض غيابهم عن الحفلات الغنائية خلال الفترة الأخيرة في ظل جائحة «كورونا» طرح نحو 20 مطرباً عربياً أغنيات «سينغل» في مصر ولبنان ودول الخليج العربي، وحققت بعض هذه الأغنيات مشاهدات ومتابعة لافتة على المنصات الرقمية بعد ساعات قليلة من طرحها بمناسبة موسم عيد الفطر المبارك.
في مصر... طرح المطربان حمادة هلال وخالد سليم أغنيتين جديدتين أخيراً، فهلال قدم أغنية «يا جمالها» التي جمعته بالفنانة الشابة منة عرفة، وذلك تكراراً لنجاح أغنيتهما الشهيرة «الفار السندق» التي عرضت في فيلم «الحب كده» عام 2007. والأغنية من كلمات ماجد صبري وتوزيع مادو، أما الفنان خالد سليم فقد طرح أغنية «اللي فات مات» وهي من كلمات وألحان عزيز الشافعي وتوزيع أحمد عادل ومن إخراج ريشة سركيس.
ويقول خالد سليم عن كواليس إعداد الأغنية لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت العمل على أغنية (اللي فات مات) منذ أكثر من 6 أشهر قبل تصوير مسلسلي الأخير (بلا دليل)، وتأخرت في طرحها بسبب انشغالي بالمسلسل، وعقب انتهاء تصوير المسلسل كنت أفاضل بينها وبين أغنية (عشمني) لطرح إحداهما، ولكن أجبرتني جائحة كورونا على تأجيل طرحها، حتى أطلقتها في عيد الفطر».
مشيراً إلى أن «أغنية (اللي فات مات)، لن تكون الوحيدة لي هذا العام، فهناك أغنيتان مصريتان أجهز لطرحهما خلال العام الجاري، بجانب أغنية خليجية أشارك فيها مع المطرب العراقي حسام العراقي، ولكن لم يتحدد بعد موعد طرحها».
كما طرحت الفنانة السورية أصالة نصري، أغنية وطنية بعنوان «سلام سلام» تم عرضها بعد نهاية عرض مسلسل «الاختيار» الذي قام ببطولته الفنان أمير كرارة، وعرض قصة الشهيد أحمد منسي قائد كتيبة 103 صاعقة، الذي استشهد عام 2017، وهي من كلمات محمد البوغة وألحان شوقي السعيد.
وعلقت أصالة عن الأغنية قائلة عبر صفحتها الرسمية بموقع التغريدات العالمي «تويتر»: «سعدت وتشرفت كثيراً باختيار صوتي ليكون في ختام هذا العمل العظيم، الّذي يجسد تفاصيل حياة الأبطال العِظام، وقد كان لجميع الحكاية أكبر أثر في وجداننا، حياتهم كانت فداء لحياتنا، وهذا الشرف لا يناله إلا أحباء الله».
وفي لبنان طرح الفنان وائل جسار أغنيته المصرية الجديدة «ما تغبش ثواني»، وهي من كلمات خالد تاج الدين وألحان وليد سعد وتوزيع وليد شراقي، وميكس وماسترنيغ محمود عزت، ومن إخراج فادي حداد.
يتحدث وائل جسار عن كواليس الأغنية قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «أغنية ما تغبش ثواني هي بداية التعاون بيني وبين (شركة لايف ستايلز)، واتفقنا على أن تكون البداية بأغنية رومانسية ذات طابع إنساني، فالأغنية تحمل رسالة مهمة وهي مهما كانت ظروف الحياة صعبة، لا بد من التغلب على تلك الصعوبات لكي تستمر الحياة». مضيفاً: «فضلنا أن يكون لكليب الأغنية قصة مشوقة لكي تجذب الجمهور هي أن تكون زوجتي في الكليب مريضة وتعاني من مرض عضال، وحينما أكتشف ذلك أقدم لها كل الدعم المعنوي لكي أساعدها في تخطي تلك الأزمة، وهذه هي المرة الثانية التي أتعاون فيها مع المخرج فادي حداد بعد أن حققنا نجاحاً مبهراً منذ أكثر من 10 سنوات في أغنية (غريبة الناس)».
كما طرحت الفنانة إليسا أغنية، «قهوة الماضي»، وهي من كلمات الشاعرة اللبنانية سهام شعشاع وألحان المصري محمد رحيم، التي تعد ثاني أغنيات ألبومها الجديد الذي كان من المقرر طرحه العام الجاري بالتعاون مع شركة «روتانا» ولكنه تأجل لأجل غير مسمى بسبب «كورونا»...
وخليجياً... تسابق كبار مطربي المنطقة، بالتعاون مع «شركة روتانا للصوتيات والمرئيات» على تقديم أغنيات مفردة، وكان في مقدمتهم «فنان العرب» محمد عبده بعنوان «ما في أغلى من بلادي»، من كلمات الشاعر سعود سالم، وألحان طلال باغر، كما سيطرح بعد أيام أغنية أخرى، بعنوان «يا جرحها»، من كلمات الشاعر تركي آل الشيخ، وألحان الموسيقار عبد الرب إدريس، في محاولة لتجديد وتكرار ذكريات نجاح تعاون الثلاثي في أعمال سابقة آخرها «بس لحظة».
كما أطلق الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله، أغنية بعنوان «عادت عليكم» كلمات الشاعر فهد المساعد، في حين أطلق الفنان السعودي راشد الماجد، أغنيتين الأولى وطنية تحت عنوان «شموخ طويق» كلمات الشاعر محمد بن عبد العزيز بن محمد ألحان عبد العزيز المعنى، وألحقه بإصدار عمل غنائي عاطفي بعنوان «شيسوي» من ألحان ناصر الصالح، وكلمات خالد العوض يقول مطلعه: «واللي ذبحه الشوق شيسوي».
كما أطلق الفنان العراقي ماجد المهندس أغنية باللغة الفصحى بعنوان «شكراً» كلمات الشاعر ساجي وألحان أحمد الهرمي.
كما أطلق الفنان السعودي خالد عبد الرحمن أغنية «قسى وقتك» كلمات الشاعر تركي آل الشيخ وقد لحن خالد العمل لنفسه، وتعاون الفنان العراقي حاتم العراقي مع نجله قصي في أغنية جديدة بعنوان «ما يسوى دمعة».
وتمنى سالم الهندي، الرئيس التنفيذي لشركة روتانا للصوتيات والمرئيات أن تحوذ كافة الأغنيات التي تطرحها الشركة خلال شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) على إعجاب المستمعين، وقال في بيان صحافي أخيراً: «إيمانا منا بدورنا الفني والترفيهي في إسعاد الجمهور، حرصنا أن نقدم لهم في ظل الظروف الراهنة أعمالاً غنائية مميزة ومتنوعة تسعد المستمعين مع بقاءهم في بيوتهم امتثالا لأوامر وقرارات قياداتنا الحكيمة».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».