كعك بماء الزهر ينافس بسكويت اللوتس في مصر

مذاقات مختلفة ونكهات جديدة احتفالاً بالعيد

كعك بماء الزهر ينافس بسكويت اللوتس في مصر
TT

كعك بماء الزهر ينافس بسكويت اللوتس في مصر

كعك بماء الزهر ينافس بسكويت اللوتس في مصر

ما بين المصنوع بالملبن والمكسرات، أو الممزوج بماء الزهر، تحتفي الأسر المصرية بعادة شراء الكعك من المحال، أو تصنيعه في المنازل، مبددين الطاقة السلبية التي خلفها الحظر الإجباري بسبب «كوفيد - 19» بفرحة وسعادة، حتى ولو جاءتا مؤقتتين، في ظرف استثنائي لم تشهده قبلاً، كي يتمكنوا من الاحتفال بعيد الفطر المبارك.
فالكعك يعد طقساً لا يمكن الاستغناء عنه في إفطار أول أيام العيد مع كوب الشاي باللبن وسط بهجة بالفطر من الكبار قبل الصغار. ويتهادى به المصريون تعبيراً عن المودة. وهذا الطقس وإن كان له خلفية تاريخية وقصص تروى تعود للقرون الوسطى، إلا أن الشيف رحاب الحسيني، المتخصصة في إعداد الحلويات والمخبوزات ومؤسسة صفحة «Backology» تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعداد لكعك العيد بدأ من منتصف شهر رمضان، وهذا العام نظراً لظروف الحجر المنزلي الذي فرضته أجواء «كورونا»، حيث قررت أسر عدة تجربة إعداد الكعك»، مضيفة: «لكن بالطبع المبتدئين منهم لم يتمكنوا من إكمال المهمة على أكمل وجه، فوجدت الكثير من الطلبات خلال الأسبوع الأخير قبل العيد لتجهيز الكعك والغريبة والبيتي فور، لأن صناعة الكعك فن وتحتاج لممارسة».
وتؤكد الحسيني: «هذا العام صنعت نصف الكمية من الكعك (الطلبيات) المعتادة وقدرها 20 كيلو في حين سنوياً كنت أعد 40 كيلوغراماً، فالظروف المادية للأسر تأثرت كثيراً، فضلاً عن الخوف من شراء المأكولات الجاهزة».
وتحرص الجدات والأمهات حتى الآن على تذكير الأطفال بأن الكعك من الطقوس الفلكلورية والتراث، بل كانت الأسر المصرية الميسورة منذ العصر الفاطمي وحتى بدايات القرن العشرين تحشو الكعك بقطع من العملات المعدنية لتدخل البهجة والسرور على الأطفال، فيتسابق الأطفال لالتهام الكعك لمعرفة من الأكثر حظاً في العثور على القطع النقدية. وتعود هذه «التقليعة» لأحد وزراء الدولة الإخشيدية الذي أمر بحشو الكعك بالدنانير الذهبية وأطلق عليه اسم «افطن له» بحثاً عن الدينار الذهبي، وتم تحريف الاسم إلى «أنطونلة»، وتعد كعكة «أنطونلة» أشهر كعكة ظهرت في عهد تلك الدولة.
أما الآن وفي زمن «كورونا» فتتمحور «تقاليع» صناعة الكعك هذا العام، حول رسم الكمامة على قرص الكعكة، لكن الشيف رحاب، لم تتفاعل مع هذا التجريب: «لم أحب تقليعة نقش الكمامة على كعك العيد، لأن عجين السكر سيضيف الكثير من السعرات للكعك، ولن يعطي مذاقاً جيداً، فضلاً عن أنها تذكرنا بأزمة (كورونا)، ولا نريد للأطفال أن يصابوا بالضيق».
وتلفت إلى انتشار سكويت اللوتس على النكهات المحببة للمصريين في أنواع الحلويات بداية من التشيز كيك والكنافة ووصولاً لكعك العيد»، موضحة: «بسكوت اللوتس بمذاقه المكون من القرفة والقرنفل والسكر البني والدقيق أصبح محبباً لدى الصغار والكبار».
وتضيف أن الجديد في صناعة الكعك هو دخول تأثيرات سورية عليه، حيث أصبح الناس يطلبون إضافة ماء الزهر، وهو عادة يوضع مع الحشو أو في العجين، و«أصبحت أضعه في (الشربات) أو (السيرب) الذي يسقى به الكعك ثم نزينه بالفستق المطحون».
ويعتبر الكعك الحلو والحادق والبقسماط والمنين وبسكويت النشادر من الضيوف المحببين لدى الأسر المصرية، تقول الشيف رحاب: «نحن شعب يعشق (النأنأة) ما بين الوجبات يعتبر الكعك والمعمول والبسكويت (سناكس) وهي من العادات غير الصحية، لكنها عادات مكتسبة لدى الكثيرين».
وعن كيفية تخزين الكعك، تنصح الشيف رحاب الحسيني بأهمية حفظ الكعك في المبرد، خاصة إذا سيتم تركه لفترة وعند التقديم يتم إخراجه من الثلاجة بساعة، و«يمكن لربة المنزل أن تدخله الفرن ليأخذ حرارته فيصبح وكأنه طازج».


