هبّت تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب عاصفة، صباح أمس، ليصبّ جام غضبه على منافسه الديمقراطي جو بايدن وقيادات الحزب الديمقراطي ووسائل الإعلام. فشنّ حملة مكثفة عبر «تويتر» انتقد فيها رد إدارة سلفه على إنفلونزا الخنازير وسياستها في التعاطي مع الصين.
وقال ترمب إن «تعاطي جو بايدن مع أزمة إنفلونزا إتش1 إن1 كان كارثياً، حتى استطلاعات الرأي حول رد الإدارة السابقة كانت سيئة جداً». ورأى أن «لا أحد في الأعوام الخمسين الماضية اعتمد سياسة ضعيفة تجاه الصين كما فعل جو بايدن النعسان. لقد كان نائماً على المقود! وأعطاهم كل ما يريدونه، بما فيها اتفاقات تجارية بائسة. سأصحح هذا كله».
وتغنّى الرئيس في تغريداته بتعاطي إدارته مع أزمة «كورونا»، قائلاً إن «تعاطينا رائع مع (كوفيد - 19) المعروف أحياناً بالفيروس الصيني. فقد وفرنا أجهزة التنفس والفحوصات المخبرية ووزعنا المعدات الطبية وحسنّا من صورة الكثير من حكام (الولايات) ولم نحصل على أي اعتراف بالجميل».
ولعلّ ما استفز ترمب وأطلق العنان لهجومه هذا هو انتقاد نائب الرئيس الأميركي السابق له بسبب ممارسته للغولف، وهي هوايته المفضلة، خلال عطلة نهاية الأسبوع، إذ قال بايدن إن «الرئاسة هي أكثر من التغريد وأنت في عربة الغولف. الرئاسة تعني تحمّل المسؤولية في اتخاذ أكبر القرارات في العالم. دونالد ترمب لم يكن مستعداً لهذا. أعدكم بأني مستعد أشد الاستعداد».
وأشعل التصريح نيران غضب ترمب الذي سرعان ما وسّع هجومه ليشمل وسائل الإعلام وسلفه باراك أوباما، فاتهم الصحافيين بتغطية زيارته لملعب الغولف الخاص به في ولاية فيرجينيا «وكأنها خطيئة مميتة»، على حد تعبيره. واعتبر أن «وسائل الإعلام تتجاهل أخطاء الإدارة السابقة كلياً. إن الكره والكذب يملأ قلوبهم. إنهم تائهون. لا يذكرون أداء جو النعسان التعيس ولا الوقت الذي أمضاه أوباما في ملعب الغولف، وسفره إلى هاواي ليمارس الغولف هناك». وحوّل هجومه على أوباما قائلاً: «لقد لعب الغولف بعد مقتل رجل رائع على يد (تنظيم داعش). لم يكن هذا مناسباً على الإطلاق. أنا من قضى على خلافة (داعش) كلياّ. لقد تركتني الإدارة السابقة في فوضى عارمة».
وتظهر هذه الحملة الغاضبة مدى سخط ترمب من الانتقادات الموجهة لإدارته في أزمة التعاطي مع الفيروس، وقد وظفت حملة ترمب الانتخابية هذه التصريحات لتهاجم هي بدورها بايدن في بيان قالت فيه إن الرئيس الأميركي كان يمارس رياضة الغولف وفقاً لتعليمات أنتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية. وأوضحت أن «الدكتور فاوتشي قال بوضوح إن الأميركيين عليهم تمضية عطلة نهاية الأسبوع في الطبيعة، وذكر أن رياضة الغولف هي نشاط جيد في الظروف الحالية. على بايدن الاستماع إلى نصيحة فاوتشي والخروج من قبو منزله».
وهذا بالفعل ما فعله بايدن، فقد خرج نائب الرئيس الأميركي السابق للمرّة الأولى من منزله أول من أمس للمشاركة في إحياء «عيد الشهداء». وزار بايدن الذي غطّى وجهه قناع أسود اللون نصباً تذكارياً في ولايته ديلايور برفقة زوجته، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها خارج منزله منذ منتصف مارس (آذار) الماضي. وقال للصحافيين: «الخروج من المنزل يعطيني شعوراً جيّداً».
وكانت حملة بايدن الانتخابية تحولت إلى حملة افتراضية منذ تفشي الفيروس، فالتزم المرشح الديمقراطي بتدابير الحجر المنزلي وظهر لمناصريه عبر الإنترنت في مناسبات عدة. لكن الرئيس الأميركي الذي تذمر أكثر من مرّة من عدم عقد مناسبات انتخابية ضخمة، بدأ بتكثيف ظهوره في ولايات متعددة، كميتشيغن وأريزونا وبنسلفانيا. وهو حرص على التشديد على نيته عقد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في موعده المحدد في شهر أغسطس (آب) من دون تعديل جذري على عدد الحضور. وتوعّد ترمب بنقل المؤتمر الوطني من ولاية كارولاينا الشمالية في حال لم يسمح حاكم الولاية الديمقراطي بعقده بشكل كامل. وغرّد: «أنا أحب ولاية كارولاينا الشمالية كثيراً لهذا شددت على عقد المؤتمر الوطني هناك في نهاية أغسطس. لسوء الحظ يبدو أن حاكمها الديمقراطي روي كوبر لا يزال في مزاج الإغلاق، ولن يتمكن من التعهد بالسماح بوجود كامل الحضور في المؤتمر». وتابع «إن لم يتمكن الحاكم من التعهد بذلك فسنضطر للبحث عن موقع آخر للمؤتمر الذي سيجلب فرص عمل وينعش الاقتصاد في أي ولاية نعقده فيها».
موقف يتعارض إلى حد كبير مع موقف الحزب الديمقراطي الداعم بشكل كبير لعقد مؤتمره الوطني افتراضياً. وكان الديمقراطيون أجّلوا مؤتمرهم الذي سيعقد في ولاية واشنطن إلى أغسطس كما لوح فيه بايدن باحتمال إلغاء الحضور وعقده عبر الإنترنت.
يأتي هذا في وقت بدأت فيه حملة بايدن الانتخابية النظر في تركيز هجماتها على ترمب في الملف الاقتصادي. ويشكّل هذا القرار مخاطرة كبيرة، خصوصاً أن ترمب يتقدم على بايدن في استطلاعات الرأي المتعلقة بتعاطيه مع الاقتصاد. لكن حملة بايدن تحاول الربط ما بين ملف مكافحة الفيروس والملف الاقتصادي، وهذا ما تحدث عنه المرشح الديمقراطي في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي»، فقال إن «طريقة إصلاح الاقتصاد هي عبر إصلاح رد الحكومة على الأزمة الصحيّة». ويفصّل أحد العاملين في حملة بايدن هذه الاستراتيجية، قائلاً: «لا أحد يعتقد أن الاقتصاد في وضع جيد الآن. ترمب أوصلنا إلى هنا، ويمكن لبايدن التركيز على أنه الشخص المناسب لإخراجنا من هذه الأزمة». لكن بعض الديمقراطيين يحذرون من اعتماد استراتيجية من هذا النوع. ويقول ويليام غالتسون، وهو مستشار سابق للرئيس بيل كلينتون: «أعتقد أنه من الخطأ نصح بايدن بمهاجمة أداء ترمب الاقتصادي... الأميركيون قرروا أن أداء ترمب في الاقتصاد أفضل من أدائه في أي مجال آخر، وهم يعطونه علامات جيدة حتى الساعة».
وأشار آخر استطلاع للرأي أجرته شبكة «فوكس نيوز» إلى تقدم ترمب على بايدن بثلاث نقاط في مجال الاقتصاد، فيما تقدم بايدن على ترمب في مجال الرعاية الصحية بـ17 نقطة. وأظهر الاستطلاع أن 88 في المائة من الناخبين قلقون من انتشار الفيروس، وأن 78 في المائة ممن يشعرون أن الاقتصاد في تدهور مستمر.
هجوم عاصف لترمب على بايدن وأوباما
تمسك بـ«حضور كامل» في مؤتمر حزبه... ومنافسه الديمقراطي يغادر «قبو المنزل»
هجوم عاصف لترمب على بايدن وأوباما
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة