اليابان تدفع نصف تكاليف السفر للزوار تشجيعاً للسياحة

سيدتان تمشيان في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو بعد رفع حالة الطوارئ الخاصة بـ«كورونا» (أ.ف.ب)
سيدتان تمشيان في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو بعد رفع حالة الطوارئ الخاصة بـ«كورونا» (أ.ف.ب)
TT

اليابان تدفع نصف تكاليف السفر للزوار تشجيعاً للسياحة

سيدتان تمشيان في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو بعد رفع حالة الطوارئ الخاصة بـ«كورونا» (أ.ف.ب)
سيدتان تمشيان في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو بعد رفع حالة الطوارئ الخاصة بـ«كورونا» (أ.ف.ب)

ستدعم خطة جديدة في اليابان الرحلات إلى البلاد في محاولة لعودة السياح إليها بعد جائحة فيروس «كورونا»، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وأعلنت الحكومة اليابانية عن حملة بقيمة 18.2 مليار دولار لتعويض تكاليف السفر للزوار. وقال رئيس وكالة السياحة اليابانية، هيروشي تاباتا، إن الخطة ترمي إلى جذب السياح من خلال دفع نصف نفقات سفرهم.
وذكرت صحيفة «جابان تايمز» أن مزيداً من التفاصيل سيجري الإعلان عنها لاحقاً، لكن الحكومة اليابانية قالت إنه يمكن البدء بتنفيذ البرنامج في وقت مبكر من يوليو (تموز) المقبل.
وجاء هذا الإعلان عقب رفع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي حالة الطوارئ في جميع أنحاء اليابان يوم الاثنين.
ولجأ المواطنون في اليابان إلى العمل من المنازل في ظل الإغلاق التام؛ بعد إقفال المدارس وكثير من الشركات أبوابها. واعتمدت الإجراءات على الامتثال الطوعي ولم تشهد أي عقوبات تُفرض إذا لم يلتزم الناس بتوجيهات آبي.
وبلغ عدد الإصابات بـ«كورونا» في اليابان التي تضم 126 مليون نسمة 16 ألفاً و628 إصابة و851 حالة وفاة. وقال آبي إن رفع حالة الطوارئ لا يعني أن الوباء قد انتهى، ولكنه يعكس نجاح اليابان في محاربة «كوفيد19».
وأعلنت جزيرة صقلية الإيطالية عن برنامج مماثل الشهر الماضي لتشجيع الزوار على العودة إليها بعد الوباء. وستشمل الإعانات نصف تكلفة تذكرة الطائرة، بالإضافة إلى ليلة في الفندق ورسوم دخول للمواقع السياحية. وبحسب ما ورد؛ فستغطي الحكومة الإيطالية تكلفة ليلة واحدة في فندق لكل 3 ليالٍ محجوزة. وسيتم تمويل الخطة بمبلغ 50 مليون يورو (82.7 مليون دولار) وستكون متاحة على الموقع الخاص بالسياحة في صقلية.
وأظهرت مسودة ميزانية اطلعت عليها على «رويترز»، اليوم (الأربعاء)، أن اليابان ستعدّ حزمة تحفيز جديد بقيمة 1.1 تريليون تشمل إنفاقاً مباشراً كبيراً للحيلولة دون دفع جائحةِ فيروس «كورونا» ثالثَ أكبر اقتصاد في العالم نحو ركود أعمق.
وسيجري تمويل التحفيز البالغة قيمته 117 تريليون ين جزئياً من ميزانية إضافية ثانية، عقب حزمة بالقيمة نفسها نُفذت الشهر الماضي بالفعل.
وتصل الحزمة الجديدة بإنفاق اليابان لمكافحة تداعيات الفيروس إلى 234 تريليون ين (2.18 تريليون دولار)؛ نحو 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لليابان.
والإنفاق المجمّع سيكون أيضاً بين أضخم الحزم المالية في العالم لمواجهة تداعيات فيروس «كورونا» ويقترب من حجم برنامج المساعدات الأميركي الذي بلغ 2.3 تريليون دولار.


