السعودية تجري أكثر من 700 ألف فحص مخبري للكشف عن «كوفيد ـ 19»

الرياض تواصل تسجيل أعلى الحالات والكويت تتخطى 21 ألف إصابة... وأبوظبي تستعد لافتتاح المنشآت السياحية بشروط

متابعة مستمرة من الجهات الصحية والأمنية في مكة المكرمة للحد من انتشار «كورونا» (واس)
متابعة مستمرة من الجهات الصحية والأمنية في مكة المكرمة للحد من انتشار «كورونا» (واس)
TT

السعودية تجري أكثر من 700 ألف فحص مخبري للكشف عن «كوفيد ـ 19»

متابعة مستمرة من الجهات الصحية والأمنية في مكة المكرمة للحد من انتشار «كورونا» (واس)
متابعة مستمرة من الجهات الصحية والأمنية في مكة المكرمة للحد من انتشار «كورونا» (واس)

أجرت وزارة الصحة السعودية أكثر من 703 آلاف فحص مخبري للكشف عن فيروس «كورونا» منذ بداية انتشار الفيروس في البلاد، فيما تخطى عدد المصابين 72 ألفاً.
وأوضح الدكتور محمد العبد العالي، المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية في مؤتمر صحافي بالرياض، أمس، أن مختصي الوزارة أجروا حتى أمس 703534 فحصاً مخبرياً للكشف عن «كوفيد - 19»، بينها 18919 فحصاً جديداً. وبلغ عدد الإصابات بالفيروس منذ بداية انتشاره في السعودية 72560 إصابة، بينها 28650 إصابة نشطة و372 حرجة، وذلك بعد تسجيل 2399 إصابة جديدة خلال 24 ساعة، كان أعلاها في الرياض بـ742 إصابة. فيما ارتفع عدد المتعافين إلى 43520 شخصاً، بينهم 2284 حالة تعافٍ جديدة. ومن بين المصابين الجدد 21 في المائة إناث و79 في المائة ذكور، وبحسب الفئة العمرية فإن 10 في المائة للأطفال و87 في المائة للبالغين و3 في المائة من كبار في السن. كما أن 66 في المائة من الإصابات لغير سعوديين، و34 في المائة لسعوديين.
وجرى تسجيل 11 وفاة جديدة في مكة المكرمة والرياض، بينهم مواطن واحد، وتتراوح أعمارهم بين 30 و70 عاماً، وبذلك يصل إجمالي عدد الوفيات في السعودية نتيجة الإصابة بكورونا إلى 390 شخصاً.
وتطرق العبد العالي إلى أن المهم في هذه المرحلة البعد عن التجمعات، والبقاء في المنزل، والالتزام بالسلوكيات الصحية. وفيما إذا كان التعرض لأشعة الشمس يساعد المصاب بفيروس كورونا في القضاء على المرض أو إذا كانت أشعة الشمس تقي الشخص السليم، أوضح المتحدث باسم وزارة الصحة أن تأثير حرارة الطقس على الفيروس لا يزال محل دراسات ولا شيء ثابت حتى الآن، مشيراً إلى أن تعرض الإنسان لحرارة الشمس لمدة طويلة قد يضره.
الإمارات
تستعد العاصمة الإماراتية أبوظبي لافتتاح المطاعم والمقاهي والردهات والشواطئ والمسابح والنوادي الرياضية في المنشآت الفندقية، بعد إغلاقها بسبب الإجراءات الاحترازية المفروضة لاحتواء انتشار فيروس «كوفيد - 19»، بعد أن عممت دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي دليلاً توجيهياً مفصلاً لإعادة افتتاحها. وستتمكن فنادق أبوظبي الآن من إعادة فتح منشآتها واستئناف نشاطها مجدداً، بمجرد الحصول على موافقة دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، حيث يستوجب ذلك من المنشآت الفندقية استكمال جميع الإجراءات الموضحة في الدليل التوجيهي الذي أعدته الدائرة. وقالت الدائرة إنه لضمان استئناف نشاط المرافق الفندقية بأمان، يحدّد الدليل التوجيهي «متطلبات ضمان الجاهزية» التي تغطي الإجراءات العامة، وقواعد التباعد الاجتماعي، وتدابير إدارة التجمعات، وإرشادات عودة الموظفين للعمل.
وتشمل القواعد العامة في الدليل التوجيهي تحديد ساعات عمل المطاعم والمقاهي والردهات من الساعة 6 صباحاً ولغاية الساعة 7 مساءً، وكذلك تعقيم هذه المرافق بشكل منتظم، وبالأخص النقاط التي يلمسها الزبائن باستمرار بالإضافة إلى دورات المياه بعد كل استخدام، مع التأكد من توفير معقمات الأيدي عند كل مدخل للمنشأة. إلى جانب تحديد مداخل ومخارج منفصلة وتركيب أجهزة التعقيم والكشف الحراري على المداخل مع الالتزام بمنع دخول أي شخص يعاني من حرارة مرتفعة، وإلزام جميع الأفراد بالكشف الحراري بمن فيهم الموظفون والزوار والمتعهدون، مع ضرورة ربط الكاميرات مع نظام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.
ويتعين على المنشآت الفندقية كذلك تخصيص غرفة عزل منفصلة في حال وجود أفراد من الحالات المشتبه بها، مع توفير طاقم مسعفين طوال ساعات العمل، إلى جانب إلزام جميع الزوار باستخدام الكمامات والقفازات والتقيد بها وعدم استقبال الزوار بخلاف ذلك، مع تشجيعهم على استخدام أنظمة الدفع «الذكية» والإلكترونية كوسيلة مفضلة لتقليل الاحتكاك المباشر وانتشار العدوى، مع عدم رفض الدفع النقدي، والتأكد من توفير معقمات اليد عند مناطق الدفع.
وقال علي الشيبة، المدير التنفيذي لقطاع السياحة والتسويق في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: «تندرج المبادئ التوجيهية التي تم توزيعها على القطاع الفندقي ضمن إطار واجبنا لدعم وتوجيه قطاع السياحة في أبوظبي على مختلف الأصعدة. وسيمكّنهم اتباع هذه التوجيهات من استئناف نشاطهم في أقرب فرصة ممكنة، فضلاً عن ضمان صحة وسلامة جميع أفراد المجتمع».
كما تنص تعليمات دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي على تحديد علامات التباعد الاجتماعي لضمان تطبيقها على الأرضيات والسلالم المتحركة، مع تخصيص المصاعد فقط لأصحاب الهمم وبسعة شخصين فقط. إلى جانب التحكم بازدحام المطعم، والسماح لـ4 أشخاص كحد أقصى لكل طاولة، مع اعتماد مسافة تباعد 2.5 متر كحد أدنى بين الطاولات، إلى جانب تعطيل جميع شاشات اللمس إن وجدت ضمن المرافق.
إلى ذلك، قالت وزارة الصحة الإماراتية أمس إنها أجرت أكثر من 35 ألف فحص جديد على فئات مختلفة في المجتمع ساهمت في الكشف عن 781 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد من جنسيات مختلفة، وجميعها حالات مستقرة وتخضع للرعاية الصحية اللازمة، وبذلك يبلغ مجموع الحالات المسجلة 29.485 ألف حالة، في الوقت الذي أعلنت عن حالة وفاة لمصاب وذلك من تداعيات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وبذلك يبلغ عدد الوفيات في البلاد 245 حالة.
وأعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن شفاء 561 حالة جديدة لمصابين بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» وتعافيها التام من أعراض المرض بعد تلقيها الرعاية الصحية اللازمة منذ دخولها المستشفى، وبذلك يكون مجموع حالات الشفاء 15.056 ألف حالة.
البحرين
أعلنت وزارة الصحة البحرينية عن تعافي 116 حالة إضافية، ليصل العدد الإجمالي للحالات المتعافية إلى 4581، وتسجيل 291 حالة قائمة جديدة منها 188 حالة لعمالة وافدة، و103 حالات لمخالطين لحالات قائمة. ‏وأوضحت وزارة الصحة أن عدد الحالات القائمة التي يتطلب وضعها الصحي تلقي العلاج بلغ 30 حالة، منها 8 حالات تحت العناية، في حين أن 4491 حالة وضعها مستقر من العدد الإجمالي للحالات القائمة الذي بلغ 4499 حالة قائمة.
الكويت
أعلنت وزارة الصحة الكويتية أمس تسجيل 838 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الحالات المسجلة في البلاد إلى 21302 حالة. في حين تم تسجيل 8 حالات وفاة إثر إصابتها بالمرض ليصبح مجموع حالات الوفاة المسجلة حتى اليوم 156 حالة. وتماثل 370 مصابا للشفاء خلال الـ24 ساعة الماضية، ليصل إجمالي المتعافين إلى 6117 حالة.
عُمان
وفي مسقط، أعلنت وزارة الصحة العمانية أمس تسجيل 513 إصابة جديدة بمرض «كوفيد - 19»، منها 179 لعمانيين و334 لغير عمانيين، ليصبح العدد الكلّي للحالات المسجلة في السلطنة 7770 و36 وفاة. وأكدت الوزارة على أن (1933) حالة قد تماثلت للشفاء.
قطر
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة العامة القطرية عن تسجيل 1501 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا وشفاء 657 شخصاً من المرض ليصل الإجمالي في حالات الشفاء إلى 9170 حالة، بالإضافة إلى تسجيل حالتي وفاة بسبب الفيروس. وأفادت الوزارة بأن حالتي الوفاة الجديدتين تعودان لشخصين يبلغ الأول من العمر 66 عاما والثاني 53 عاماً، وكانا يتلقيان الرعاية الطبية اللازمة في العناية المركزة. ولفت البيان إلى فحص 3349 شخصاً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ليرتفع مجموع من تم فحصهم منذ ظهور الفيروس إلى 188143 حالة.



السعودية تحث «الانتقالي» اليمني على الانسحاب من حضرموت والمهرة «بشكل عاجل»

السعودية تحث «الانتقالي» اليمني على الانسحاب من حضرموت والمهرة «بشكل عاجل»
TT

السعودية تحث «الانتقالي» اليمني على الانسحاب من حضرموت والمهرة «بشكل عاجل»

السعودية تحث «الانتقالي» اليمني على الانسحاب من حضرموت والمهرة «بشكل عاجل»

أعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، عن قلق المملكة إزاء التحركات العسكرية التي شهدتها محافظتا حضرموت والمهرة مؤخرًا، «التي قام بها مؤخرًا المجلس الانتقالي الجنوبي نُفذت بشكل أحادي دون موافقة مجلس القيادة الرئاسي أو التنسيق مع قيادة التحالف»، معتبرةً ذلك «تصعيدًا غير مبرر أضرّ بمصالح الشعب اليمني بمختلف فئاته وبالقضية الجنوبية، كما قوّض جهود التحالف».

وأكدت المملكة أنها «ركزت خلال الفترة الماضية على وحدة الصف وبذلت جهودًا مكثفة للوصول إلى حلول سلمية لمعالجة الأوضاع في المحافظتين، ضمن مساعٍ متواصلة لإعادة الاستقرار».

وأوضحت أن هذه الجهود جاءت «بالتنسيق مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة اليمنية، لاحتواء الموقف، حيث تم إرسال فريق عسكري مشترك سعودي–إماراتي لوضع الترتيبات اللازمة مع المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، بما يضمن عودة قواته إلى مواقعها السابقة خارج المحافظتين، وتسليم المعسكرات لقوات (درع الوطن) والسلطة المحلية وفق إجراءات منظمة وتحت إشراف قوات التحالف».

وشددت الخارجية على أن الجهود «لا تزال متواصلة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه»، معربة عن أمل المملكة في «تغليب المصلحة العامة، ومبادرة المجلس الانتقالي بإنهاء التصعيد وخروج قواته بشكل عاجل وسلمي من المحافظتين».

كما أكدت المملكة «أهمية التعاون بين جميع القوى والمكونات اليمنية، وضبط النفس، وتجنب ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار، لما يترتب على ذلك من تداعيات سلبية، مجددةً التأكيد على ضرورة تكاتف الجهود لإعادة السلم والأمن المجتمعي».

وجددت المملكة موقفها بأن «القضية الجنوبية قضية عادلة ذات أبعاد تاريخية واجتماعية، ولن تُحل إلا عبر حوار يجمع كافة الأطراف اليمنية على طاولة واحدة، ضمن مسار سياسي شامل يضمن الحل الشامل في اليمن».

واختتمت الخارجية بيانها بالتأكيد على «دعم المملكة لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية والسلام في الجمهورية اليمنية الشقيقة».


دفعة مساعدات سعودية جديدة تعبر منفذ رفح لإغاثة أهالي غزة

تعد هذه المساعدات امتداداً للجهود الإغاثية التي تقدمها السعودية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة (واس)
تعد هذه المساعدات امتداداً للجهود الإغاثية التي تقدمها السعودية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة (واس)
TT

دفعة مساعدات سعودية جديدة تعبر منفذ رفح لإغاثة أهالي غزة

تعد هذه المساعدات امتداداً للجهود الإغاثية التي تقدمها السعودية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة (واس)
تعد هذه المساعدات امتداداً للجهود الإغاثية التي تقدمها السعودية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة (واس)

عبَرت دفعةٌ جديدةٌ من المساعدات الإنسانيّة السعوديّة، الأربعاء، منفذ رفح الحدودي متجهة إلى منفذ كرم أبو سالم جنوب شرقي قطاع غزة، تمهيداً لدخولها إلى القطاع بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري.

تضمنت المساعدات كمية كبيرة من السلال الغذائية مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ضمن الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وتأتي هذه المساعدات بالتزامن مع إقامة مخيمات سعودية بمنطقة القرارة جنوب قطاع غزة ومنطقة المواصي بخان يونس لإيواء النازحين، وتقديم المساعدات الإنسانية لهم مع دخول فصل الشتاء.

وتعد امتداداً للجهود الإغاثية التي تقدمها السعودية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة؛ للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة الذي يواجه ظروفاً إنسانية تهدد الأطفال والنساء في ظل البرد، وصعوبة الظروف المعيشية.


48 ساعة من المباحثات المكثفة والتعاون السياسي والدفاعي بين السعودية وعمان

سلطان عمان مستقبلاً وزير الخارجية السعودي (الخارجية السعودية)
سلطان عمان مستقبلاً وزير الخارجية السعودي (الخارجية السعودية)
TT

48 ساعة من المباحثات المكثفة والتعاون السياسي والدفاعي بين السعودية وعمان

سلطان عمان مستقبلاً وزير الخارجية السعودي (الخارجية السعودية)
سلطان عمان مستقبلاً وزير الخارجية السعودي (الخارجية السعودية)

سجلت الساعات الماضية تصاعداً في مستوى التنسيق والتشاور الثنائي بين السعودية وعمان على الصعيدَين السياسي والدفاعي، بالإضافة إلى الشراكة الاقتصادية، وذلك وسط انعقاد الاجتماع الثالث لمجلس التنسيق السعودي - العُماني، في مسقط، وما صدر عنه من نتائج بيّنت التقدم الذي تشهده العلاقات الثنائية.

في التفاصيل، وصل، الاثنين، الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، إلى العاصمة العُمانية مسقط، واستقبله نظيره العماني بدر البوسعيدي، وعقد الوزيران لقاء استعرضا خلاله «العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها»، قبل أن يترأسا الاجتماع الثالث لمجلس التنسيق (السعودي - العُماني)، وبمشاركة رؤساء اللجان المنبثقة ورئيسي فريق الأمانة العامة للمجلس، وحضره من الجانب السعودي عدد من كبار المسؤولين من وزارات «الخارجية، والداخلية، والاستثمار، والاقتصاد والتخطيط، والثقافة».

مجلس التنسيق واستقبال السلطان

الاجتماع شهد تأكيد وزير الخارجية السعودي أنه يأتي امتداداً للاجتماع الثاني لمجلس التنسيق بين البلدين الشقيقين الذي عُقِد في مدينة العلا الشهر نفسه من العام الماضي، و«نتائجه الإيجابية المثمرة في إطار ما تم اعتماده من توصيات ومبادرات»، بينما أشاد الوزير العماني، بـ«التقدم النوعي في العلاقات بين البلدين الشقيقين وما شهدته من تطور ملحوظ في العديد من القطاعات».