مقالات ذات صلة

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات كعكة شاي إيرل جراي مع العسل المنقوع بالقرفة والفانيليامن شيف ميدو (الشرق الأوسط)

الشاي... من الفنجان إلى الطبق

يمكن للشاي أن يضيف نكهةً مثيرةً للاهتمام، ويعزز مضادات الأكسدة في أطباق الطعام، وقد لا يعرف كثيرٌ أننا نستطيع استخدام هذه النبتة في الطهي والخبز

نادية عبد الحليم (القاهرة)

تنافس بين الطهاة والمدونين على تقديم وصفات شهية واقتصادية

تنافس بين الطهاة والمدونين على تقديم وصفات شهية واقتصادية
TT

تنافس بين الطهاة والمدونين على تقديم وصفات شهية واقتصادية

تنافس بين الطهاة والمدونين على تقديم وصفات شهية واقتصادية

هل فكرتِ في إعداد أصابع الكفتة دون اللحم؟ وهل خطر في بالك أن تحضري الحليب المكثف في المنزل بدلاً من شرائه؟

قد يبدو تحضير وجبات طعام شهية، واقتصادية أمراً صعباً، في ظل ارتفاع أسعار الغذاء؛ مما يدفع الكثيرين إلى البحث عن طرق مبتكرة لتحضير وجبات شهية دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ طائلة.

وهو ما دفع الكثيرين مؤخراً إلى إعادة التفكير في عاداتهم الغذائية، والبحث عن بدائل أكثر اقتصادية، الأمر الذي تفاعلت معه مدونات الطعام على مواقع التواصل الاجتماعي، وبرز لدى القائمين عليها هذا الاتجاه في الطهي بإيقاع تنافسي، لتقديم العديد من الطرق لتحضير الطعام بما يلائم الميزانيات.

وحسب خبراء للطهي، تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، فإنه بقليل من الإبداع والتخطيط، يمكن تحويل مطبخك إلى مكان لإعداد وجبات شهية واقتصادية دون تكلف.

تقول الشيف المصرية سارة صقر، صاحبة مدونة «مطبخ سارة»: «أصبح الطعام الاقتصادي من أهم اتجاهات الطهي حالياً، لمحاولة تقليل النفقات بشكل كبير، تزامن ذلك مع انتشار ثقافة توفير الوقت والجهد، من خلال تحضير وجبات سهلة وسريعة وأيضاً مبتكرة، وهو ما تفاعل معه الطهاة وأصحاب مدونات الطهي، الذين يتسابقون في تقديم أفكار تساعد الجمهور على تلبية احتياجاتهم بشكل اقتصادي، وبطريقة شهية وجذابة».

وتضيف: «من وجهة نظري فإن أساس تحقيق معادلة الشهي والاقتصادي معاً تكمن أولاً في اختيار المكونات البديلة المستخدمة، فمن المهم أن نفكر بشكل دائم في البديل الأوفر في جميع أطباقنا». وتضرب مثلاً بتعويض أنواع البروتين الحيواني بالبروتين النباتي مثل الفطر (المشروم) أو البيض؛ ويمكننا أيضاً استبدال الدواجن باللحوم، مع الابتعاد تماماً عن اللحوم المُصنعة، فهي غير صحية وليست اقتصادية».

وترى أن الابتكار في الوجبات بأبسط المكونات المتوفرة عامل رئيسي في تحقيق المعادلة، و«يمكنني تحويل وجبة تقليدية مُملة للبعض لوجبة شهية وغير تقليدية، وهذا ما أهتم به دائماً، لا سيما عن طريق إضافة التوابل والبهارات المناسبة لكل طبق، فهي أساس الطعم والرائحة الذكية».

من أكثر الأطباق التي تقدمها الشيف سارة لمتابعيها، وتحقق بها المعادلة هي الباستا أو المعكرونة بأنواعها، لكونها تتميز بطرق إعداد كثيرة، ولا تحتاج إلى كثير من المكونات أو الوقت. كما أنها تلجأ إلى الوجبات السهلة التي لا تحتوي على مكونات كثيرة دون فائدة، مع التخلي عن المكونات مرتفعة الثمن بأخرى مناسبة، مثل تعويض كريمة الطهي بالحليب الطبيعي كامل الدسم أو القشدة الطبيعية المأخوذة من الحليب الطازج، فهي تعطي النتيجة نفسها بتكلفة أقل، وبدلاً من شراء الحليب المكثف يمكن صنعه بتكلفة أقل في المنزل.