مقالات ذات صلة

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

يوميات الشرق المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

دشن المجدف الهولندي المحترف، روب فان دير آر، مشروع «التجديف من أجل مصر 2024»، بهدف الترويج لمنتج السياحة الرياضية المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
سفر وسياحة قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات وفاقت شهرتها حدود البلاد

محمد عجم (القاهرة)
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق قرية غرب سهيل تجتذب الكثير من المصريين والأجانب (وزارة السياحة والآثار المصرية)

قريتان مصريتان ضمن قائمة الأفضل سياحياً

انضمت قريتان مصريتان لقائمة أفضل القرى الريفية السياحية لعام 2024.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
TT

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)

في النسيج الواسع لتاريخ الفن التشكيلي، تبرز بعض الأعمال الفنية وتكتسب شهرة عالمية، ليس بسبب مفرداتها وصياغاتها الجمالية، ولكن لقدرتها العميقة على استحضار المشاعر الإنسانية، وفي هذا السياق تُعدّ لوحات الفنان السوري ماهر البارودي بمنزلة «شهادة دائمة على معاناة الإنسان وقدرته على الصمود»، وهي كذلك شهادة على «قوة الفن في استكشاف أعماق النفس، وصراعاتها الداخلية».

هذه المعالجة التشكيلية لهموم البشر وضغوط الحياة استشعرها الجمهور المصري في أول معرض خاص لماهر البارودي في مصر؛ حيث تعمّقت 32 لوحة له في الجوانب الأكثر قتامة من النفس البشرية، وعبّرت عن مشاعر الحزن والوحدة والوجع، لكنها في الوقت ذاته أتاحت الفرصة لقيمة التأمل واستكشاف الذات، وذلك عبر مواجهة هذه العواطف المعقدة من خلال الفن.

ومن خلال لوحات معرض «المرايا» بغاليري «مصر» بالزمالك، يمكن للمشاهدين اكتساب فهم أفضل لحالتهم النفسية الخاصة، وتحقيق شعور أكبر بالوعي الذاتي والنمو الشخصي، وهكذا يمكن القول إن أعمال البارودي إنما تعمل بمثابة تذكير قوي بالإمكانات العلاجية للفن، وقدرته على تعزيز الصحة النفسية، والسلام، والهدوء الداخلي للمتلقي.

لماذا يتشابه بعض البشر مع الخرفان (الشرق الأوسط)

إذا كان الفن وسيلة للفنان والمتلقي للتعامل مع المشاعر، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فإن البارودي اختار أن يعبِّر عن المشاعر الموجعة.

يقول البارودي لـ«الشرق الأوسط»: «يجد المتلقي نفسه داخل اللوحات، كل وفق ثقافته وبيئته وخبراته السابقة، لكنها في النهاية تعكس أحوال الجميع، المعاناة نفسها؛ فالصراعات والأحزان باتت تسود العالم كله». الفن موجود إذن بحسب رؤية البارودي حتى يتمكّن البشر من التواصل مع بعضهم بعضاً. يوضح: «لا توجد تجربة أكثر عالمية من تجربة الألم. إنها تجعلهم يتجاوزون السن واللغة والثقافة والجنس لتعتصرهم المشاعر ذاتها».

الفنان السوري ماهر البارودي يحتفي بمفردة الخروف في لوحاته (الشرق الأوسط)

لكن ماذا عن السعادة، ألا تؤدي بالبشر إلى الإحساس نفسه؟، يجيب البارودي قائلاً: «لا شك أن السعادة إحساس عظيم، إلا أننا نكون في أقصى حالاتنا الإنسانية عندما نتعامل مع الألم والمعاناة». ويتابع: «أستطيع التأكيد على أن المعاناة هي المعادل الحقيقي الوحيد لحقيقة الإنسان، ومن هنا فإن هدف المعرض أن يفهم المتلقي نفسه، ويفهم الآخرين أيضاً عبر عرض لحظات مشتركة من المعاناة».

وصل الوجع بشخوص لوحاته إلى درجة لم يعد في استطاعتهم أمامه سوى الاستسلام والاستلقاء على الأرض في الشوارع، أو الاستناد إلى الجدران، أو السماح لعلامات ومضاعفات الحزن والأسى أن تتغلغل في كل خلايا أجسادهم، بينما جاءت الخلفية في معظم اللوحات مظلمةً؛ ليجذب الفنان عين المشاهد إلى الوجوه الشاحبة، والأجساد المهملة الضعيفة في المقدمة، بينما يساعد استخدامه الفحم في كثير من الأعمال، وسيطرة الأبيض والأسود عليها، على تعزيز الشعور بالمعاناة، والحداد على العُمر الذي ضاع هباءً.

أحياناً يسخر الإنسان من معاناته (الشرق الأوسط)

وربما يبذل زائر معرض البارودي جهداً كبيراً عند تأمل اللوحات؛ محاولاً أن يصل إلى أي لمسات أو دلالات للجمال، ولكنه لن يعثر إلا على القبح «الشكلي» والشخوص الدميمة «ظاهرياً»؛ وكأنه تعمّد أن يأتي بوجوه ذات ملامح ضخمة، صادمة، وأحياناً مشوهة؛ ليعمِّق من التأثير النفسي في المشاهد، ويبرز المخاوف والمشاعر المكبوتة، ولعلها مستقرة داخله هو نفسه قبل أن تكون داخل شخوص أعماله، ولمَ لا وهو الفنان المهاجر إلى فرنسا منذ نحو 40 عاماً، وصاحب تجربة الغربة والخوف على وطنه الأم، سوريا.

أجواء قاتمة في خلفية اللوحة تجذب العين إلى الألم البشري في المقدمة (الشرق الأوسط)

وهنا تأخذك أعمال البارودي إلى لوحات فرنسيس بيكون المزعجة، التي تفعل كثيراً داخل المشاهد؛ فنحن أمام لوحة مثل «ثلاث دراسات لشخصيات عند قاعدة صلب المسيح»، نكتشف أن الـ3 شخصيات المشوهة الوحشية بها إنما تدفعنا إلى لمس أوجاعنا وآلامنا الدفينة، وتفسير مخاوفنا وترقُّبنا تجاه ما هو آتٍ في طريقنا، وهو نفسه ما تفعله لوحات الفنان السوري داخلنا.

لوحة العائلة للفنان ماهر البارودي (الشرق الأوسط)

ولا يعبأ البارودي بهذا القبح في لوحاته، فيوضح: «لا أحتفي بالجمال في أعمالي، ولا أهدف إلى بيع فني. لا أهتم بتقديم امرأة جميلة، ولا مشهد من الطبيعة الخلابة، فقط ما يعنيني التعبير عن أفكاري ومشاعري، وإظهار المعاناة الحقيقية التي يمر بها البشر في العالم كله».

الخروف يكاد يكون مفردة أساسية في أعمال البارودي؛ فتأتي رؤوس الخرفان بخطوط إنسانية تُكسب المشهد التصويري دراما تراجيدية مكثفة، إنه يعتمدها رمزيةً يرى فيها تعبيراً خاصاً عن الضعف.

لبعض البشر وجه آخر هو الاستسلام والهزيمة (الشرق الأوسط)

يقول الفنان السوري: «الخروف هو الحيوان الذي يذهب بسهولة لمكان ذبحه، من دون مقاومة، من دون تخطيط للمواجهة أو التحدي أو حتى الهرب، ولكم يتماهى ذلك مع بعض البشر»، لكن الفنان لا يكتفي بتجسيد الخروف في هذه الحالة فقط، فيفاجئك به ثائراً أحياناً، فمن فرط الألم ومعاناة البشر قد يولد التغيير.