«كورونا» سلّط الضوء على عدم المساواة في كرة القدم الإنجليزية

فجوة مالية هائلة بين الدوري الممتاز والبطولات الثلاث التالية

الدوري الإنجليزي الممتاز لم يسبق له أن أذاع أي مباراة مجاناً على الهواء مباشرة منذ عام 1992 (غيتي)
الدوري الإنجليزي الممتاز لم يسبق له أن أذاع أي مباراة مجاناً على الهواء مباشرة منذ عام 1992 (غيتي)
TT

«كورونا» سلّط الضوء على عدم المساواة في كرة القدم الإنجليزية

الدوري الإنجليزي الممتاز لم يسبق له أن أذاع أي مباراة مجاناً على الهواء مباشرة منذ عام 1992 (غيتي)
الدوري الإنجليزي الممتاز لم يسبق له أن أذاع أي مباراة مجاناً على الهواء مباشرة منذ عام 1992 (غيتي)

ألقت كارثة فيروس كورونا الضوء على الجوانب المالية لكرة القدم الإنجليزية. ومثلما كانت هناك دعوات لإجراء تحسينات كبيرة بهدف التغلب على عدم المساواة في العديد من القطاعات في البلاد، عندما ينتهي هذا الوباء، ينصب التركيز الآن على عدم المساواة الموجود أيضاً في كرة القدم، ومدى استمرار هذا الأمر الغريب بعد ذلك. لقد اتسعت الفجوة المالية بين الدوري الإنجليزي الممتاز وبقية المسابقات في إنجلترا، بشكل كبير على مدار الـ28 عاماً الماضية، بالتحديد منذ أن انفصلت أندية دوري الدرجة الأولى (الدوري الإنجليزي الممتاز حالياً) عن مشاركة الأمور المالية مع الدوريات الثلاثة الأخرى، لكن هذه الفجوة أصبحت تتسم بالوحشية الآن.
وفي الوقت الذي يسعى فيه الدوري الإنجليزي الممتاز جاهداً لاستئناف مبارياته، من أجل الالتزام ببنود تعاقداته مع جهات البث التلفزيوني التي تمنحه أموالاً طائلة مقابل بث المباريات، والسعي للحصول على دعم حكومي من خلال الزعم بأنه يوزع أموالاً كثيرة على باقي النظام الكروي في البلاد، فإن أندية دوري الدرجة الثانية ودوري الدرجة الثالثة تشعر بالقلق الشديد من عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية في الوقت الحالي. جدير بالذكر أن الأندية الألمانية الأربعة المشاركة في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم قررت تقديم مبلغ 20 مليون يورو (21.7 مليون دولار) لدعم الأندية الأخرى في الدوري الألماني (بوندسليغا)، ودوري الدرجة الثانية، التي تضررت إثر أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19). وذكرت رابطة الدوري الألماني، في وقت سابق، أن أندية بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند ولايبزغ وباير ليفركوزن، ستتخلى عن مبلغ 12.5 مليون يورو من عائدات البث التلفزيوني المحلي، لم يوزع بعد، وستضيف إليه مبلغ 7.5 مليون يورو من صناديقها الخاصة من أجل دعم الأندية الأخرى. وستتولى رابطة الدوري آلية توزيع تلك المبالغ على الأندية. وقال كريستيان شايفرت رئيس الرابطة، «هذه الحملة تؤكد أن التضامن في الدوري الألماني ودوري الدرجة الثانية ليس مجرد أمر شفهي. الرابطة ممتنة للغاية للأندية الأربعة المنافسة في دوري الأبطال».
ويمتلك ريك باري، رئيس رابطة أندية الدرجات من الثانية إلى الرابعة، خبرات هائلة، كما أنه كان «المهندس» المدبر لانفصال الدوري الإنجليزي الممتاز عن باقي دوريات المحترفين في إنجلترا، وكان أول رئيس تنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز بعد انفصاله، لكنه رغم ذلك يعتقد أن الفجوة المالية بين الدوري الإنجليزي الممتاز وباقي الدوريات الإنجليزية قد اتسعت أكثر من اللازم. وخلال هذه الأزمة، تلقى وزير الثقافة البريطاني، أوليفر دودن، ووزير الرياضة، نايغل هودلستون، بعض المعلومات السريعة عن حقائق الشؤون المالية لكرة القدم، واقترحا خطوتين أساسيتين للتغلب على العقبات الموجودة في هذا الصدد.
جاءت الخطوة الأولى بعد أن أعلن دودن نفسه في البرلمان، الشهر الماضي، عن رغبته في استئناف مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى «في أقرب وقت ممكن»، مشيراً إلى أن هذا «سيساعد في تحرير الموارد المالية لبقية النظام الكروي في البلاد». من المفهوم أن باري سرعان ما تساءل عن هذا الأمر، كما أخبرت رابطة أندية الدرجات من الثانية إلى الرابعة، دودن، بأن الدوري الإنجليزي الممتاز قد قدم بالفعل نصف «أموال التضامن» الصغيرة نسبياً المخصصة للموسم المقبل للدوريات الأدنى من الدوري الإنجليزي الممتاز، وبالتالي فإنه لن يدفع المزيد من الأموال إلى تلك الدوريات عندما يستأنف الدوري الإنجليزي الممتاز مباريات هذا الموسم.
أما الخطوة الثانية، التي أغضبت الكثير من لاعبي كرة القدم، فكان تأكيد الدوري الإنجليزي الممتاز على الملأ أنه يدفع حوالي 400 مليون جنيه إسترليني في الموسم الواحد للدوريات الأدنى من الدوري الممتاز. ويشمل هذا المبلغ 273 مليون جنيه إسترليني، أي نحو 70 في المائة من المبلغ الإجمالي تقريباً، في صورة أموال تدفع للأندية التي تهبط من الدوري الإنجليزي الممتاز، حتى تكون قادرة على تدعيم صفوفها والعمل على الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى، وهو الأمر الذي يضرب الاستقرار المالي وعدالة المنافسة في دوري الدرجة الأولى.
ونظراً لأن دودين وهودليستون ما زالا جديدين في منصبيهما، فيبدو أنهما لم يفهما بعد كيف يتم حساب تلك الحصص المالية، إذ إن إجمالي أموال «التضامن» التي تتم مشاركتها مع جميع أندية الدوريات الأدنى من الدوري الإنجليزي الممتاز، التي يتم الحصول عليها من عائدات البث التلفزيوني لمباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي وصلت إلى 8.65 مليار جنيه إسترليني، خلال الفترة بين عامي 2019 و2022، تصل إلى 98 مليون جنيه إسترليني لكل الموسم، بما يعادل 3.4 في المائة فقط من إجمالي عائدات البث التلفزيوني. وقد تم إنفاق 100 مليون جنيه إسترليني إضافية خلال السنوات الأخيرة على المرافق الشعبية والمشروعات المجتمعية، وهو عمل جيد ومثير للإعجاب، ويتم الإعلان عنه على الملأ كثيراً، لكنه لا يمثل أيضاً سوى 3.4 في المائة من إجمالي عائدات البث التلفزيوني.
لذا يدعي الدوري الإنجليزي الممتاز أن استئناف المباريات سوف يسمح مرة أخرى بـ«تحرير الموارد المالية» من خلال النظام الكروي في البلاد. والآن، هناك أزمة مالية حقيقية تظهر في الأفق، خصوصاً في القطاع الصحي، وبالتالي فإن الحكومة التي تدعم حالياً قطاعات كاملة من الاقتصاد، لن تقدم المساعدة للدوري الإنجليزي الممتاز الذي يحصل على مليارات هائلة من عائدات البث التلفزيوني، ولا يقدم سوى حصة ضئيلة منه للدوريات الأدنى!
وخلال مكالمة الفيديو التي أجراها في وقت سابق، طلب كل من دودن وهدلستون من ريتشارد ماسترز، الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز، أن يناقش مع باري والرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، مارك بولينغهام، كيفية «ضمان استخدام بعض التمويل من المسابقات التي سيتم استئنافها لمساعدة باقي منافسات كرة القدم على النطاق الأوسع». وقالت الحكومة، أيضاً، إن دعمها المثير للجدل لاستئناف مباريات كرة القدم بدون جمهور يجب أن يقابله «توسيع نطاق وصول المشجعين لمشاهدة التغطية الحية للمباريات». ويبدو أن الوزراء يقصدون البث المجاني للمباريات عبر شاشات التلفزيون، لكن الدوري الإنجليزي الممتاز الذي لم يسبق له أن أذاع أي مباراة مجاناً على الهواء مباشرة منذ عام 1992، من غير المرجح أن يفعل أي شيء قد يقلل من العائدات التي يحصل عليها من البث التلفزيوني.
من الواضح أن هناك عقبات كبيرة يجب التغلب عليها إذا كانت كرة القدم تسعى لاستئناف المباريات مرة أخرى، وأكبر هذه العقبات بالطبع هو فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص في بريطانيا. من غير الواضح على الإطلاق ما إذا كان استئناف المباريات ممكناً أو آمناً أو مناسباً، أو ما إذا كان سيعزز الروح المعنوية للأمة، كما زعم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. وكان تروي ديني هو آخر لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز يشكك في جدوى استئناف المباريات في ظل هذه الظروف! لكن عندما يتم استئناف المباريات أخيراً، وعندما تبدأ بريطانيا في الخروج من هذه الأزمة، ربما يمكن أن يكون هناك «إعادة ضبط» للهياكل المنقسمة وعدم المساواة في كرة القدم الإنجليزية، إلى جانب إعادة بناء جميع القطاعات الضرورية الأخرى التي ستحتاجها البلاد.


مقالات ذات صلة

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

رياضة عالمية رحل أشوورث عن يونايتد يوم الأحد الماضي بموجب اتفاق بين الطرفين (رويترز)

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، إن رحيل دان أشوورث عن منصب المدير الرياضي يشكل موقفاً صعباً بالنسبة للنادي لكنّ شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بأهدافه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ب)

غوارديولا: «سُنة الحياة» هي السبب فيما يجري لمانشستر سيتي

رفض المدرب الإسباني لمانشستر سيتي الإنجليزي بيب غوارديولا اعتبار الفترة الحالية التحدي الأصعب في مسيرته.

رياضة عالمية نونيز متحسراً على إضاعة فرصة تهديفية في إحدى المواجهات بالدوري الإنجليزي (رويترز)

نونيز يرد على الانتقادات بهدوء: معاً... نستعد لما هو قادم

رد داروين نونيز مهاجم فريق ليفربول الإنجليزي على الانتقادات لأدائه برسالة هادئة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا (رويترز)

ماريسكا: سيتم التدوير بين اللاعبين في مواجهتي آستانة وبرينتفورد

يأمل إنزو ماريسكا، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي تشيلسي الإنجليزي، ألا يكون بحاجة لأي لاعب من اللاعبين الذين سيواجهون فريق آستانة، الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (أ.ف.ب)

هل تكون وجهة غوارديولا الجديدة تدريب منتخب وطني؟

أعطى بيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، إشارة واضحة عن خططه عقب انتهاء مهمته مع الفريق مشيرا إلى أنه لا يرغب في البدء من جديد.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.