تشير الشيف سارة إلى أن كثيرات من ربات المنازل قمن باستبدال اللحوم البيضاء بالحمراء، وأصناف الحلوى التي يقمن بإعدادها منزلياً بتكلفة أقل بالحلوى الجاهزة، كذلك استعضن عن المعلبات التي تحتوي على كثير من المواد الحافظة بتحضيرها في مطابخهن.

بدورها، تقول الشيف نهال نجيب، صاحبة مدونة «مطبخ نهال»، التي تقدم خلالها وصفات موفرة وأفكاراً اقتصادية لإدارة ميزانية المنزل، إن فكرة الوجبات الاقتصادية لا تقتصر على فئة بعينها، بل أصبحت اتجاهاً عالمياً يشمل الطبقات كافة.

وترى نهال أن الادخار في الأصل هو صفة الأغنياء، وفي الوقت الحالي أولى بنا أن ندخر في الطعام لأنه أكثر ما يلتهم ميزانية المنزل، وبالتالي فالوجبات الاقتصادية عامل مساعد قوي لتوفير النفقات، لافتة إلى أن «هذا الاتجاه فتح مجالاً كبيراً أمام الشيفات لابتكار وصفات متعددة وغير مكلفة، وفي الوقت نفسه شهية لإرضاء كل الأذواق، فليس معنى أن تكون الوجبات اقتصادية أن تفقد المذاق الشهي».

وتضيف: «محاولة التوفير والاستغناء عن كل ما زاد ثمنه وإيجاد بدائله لا يعني الحرمان، فالأمر يتمثل في التنظيم وإيجاد البدائل؛ لذا أفكر دائماً فيما يفضله أفراد أسرتي من أنواع الطعام، وأحاول أن أجد لمكوناته بدائل اقتصادية، وبذلك أحصل على الأصناف نفسها ولكن بشكل موفر».

وتشير الشيف نهال إلى أن هناك العديد من الوصفات غير المكلفة والشهية في الوقت نفسه بالاعتماد على البدائل، مثال ذلك عند إعداد أصابع الكفتة يمكن إعدادها بطرق متنوعة اقتصادية، تصل إلى إمكانية التخلي عن اللحم وتعويضه بالعدس أو الأرز المطحون أو دقيق الأرز، وتقول إن «قوانص» الدجاج، والمعكرونة المسلوقة، توضع في «الكبة» مع بصل وتوابل ودقيق بسيط لإعطاء النتيجة نفسها، كما يمكن الاعتماد في الكفتة على البرغل أو الخبز أو البقسماط، الذي يضاف إلى كمية من اللحم المفروم لزيادتها.

وكذلك بالنسبة لكثير من أصناف الحلويات، التي يمكن تغيير بعض المكونات فيها لتصبح اقتصادية مع الحفاظ على مذاقها، فعند إعداد الكيك يمكن استخدام النشا كبديل للدقيق الأبيض، واستخدام عصير البرتقال أو المياه الغازية بدلاً من الحليب. وتلفت أيضاً إلى إمكانية إعداد أنواع الصوصات في المنزل بدلاً من شرائها، فهذا سيوفر المال وأيضاً لضمان أنها آمنة وصحية، وكذلك الحليب المبستر يتم الاستغناء عنه لغلو سعره والاستعاضة عنه بالحليب طبيعي، والسمن البلدي يمكن تعويضه بزيت الزيتون الصحي وليس بالسمن المهدرج المضر بالصحة.

من خلال اقترابهما من جمهور «السوشيال ميديا»، وتبادل الأحاديث معهم، توجه الطاهيتان كثيراً من النصائح لحفاظ السيدات على أطباقهن شهية واقتصادية.

فمن النصائح التي توجهها الشيف سارة، التوسع في استخدام البقوليات، خصوصاً العدس والحمص والفاصوليا المجففة، بديلاً اقتصادياً وصحياً للحوم، مع الاعتماد على المكونات الطازجة في موسمها وتخزينها بشكل آمن لتُستخدم في غير موسمها بدلاً من شرائها مُعلبة.

بينما تبين الشيف نهال أن الأجيال الجديدة تفرض على الأم وجود بروتين بشكل يومي، وهو ما زاد من مسؤوليتها في ابتكار وجبات اقتصادية وشهية، وما ننصح به هنا تعويض المكونات ببدائل أخرى، مثل الاستغناء عن اللحوم البلدية واللجوء للمستوردة في بعض الأطباق، واستخدام المشروم بديلاً للبروتين.

وتشير إلى أن لكل ربة منزل «تكات الطهي» أو ما يطلق عليها «النفس»، وهو ما عليها استغلاله لتقديم أطباق مبتكرة، مبينة أن الكثير من صفحات «يوتيوب» و«فيسبوك» توفر أفكاراً اقتصادية متنوعة يمكنها أن تساعد السيدات في تلبية احتياجاتهن.