حذرت منظمة «هيومان رايتس ووتش»: من «عواقب كارثية» ستعيشها بوركينا فاسو، بسبب الهجمات الإرهابية التي تشنها تنظيمات أصولية مسلحة ضد المعلمين والمدارس، وتسببت في إغلاق مئات المدارس في مناطق واسعة من شمال وشرقي هذه الدولة الفقيرة الواقعة في غرب القارة الأفريقية».
وأصدرت المنظمة الدولية أمس (الثلاثاء) تقريراً مطولاً يتكون من 114 صفحة، وجاء تحت عنوان «الحرب على التعليم في بوركينا فاسو»، ليوثق 126 هجوماً إرهابياً شنتها تنظيمات متطرفة مسلحة ضد المدارس في بوركينا فاسو خلال الفترة من 2017 وحتى 2020. ووقعت هذه الهجمات في ست محافظات من جميع محافظات البلد البالغ عددها 13 محافظة».
وقالت المنظمة في التقرير الذي صدر بمدينة نيويورك حيث يوجد مقر المنظمة، إن الجماعات الإرهابية «قتلت واختطفت وعذبت وهددت المعلمين، وروعت التلاميذ وهددتهم، كما خوفت آباءهم حتى لا يرسلونهم إلى المدارس، كما خربوا الكثير من المدارس».
وقالت لوران سايبيرت، وهي خبيرة وباحثة تعمل مع منظمة العفو الدولية، إن ما تقوم به الجماعات الإرهابية «يهدد بمسح بما تم القيام به في السنوات الأخيرة من جهود لتعليم الأطفال في بوركينا فاسو»، وطالبت الخبيرة بضرورة أن تفتح السلطات تحقيقاً في استهداف المدارس، وأن تضع خطة جديدة لإرجاع الأطفال إلى المدارس، وتقديم الدعم اللازم لطواقم التعليم التي تتعرض للهجمات وتواجه الخطر.
وقالت المنظمة في تقريرها المطول إنها استجوبت 170 شخصاً خلال الفترة من ديسمبر (كانون الأول) 2020 وحتى أبريل (نيسان) 2020، من ضمنهم 74 معلماً و35 تلميذاً، بالإضافة إلى آباء بعض التلاميذ وشهود على هجمات إرهابية ضد مدارس، كما قالت إنها استمعت لوجهاء محليين وعمال إغاثة وبعض الخبراء».
وخلصت المنظمة إلى أن الهجمات أسفرت عن مقتل 12 معلماً على الأقل، فيما تعرض 17 آخرون للاعتداء أو الاختطاف، كما تعرضت مجموعة كبيرة أخرى للتهديد بالقتل في حالة ما إذا مارسوا مهنتهم، ولكن التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية يشير إلى أن إحصائية رسمية صادرة عن الحكومة تقول إن 222 على الأقل من عمال التعليم كانوا «ضحية لهجمات إرهابية».
وأوضحت المنظمة الدولية في تقريرها أن جماعات بعضها مرتبط بتنظيم «القاعدة» والآخر مرتبط بتنظيم «داعش»، بدأت تستهدف المدارس في بوركينا فاسو منذ 2017. بحجة أنها مخالفة لتعاليم الإسلام وأنها تجسد «التعليم الفرنسي» أو الذي حمل الطابع «الغربي»، وهي نفس الحجة التي ترفعها جماعة «بوكو حرام» التي يعني اسمها بلغة الهاوسا المحلية «التعليم الغربي حرام». ورغم التحديات الكبيرة التي جاءت مع جائحة «كورونا» والتي تسببت في إغلاق المدارس في بوركينا فاسو، للحد من انتشار العدوى بالفيروس، إلا أن تقرير منظمة العفو الدولية كشف أن المدارس كانت مغلقة منذ عدة أشهر في مناطق واسعة من هذا البلد الواقع في غرب القارة الأفريقية».
«هيومان رايتس ووتش»: الهجمات الإرهابية أغلقت المدارس في بوركينا فاسو
أصدرت تقريراً مطولاً تحت عنوان «الحرب على التعليم»
«هيومان رايتس ووتش»: الهجمات الإرهابية أغلقت المدارس في بوركينا فاسو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة