19 وزير خارجية لإسرائيل في 72 سنة... تسعة منهم ترأسوا الحكومة

19 وزير خارجية لإسرائيل في 72 سنة... تسعة منهم ترأسوا الحكومة
TT

19 وزير خارجية لإسرائيل في 72 سنة... تسعة منهم ترأسوا الحكومة

19 وزير خارجية لإسرائيل في 72 سنة... تسعة منهم ترأسوا الحكومة

35 حكومة قامت في إسرائيل منذ تأسيسها قبل 72 سنة، لكن عدد وزراء الخارجية الذين خدموا في هذا المنصب كان 19 وزيراً فقط.
ذات مرة كان ذلك منصباً أساسياً حاسماً في تاريخ الدولة العبرية، جرى البناء عليه كثيرا، وليس صدفة أن تسعة من وزراء الخارجية وصلوا إلى منصب رئيس الحكومة، هم: موشيه شلريت وغولدا مئير وشمعون بيريس وإسحاق شامير وآرئيل شارون وإيهود أولمرت وإيهود باراك وبنيامين نتنياهو. بيد أن تنافس بعض رؤساء الحكومات مع مَن يحتل هذا المنصب، جعله عرضة باستمرار للعناء. وخلال السنوات العشر الأخيرة، لم يرتح أي سياسي في هذا المنصب، إذ كثرت عليه سكاكين الغيرة والحسد وزادت عليه الأغلال. ولذلك، كان بعضهم بارزين وبعضهم لم يتركوا أثرا.
كان أول وزير خارجية موشيه شاريت، وقد بدأ خدمته في المنصب في الحركة الصهيونية، أي قبل قيام إسرائيل. ولعب دوراً كبيراً ورئيساً في المفاوضات مع الانتداب البريطاني. ولكونه مهاجراً قديماً، إذ وصل مع عائلته من أوكرانيا في سنة 1909، وهو في الخامسة عشرة من العمر، أتقن شاريت اللغة العربية. وتحدث خلال عمله مع كثير من العرب. وقد رأى فيه رئيس الوزراء، ديفيد بن غوريون، آنذاك منافساً وغريماً. وحاول تضييق الخناق عليه. ويقال إن بن غوريون كان يرفض بعض مبادراته فقط لكونها واردة من شاريت، بما في ذلك مبادرات للتفاهم مع دول عربية. وزادت حدة الصراع معه، عندما استقال بن غوريون غضبا على رفاقه فوضعوا في رئاسة الحكومة شريت خاصة. واستمر في المنصب سنتين (1953 - 1955)، لم ينجح خلالهما في تثبيت مكانته قائدا أول، وعاد بن غوريون إلى المنصب، وبعد شهور دفع بشاريت إلى الاستقالة. وتولى منصب رئيس الوكالة اليهودية.
بن غوريون أحضر لوزارة الخارجية غولدا مائير عام 1956 لتبقى عشر سنوات متواصلة، وتركتها عندما مرضت بالسرطان وخضعت للعلاج في سرية تامة. ثم عادت إلى الحلبة السياسية رئيسة حكومة. كانت مائير من جناح «الصقور» في حزب مباي (العمل). ووضعت نظرية الانتماء الإسرائيلي للغرب والاغتراب عن المحيط العربي. وخرّبت كثيرا من الجهود لعمليات مع العرب. فأجهضت «مشروع روجرز». وكانت معارضة حتى لـ«اتفاقيات كامب ديفيد» مع مصر. واشتهرت بمشروع المساعدات الإسرائيلية للدول الفقيرة في العالم مقابل الدعم السياسي.
من وزراء الخارجية البارزين جاء أبا إيبان، خريج جامعة كامبردج، الذي خدم ثماني سنوات (1966 - 1974) وأجاد التحدث باللغة العربية الفصحى. واشتهر بخطاباته الرنانة في الأمم المتحدة.
وتلاه يغئال ألون، الذي اشتهر بخطة التسوية التي طرحها ومضمونها قريب من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المعروفة بـ«صفقة القرن». وعندما خسر حزب العمل السلطة لصالح الليكود، حرص مناحيم بيغن على تعيين موشيه ديان، من المعارضة، وزيراً للخارجية. وأراد بيغن بذلك طمأنة دول الغرب بأنه لن يُحدث تغييراً متطرفاً في سياسة إسرائيل. وكان ديان مؤثراً على بيغن، فأقنعه بالتجاوب مع مبادرة الرئيس المصري أنور السادات.
وكان آخر وزراء الخارجية من ذوي التأثير الفعلي على السياسة الإسرائيلية شمعون بيريس، الذي تولى هذا المنصب ثلاث مرات ما مجموعه 7 سنوات، خلالها قاد المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية لـ«اتفاقيات أوسلو». ومن منصبه هذا وصل إلى رئاسة الحكومة.
أما بقية وزراء الخارجية فلم يتركوا أثرا مميزا، وهم: موشيه آرينس وديفيد ليفي وشلومو بن عامي وسيلفان شالوم وتسيبي ليفني وأفيغدور ليبرمان ويسرائيل كاتس.



تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»