«فيديوهات مسيئة» على «تيك توك» تؤدي بفتيات مصريات إلى المحاكمة

النائب العام أمر باستجواب منة عبد العزيز مع 6 آخرين بعد إثارتها للجدل

منة عبد العزيز أثارت جدلاً واسعا في خلال الأيام الماضية.
منة عبد العزيز أثارت جدلاً واسعا في خلال الأيام الماضية.
TT

«فيديوهات مسيئة» على «تيك توك» تؤدي بفتيات مصريات إلى المحاكمة

منة عبد العزيز أثارت جدلاً واسعا في خلال الأيام الماضية.
منة عبد العزيز أثارت جدلاً واسعا في خلال الأيام الماضية.

بعد مرور شهر واحد على حبس الفتاة المصرية حنين حسام، مدونة الفيديوهات القصيرة على موقع «تيك توك» على ذمة قضية يُحقق فيها مع الفتاة بتهم «الاعتداء على مبادئ وقيم أسرية في المجتمع المصري، واستخدام فتيات في أعمال منافية للآداب؛ للحصول من ورائهن على منافع مادية»، أمر النائب العام المصري اليوم (الخميس) بضبط فتاة تدعى «آية» وشهرتها منة عبد العزيز، و6 آخرين للتحقيق معهم بعد نشرهم «فيديوهات مسيئة» عبر تطبيق «تيك توك» أيضا.
وأثارت منة عبد العزيز جدلاً واسعاً في مصر خلال الأيام الماضية بعد ظهورها في مقطع فيديو عبر تطبيق «تيك توك» أعلنت فيه تعرضها للاعتداء والاغتصاب على يد أحد أصدقائها ويدعى مازن بالاشتراك مع آخرين، قبل أن تظهر مجدداً وتعلن تصالحها معه قائلة: «لا توجد أي مشكلة وحصلت على حقي». وهو ما عرضها لانتقادات حادة من جمهور «السوشيال ميديا» في مصر.
وأمرت النيابة بضبط المتهمين لاستجوابهم في ما هو منسوب إليهم، وأحال النائب العام للنيابة المختصة تقريراً أعدته وحدة الرصد والتحليل بمكتب النائب العام، وأكدت النيابة في بيان صحافي أمس أنها ستعلن ما أسفرت عنه التحقيقات لاحقاً بما لا يعارض مقتضياتها ومصلحتها.
وذكرت صحف مصرية أن أجهزة الأمن في محافظة الجيزة (غرب القاهرة) ألقت القبض على منة عبد العزيز، قبل عرضها على النيابة، وتواجه فتاة الـ«تيك توك» اتهاماً بـ«إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتحريض على الفسق، والاعتداء على قيم المجتمع المصري».
وطلبت النيابة تحريات مباحث شرطة الآداب عن الفتاة، كما طلبت عرض الفيديوهات المتداولة للفتاة ووقائع اغتصابها على الجهات الفنية المختصة بوزارة الداخلية للتأكد من عدم إدخال مونتاج عليها أو تعديلات. وأوضحت مصادر قضائية لوسائل إعلام مصرية أن الفتاة سيجري سؤالها في التحقيقات باعتبارها متهمة ومجنيا عليها في الوقت ذاته.
يشار إلى أن مسؤولي تطبيق «تيك توك» في مصر، أصدروا بياناً صحافياً أخيراً للتعليق على واقعة الطالبة حنين حسام، التي أثارت الجدل بمقطع فيديو تدعو فيه الفتيات إلى تسجيل فيديوهات لهن من المنزل. وأفاد البيان بأن «المحتوى المتداول محل التحقيق لم يتم نشره من خلال منصتنا»، مضيفين: «تضع المنصة سلامة وأمن مستخدميها كأولوية أساسية لديها، وتلتزم بتوفير بيئة آمنة وإيجابية لمستخدمي التطبيق وذلك من خلال إرشادات مجتمع (تيك توك) التي تساعد المستخدمين على فهم كيفية استخدام التطبيق بطريقة إيجابية».
ووفق التطبيق فإنه يقوم «دائماً بتقييم المحتوى لضمان تحديد استخدام الجميع من المشاهير أو غير المشاهير على حد سواء وفقاً لإرشادات مجتمع (تيك توك)، وأن أي سلوك سلبي قد يحدث على التطبيق من قبل المستخدمين هي حالات فردية لا تعكس ولا تمثل مبادئ المنصة». وحضّ التطبيق المستخدمين على «الإبلاغ عن أي محتوى أو استخدام غير لائق من خلال خاصية الدعم والإبلاغ داخل التطبيق من أجل مساعدتنا في الحفاظ على بيئة ملائمة وإيجابية على المنصة».
وتمضي حنين حسام مدة حبسها على ذمة التحقيقات التي تجريها النيابة العامة معها في القضية رقم 4917 لسنة 2020 جنح الساحل في القاهرة، في اتهامها بـ«ارتكاب أفعال مخلة بالآداب، وإنشاء حسابات إلكترونية، بهدف نشر محتوى إباحي، وتهديد أمن المجتمع والأسرة المصرية، وتصدير صورة سيئة عن المرأة والمجتمع المصري».
والدخول إلى تطبيق «تيك توك» أكثر مواقع التواصل الاجتماعي المثيرة للجدل في الآونة الأخيرة بمصر، يتم عبر تقديم 15 ثانية بشيء لا يمكن للأشخاص التوقف عن مشاهدته. ويبلغ عدد مستخدمي «تيك توك» في مصر، 7.2 مليون مستخدم نشط شهريا، 62 في المائة منهم ذكور، 38 في المائة إناث. وفق ما ذكره المتحدث الرسمي باسم الشركة في تصريحات صحافية سابقة.


مقالات ذات صلة

أوروبا ماريوس بورغ هويبي نجل ولية العهد النرويجية الأميرة ميته ماريت (أ.ف.ب)

توقيف نجل أميرة النرويج بشبهة الاغتصاب

أعلنت الشرطة النرويجية، الثلاثاء، توقيف نجل ولية العهد الأميرة ميته ماريت للاشتباه في ضلوعه في عملية اغتصاب.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
شؤون إقليمية عائلات الأطفال ضحايا عصابة حديثي الولادة في وقفة أمام المحكمة في إسطنبول رافعين لافتات تطالب بأقصى عقوبات للمتهمين (أ.ف.ب)

تركيا: محاكمة عصابة «الأطفال حديثي الولادة» وسط غضب شعبي واسع

انطلقت المحاكمة في قضية «عصابة الأطفال حديثي الولادة» المتورط فيها عاملون في القطاع الصحي والتي هزت تركيا منذ الكشف عنها وتعهد الرئيس رجب طيب إردوغان بمتابعتها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا شرطيان إيطاليان (رويترز - أرشيفية)

توقيفات ومصادرة 520 مليون يورو في تحقيق أوروبي بشأن المافيا والتهرب الضريبي

ألقت الشرطة في أنحاء أوروبا القبض على 43 شخصاً وصادرت 520 مليون يورو، في تحقيق أوروبي بمؤامرة إجرامية للتهرب من ضريبة القيمة المضافة.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
يوميات الشرق دورية شرطة أميركية (أرشيفية - أ.ف.ب)

أميركا... السجن 50 عاماً لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة متحللة في شقة

قضت محكمة، يوم الثلاثاء، بسجن امرأة لمدة 50 عاماً؛ لإجبارها ثلاثة من أطفالها على العيش مع جثة شقيقهم (8 سنوات) المتحللة في شقة متسخة مليئة بالصراصير

«الشرق الأوسط» (هيوستن)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».