السعودية: بدء التخفيف التدريجي للحظر عن المدينة الصناعية الثانية بالدمام

المدينة الصناعية الثانية في الدمام (الشرق الأوسط)
المدينة الصناعية الثانية في الدمام (الشرق الأوسط)
TT

السعودية: بدء التخفيف التدريجي للحظر عن المدينة الصناعية الثانية بالدمام

المدينة الصناعية الثانية في الدمام (الشرق الأوسط)
المدينة الصناعية الثانية في الدمام (الشرق الأوسط)

أعلنت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن»، البدء بالتخفيف التدريجي للحظر عن المدينة الصناعية الثانية بالدمام، مع استمرار عزل المنطقة السكنية ومنع التجول فيها، وتأمين متعهدين لخدمات الإعاشة من قبل أصحاب المنشآت التي لديها مجمعات سكنية داخلية.
وقال مدير عام «مدن» المهندس خالد السالم، إن الهيئة حريصة على دعم القطاع الصناعي واستمرار عملياته التشغيلية والإنتاجية، بالتوازي مع تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة، والتدابير الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19»، وضمان سلامة العاملين والمقيمين بالمدن الصناعية.
وأضاف أنه «تم التعميم على شركاء (مدن) بتنفيذ زيارات ميدانية، للتأكد من تطبيق الضوابط والتدابير اللازمة، ومنح المخالفين مهلة لا تزيد عن 72 ساعة لتصحيح أوضاعهم، على أن يتم نقل العمالة الزائدة إلى إسكان مناسب داخل أو خارج المدينة الصناعية تتوفر فيه شروط مكافحة العدوى».
وأشار المهندس السالم إلى أنه «باستكمال تصحيح أوضاع المخالفين وثبوت سلبية نتائج الفحص المخبري سيتم السماح لعمالة المجمعات السكنية بمواصلة أعمالهم بالمصانع، مع اشتراط انتقالهم من السكن وإليه بالحافلات والالتزام بالتباعد الجسدي وعدم الخروج من المصنع إلا بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية والعودة مباشرة للسكن، مع حظر التجول داخل المنطقة السكنية».
وحثّ شركاء «مدن» على ضرورة الإفصاح الكامل عن أسماء وبيانات المنشآت التي لديها سكن عمالة خارج المدينة الصناعية، والتأكد من التزام جميع مساكن العمالة بالاشتراطات الصحية والإجراءات الاحترازية المنشورة بدليل «وقاية»، للسماح لها بالتشغيل عن طريق لجان تفتيش المصانع، موضحاً أنه سيقتصر دخول المدينة الصناعية على العاملين والموردين بسائق واحد فقط.
ولفت مدير عام «مدن» إلى أنه سيتم تطبيق اشتراطات الحجر على الموظفين المخالطين للحالات المصابة الذين تم نقلهم لإسكان يقع خارج المدينة الصناعية لمدة 14 يوماً، مع توفير خدمات الإعاشة لهم من قبل أصحاب المنشآت الصناعية، على أن يتم فحصهم بعد ذلك والسماح لهم بالعودة للعمل في حال ثبوت سلامتهم، مبيناً أن المنشآت الصناعية ستقوم بالتعاقد مع أحد المستشفيات الخاصة المُصرّح لها بأخذ عينات من العمالة التابعة لها تحت إشراف إدارة الالتزام بفرع وزارة الصحة بالمنطقة الشرقية والطب الوقائي بالتجمع الصحي الأول، مع الاستفادة من مختبرات القطاع الخاص لتخفيف الضغط على المختبر المركزي لوزارة الصحة.
وأكد المهندس السالم عدم التهاون في تطبيق الإجراءات الجزائية والعقوبات المناسبة على المخالفين، والتي قد تصل إلى إغلاق السكن والمصنع المخالف، مُبيناً أن «مدن» مستعدة بشكل كامل للتفاعل مع شركائها وتلبية متطلباتهم والرد على استفساراتهم على مدار 24 ساعة يومياً.
وتهتم «مدن» منذ انطلاقتها عام 2001 بتطوير الأراضي الصناعية متكاملة الخدمات، إذ تشرف اليوم على 35 مدينة صناعية قائمة وتحت التطوير في مختلف مناطق السعودية، بالإضافة إلى إشرافها على المجمعات والمدن الصناعية الخاصة. وقد تجاوزت الأراضي الصناعية المطورة 198.8 مليون متر مربع حتى الآن، وتضم المدن الصناعية القائمة أكثر من 3500 مصنع منتج.



الدردري لـ«الشرق الأوسط»: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

TT

الدردري لـ«الشرق الأوسط»: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)
الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)

كشف الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية الدكتور عبد الله الدردري، أن الأمم المتحدة أعطت البرنامج الضوء الأخضر لبدء التواصل مع الحكومة المؤقتة السورية الجديدة تعزيزاً للعمل الإنساني وبدء مسار التعافي لإعادة تفعيل الاقتصاد السوري، خصوصاً أن البلاد خسرت 54 مليار دولار من ناتجها المحلي خلال 14 عاماً.

وقال الدردري في حديث إلى «الشرق الأوسط» بمناسبة وجوده في الرياض للمشاركة في فعاليات مؤتمر «كوب 16»، إنه وجّه مكتب البرنامج في دمشق اعتباراً من (الخميس) للتواصل مع الجهات الحكومية وبدء عملية التقييم التي تحتاج إليها البلاد.

كان نظام بشار الأسد قد ترك خلفه تحديات اقتصادية كبيرة مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية الاقتصادية وتدمير آلاف المنازل وتشريد الملايين.

رجل سوري يتحدث عبر هاتفه المحمول وهو يقف على درج مبنى مدمَّر في مدينة حرستا شرق دمشق (أ.ب)

واستعرض الدردري الوضع الراهن في سوريا، فقال «إن تقديراتنا الأولية أن الاقتصاد السوري خسر حتى الآن 24 عاماً من التنمية البشرية، فيما سجل الناتج المحلي الإجمالي تراجعاً كبيراً من 62 مليار دولار في عام 2010 إلى 8 مليارات فقط اليوم، أي خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً. أما معدل الفقر، فارتفع من نحو 12 في المائة عام 2010 إلى أكثر من 90 في المائة. وبات معدل الفقر الغذائي يتجاوز 65 في المائة من السكان».

وإذ أوضح أن أمام سوريا مرحلة صعبة، قال إن تقديرات البرنامج تشير إلى أنه من أصل 5 ملايين و500 ألف وحدة سكنية، فإن نحو مليوني وحدة سكنية دمِّرت بالكامل أو جزئياً.

وعن تكلفة عملية إعادة الإعمار، أوضح الدردري أن احتساب تكلفة إعادة بناء الوحدات السكنية يحتاج إلى تحديث، كون أسعار البناء تختلف اليوم. لكنه شدد على أن أخطر ما جرى في سوريا هو الضعف المؤسساتي مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل عام 2011، «حيث كانت هناك مؤسسات دولة قوية، فيما تراجعت بشكل كبير اليوم». من هنا، فإن تركيز برنامج الأمم المتحدة اليوم هو على الدعم المؤسساتي، «لأنه من دون مؤسسات قادرة على التخطيط والتنفيذ والمتابعة، لا توجد تنمية ولا إعادة إعمار»، كما يركز على القطاع الخاص الذي استطاع أن يصمد رغم كل الهزات، والجاهز اليوم لتلقف أي حالة من الأمن والانفتاح للعمل.

وقال: «خلال الساعات الـ48 الأخيرة، ولمجرد أن الحكومة المؤقتة أعلنت أن الاقتصاد السوري هو اقتصاد سوق حر مع بعض الإجراءات السريعة لتسيير عمل التجارة وغيرها، تحسن سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار من 30 ألف ليرة إلى 14 ألف ليرة، مما يعني تحسناً بأكثر من 50 في المائة».

رجل يعد النقود بمحطة بنزين في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

ولكن كيف يرى نائب الوزراء السوري السابق للشؤون الاقتصادية بين سنوات 2006 و2011، خريطة طريق إعادة النهوض بالاقتصاد السوري؟ أجاب: «في الحقيقة، لا أرى فرقاً بين دوري في الأمم المتحدة وبين عملي سابقاً. فسوريا تحتاج إلى إصلاح حوكمي سريع وفعال، بمعنى أنها تحتاج إلى إصلاح القضاء، وتطوير المؤسسات وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات، وترسيخ القانون. كما أنها بحاجة إلى رؤية للمستقبل، وإلى حوار وطني. تحتاج إلى تحديد الوضع الراهن في المجال الاقتصادي وأين هو موقع البلاد في هذا الإطار. هي تحتاج إلى رسم سيناريوهات التعافي والنمو... وهو ما تراه الأمم المتحدة أيضاً لإعادة إحياء البلاد».

وأضاف: «سندعم كل ما من شأنه أن يجعل سوريا جاذبة للاستثمار، وإرساء منظومة لحماية اجتماعية فاعلة... فنمو اقتصادي يقوده القطاع الخاص وعدالة اجتماعية من خلال منظومات حماية اجتماعية متكاملة هما ما تحتاج إليه سوريا، وهما ما سنعمل عليه».

وعود بمساعدة غزة

وفي ما يتعلق بالوضع في غزة، قال الدردري إن التقديرات الأولية جداً تشير إلى أنها تحتاج إلى 50 مليار دولار، موضحاً أن إعادة تعويم الاقتصاد الفلسطيني إلى ما كان عليه في عام 2022، إنما يحتاج إلى معونات إنسانية تقدَّر بـ600 مليون دولار سنوياً على مدى السنوات العشر المقبلة.

فلسطينيون يتفقدون الدمار في منطقة استهدفتها غارة جوية إسرائيلية قرب مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)

وعن الجهات المستعدة لتأمين هذه المبالغ، قال: «هناك وعود بأن المجتمع الدولي مستعد للمساعدة، ولكن إلى الآن لا شيء ملموساً».

وأضاف: «هناك حاجة ماسة إلى رفع القيود عن عمل الفلسطينيين، وعن أموال المقاصة التي يجب أن تذهب إلى السلطة الفلسطينية، وأن يُسمح للاقتصاد الفلسطيني بالاندماج».

خسائر لبنان من الحرب

وشرح الدردري أن لبنان خسر 10 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بسبب الحرب مع إسرائيل، تضاف إلى ما نسبته 35 في المائة خسارة في الناتج المحلي منذ 2019. في حين دُمر نحو 62 ألف منزل وأكثر من 5 آلاف منشأة اقتصادية.

شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

ووُضع برنامج للتعافي الاقتصادي في لبنان يعتمد بشكل أساسي على تعزيز المجتمعات المحلية والشركات الصغيرة وإعادة إحياء التمويل في لبنان، وعلى دعم البلديات التي تأثرت بشكل كبير، وعلى الجمعيات الأهلية. وتوقع أن يستعيد لبنان تعافيه مع استمرار حالة الهدوء، وذلك بفعل أهمية الدور الذي يلعبه قطاعه الخاص.