الاجتماع الثالث لمجلس التنسيق السعودي العماني (واس)

واستمر الزخم عبر استقبال سلطان عمان السلطان هيثم بن طارق، الثلاثاء، وزير الخارجية السعودي في قصر البركة، وجرى استعراض آفاق التّعاون بين البلدين وجهود تعزيز متانة العلاقات الثّنائية وترسيخ المصالح المُشتركة، والتّطورات الجارية على السّاحتين الإقليميّة والدوليّة ومرئيّات السعودية تجاهها، ورؤية سلطان عمان في هذا الشأن، وفقاً لوكالة الأنباء العمانية.

تعاون في تبادل الأسرى اليمنيين

في موازاة ذلك، كان التعاون بين البلدين يتواصل، وتوصّلت الاجتماعات الجارية في عُمان، بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن، إلى توقيع الاتفاق الثلاثاء، لتبادل «الكل مقابل الكل»، وثمّنت السعودية «الجهود الصادقة والمساعي الكريمة التي بذلتها سلطنة عمان في استضافة ورعاية المباحثات ودعم الجهود التفاوضية خلال الفترة من 9 إلى 23 ديسمبر (كانون الأول)».

وعلى الصعيد الدفاعي والعسكري، استقبل اللواء الركن طيار خميس الغافري، قائد سلاح الجو السلطاني العُماني، الفريق الركن الأمير تركي بن بندر بن عبد العزيز، قائد القوات الجوية الملكية السعودية، والوفد العسكري المرافق له، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من الموضوعات في المجالات العسكرية ذات الاهتمام المشترك، وفقاً لوكالة الأنباء العمانية، قبل أن يستقبل الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني في عمان، الأربعاء، قائد القوات الجوية الملكية السعودية، وجرى بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب استعراض مجالات التعاون العسكري القائمة بين البلدين، وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة، كما أعرب الجانبان عن اعتزازهما بعمق العلاقات التاريخية التي تجمع سلطنة عُمان بالمملكة العربية السعودية، وتطلعهما إلى مزيد من التعاون والتنسيق في مختلف المجالات.

«وسام عُمان» لقائد القوات الجوية الملكية السعودية

والأربعاء، منح سلطان عمان، السلطان هيثم بن طارق، «وسام عُمان العسكري من الدرجة الثانية» للفريق الركن الأمير تركي بن بندر بن عبد العزيز قائد القوات الجوية الملكية السعودية، تقديراً لجهوده وإسهاماته في توثيق أواصر التعاون العسكري القائم بين البلدين، وسلّم الوسام نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع في عُمان.

منح «وسام عُمان العسكري من الدرجة الثانية» للفريق الركن الأمير تركي بن بندر بن عبد العزيز قائد القوات الجوية الملكية السعودية (وكالة أنباء عُمان)

بالتزامن.. شراكة اقتصادية

وفي جانب الشراكة الاقتصادية، احتفلت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة في عُمان، الأربعاء، بافتتاح مشروعين جديدين في شبكة الطرق بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وخلال الاحتفال جرى الكشف عن أن المشروع تم تمويله من قِبَل «الصندوق السعودي للتنمية»، ونُفّذ من قِبَل ائتلاف عُماني - سعودي يضم شركة «ستراباك عُمان» وشركة «الروسان للمقاولات».

افتتاح مشروع اقتصادي في عُمان بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية (وكالة أنباء عمان)

حول هذه التحرّكات اللافتة خلال 48 ساعة، قال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور محمد العريمي، الكاتب والباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية والمتخصص أيضاً في الدراسات الخليجية، إنه في محصّلة ما يجري بين مسقط والرياض اليوم «لا يمكن قراءته بوصفه تنسيقاً ظرفياً فحسب، بل إعادة تموضع هادئة تهدف إلى بناء استقرار طويل الأمد، يكون فيه الحوار والتكامل الأمني ركيزتين أساسيتين لصياغة مستقبل المنطقة»، أما فيما يتعلق بتوقيت كثافة المباحثات هذه خلال فترة قصيرة جداً، فيعتبر العريمي أنه يعكس إدراكاً مشتركاً لدى القيادتين بأن منطقة الشرق الأوسط، ومنطقة الخليج خصوصاً، تمر بلحظة مفصلية تتطلب أعلى درجات التنسيق السياسي والأمني خصوصاً بين عُمان والسعودية.

«التوقيت ليس عابراً»

العريمي يرى أن التوقيت «ليس عابراً، بل يأتي في ظل تصاعد التهديدات الإقليمية، وتبدل خرائط النفوذ، وعودة منسوب القلق المرتبط بأمن الملاحة والطاقة، إضافةً إلى استمرار الأزمات المفتوحة وفي مقدمتها أزمة اليمن بالنسبة للجانبين»، وأردف في هذا السياق: «تبدو مسقط والرياض كأنهما تنتقلان من مرحلة إدارة التباينات الإقليمية إلى مرحلة الشراكة الاستباقية في إدارة المخاطر، خصوصاً في الملف اليمني»، ورأى أن الاجتماعات السياسية، واللقاءات على أعلى مستوى قيادي، والتنسيق العسكري الجوي، والإعلان عن اتفاق إنساني كبير في اليمن من مسقط، كلها حلقات في رسالة واحدة مفادها بأن البلدين يتحركان ضمن رؤية متقاربة ترى أن الاستقرار لا يُدار بردود الفعل، بل ببناء تفاهمات عميقة ومتراكمة. على حد وصفه.

تابع العريمي أن عُمان بدورها التقليدي بوصفها وسيطاً موثوقاً، والسعودية بثقلها السياسي والأمني، تقدمان نموذجاً لتكامل الأدوار في المنطقة، مرجّحاً أن تنعكس نتائج هذه المشاورات على مسار الأزمة اليمنية بصورة أوضح، سواء عبر تثبيت قنوات التفاوض، أو عبر ضمانات أمنية إقليمية تقلل من احتمالات الانفجار العسكري في هذا البلد، إلى جانب أن يمتد هذا التنسيق إلى أمن الخليج والبحر العربي، وحماية خطوط الملاحة والطاقة، في ظل تصاعد التحديات العابرة للحدود، أما بصورة أوسع فيعتقد العريمي أن هذا التقارب قد يسهم في توحيد المقاربات تجاه الملفات الإقليمية الكبرى، بما فيها العلاقة مع القوى الدولية، وإدارة التوازن مع إيران، وتعزيز العمل الخليجي المشترك بصيغة أكثر مرونة وواقعية.

جانب من المشاركين في مشاورات مسقط بشأن المحتجزين والأسرى اليمنيين (إكس)

المحلل السياسي منيف الحربي، يتفق إلى حد كبير مع العريمي، ويزيد أنه منذ وصول السلطان هيثم بن طارق إلى مقاليد الحكم في سلطنة عمان، وقيامه بأول زيارة خارجية لجلالته إلى السعودية، تشكّلت حقبة جديدة من العلاقة الاستراتيجية بين الرياض ومسقط بأطرها المتعددة؛ السياسية والاقتصادية والعسكرية والاستثمارية والطاقة والثقافة والرياضة والسياحة.

الملف اليمني والأمن المشترك

الملف اليمني يبرز بوصفه ملفاً مهماً جداً للطرفين نظراً لأن السعودية متاخمة حدودياً لليمن، وينسحب ذلك على عمان، وبالنسبة للحربي فإن استقرار اليمن وخروجه من أزمته الحالية «يتماسّ بشكل مباشر مع الأمن الوطني للبلدين»، لكن رغم أن هذا الملف يأخذ الكثير من الوقت والجهد من جهود البلدين الدبلوماسية، فإن هذا أيضاً ينسحب على التوافق بين الرياض ومسقط في ملف غزة، ومسار حل الدولتين، والسودان، وأزمة حرية الملاحة في البحر الأحمر، وبحر العرب، وأهمية الحفاظ على الأمن القومي الخليجي والأمن القومي العربي.