«الوطني الليبي» يتوعد تركيا... و«الوفاق» تعلن السيطرة على معسكرين

ترمب وإردوغان يبحثان الأوضاع في ليبيا واستقرار منطقة شرق البحر المتوسط

قوات تابعة لحكومة «الوفاق» تضع حاجزاً عند مدخل قاعدة الوطية بعد السيطرة عليها (أ.ف.ب)
قوات تابعة لحكومة «الوفاق» تضع حاجزاً عند مدخل قاعدة الوطية بعد السيطرة عليها (أ.ف.ب)
TT

«الوطني الليبي» يتوعد تركيا... و«الوفاق» تعلن السيطرة على معسكرين

قوات تابعة لحكومة «الوفاق» تضع حاجزاً عند مدخل قاعدة الوطية بعد السيطرة عليها (أ.ف.ب)
قوات تابعة لحكومة «الوفاق» تضع حاجزاً عند مدخل قاعدة الوطية بعد السيطرة عليها (أ.ف.ب)

توعد الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، تركيا مجدداً بإسقاط المزيد من طائراتها الدرون، التي تعمل لصالح الميليشيات الموالية لحكومة «الوفاق الوطني»، برئاسة فائز السراج، التي تحدثت في المقابل عن تحقيقها «المزيد من التقدم داخل العاصمة طرابلس». وفي غضون ذلك، قالت الرئاسة التركية، أمس، إن الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والتركي رجب طيب إردوغان اتفقا على مواصلة التعاون العسكري والسياسي الوثيق خلال محادثة هاتفية، تناولا فيها الأوضاع في ليبيا وسوريا،
واتفقا على مواصلة السعي للاستقرار في منطقة شرق البحر المتوسط.
وأفادت إحصائية قدمتها شعبة «الإعلام الحربي» بـ«الجيش الوطني»، بأن منصات دفاعه الجوي «تمكنت منذ الخميس الماضي، وعلى مدى ثلاثة أيام من إسقاط خمس طائرات تركية مُسيّرة من طراز (بيرقدار) في مدينة ترهونة، قرب منطقتي القريات وبو الغريب جنوب مدينة بني وليد».
واعتبرت الشعبة في بيان لها أمس أن «هذه المحاولات الهمجية، التي يقوم بها العدوان التركي من خلال طيرانه المُسيّر، هي تهديدٌ مباشر وحقيقي لسلامة المدنيين،... ومحاولات بائسة كلفتهم كثيرا من الخسائر المادية، وستكلفهم المزيد في حال تكرارها».
وطمأنت الشعبة مؤيدي الجيش بالقول إن قواته «تترصد كل أجواء مناطق العمليات، وعيون دفاعاتها الجوية يقظة على الدوام، وفي أعلى درجات الجاهزية لردع أي غزوٍ يهدّد أمن وسلامة الوطن».
وكان المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بالجيش الوطني، قد أعلن أن عدد طائرات الدرون التركية التي أسقطها الجيش ارتفع إلى 92 طائرة بعد إسقاط الدفاع الجوي للجيش طائرة تركية مماثلة في القريات وما حولها، لافتا إلى أن ثمن هذه الطائرات دفع مضاعفا من خزينة البلاد، عبر من وصفهم بالعملاء والخونة.
كما أعلن المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة وصول 50 جثة لمصراتة، بالإضافة إلى مقتل 18 آخرين، وسقوط عدد من الجرحى، حصيلة الهجوم الذي شنته الميليشيات على محور الطويشة، بما فيهم قادة ميدانيون.
وتحدث المركز عن «هروب الميليشيات والمرتزقة بعد دحرهم في مشارف ترهونة وتكبيدهم خسائر»، لافتا إلى مقتل عدد آخر في محور عين زارة، وتقهقر المهاجمين من المرتزقة. بالإضافة إلى تدمير عربات مدرعة، وآلية مصفحة في جنوب العاصمة طرابلس. في المقابل، قالت قوات «حكومة الوفاق»، المشاركة في عملية «بركان الغضب»، إنها «اقتحمت معسكر حمزة واليرموك»، وبدأت في مطاردة ما وصفتها بـ«فلول ميليشيات حفتر». في إشارة إلى قوات الجيش الوطني. وأوضحت أن «سرايا الهندسة العسكرية تتعامل مع ألغام زرعتها الميليشيات المهزومة قبل فرارها».
وكانت عملية بركان الغضب، قد أعلنت مساء أول من أمس، تقدم قواتها في محوري صلاح الدين والمشروع، واقتحام ما سمتها «مواقع مهمة»، مشيرة إلى «تدمير دبابتين للجيش في محور الرملة».
وادعى قياديون في هذه القوات «سيطرتها على مبنى جوازات صلاح الدين، ومعسكر (التكبالي) في محور صلاح الدين، جنوب طرابلس».
ويتأهب الطرفان لمعارك فاصلة لحسم الصراع العسكري في العاصمة طرابلس، بعدما انتقلت بؤرة الصراع إلى ترهونة، أكبر معقل لا يزال في أيدي «الجيش الوطني» في شمال غربي البلاد.
ونشرت عملية «بركان الغضب» لقطات فيديو، وصورا لجثة وبعض متعلقات من وصفته بـ«مرتزق أجنبي» عثرت عليه «قوة الردع الخاصة»، التابعة لوزارة الداخلية في منطقة صلاح الدين جنوب طرابلس، مشيرة إلى «بدء تحقيقات بالتنسيق مع وزارتي العدل والخارجية ومكتب النائب العام، تمهيداً لإعداد ملف وإحالته إلى مجلس الأمن، كدليل إضافي على وجود مرتزقة ضمن ميليشيات حفتر في عدوانها على العاصمة طرابلس»، على حد تعبيرها. واعتبر السراج، الذي تلقى مساء أول من أمس اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن «حكومته تخوض حرباً فرضت عليها، وأنها تصد اعتداءً أدى إلى نزوح مئات الآلاف، وسقوط قتلى ودمار البنى التحتية والمناطق السكنية».
ونقل السراج عن بومبيو تأكيده أنه «لا حل عسكريا للأزمة الليبية، والحل الوحيد يكمن في العودة إلى المسار السياسي، وضرورة الالتزام بنتائج مؤتمر برلين»، معربا عن حرص بلاده على «تحقيق الاستقرار في ليبيا، وإنهاء معاناة شعبها، وسنعمل على تحقيق ذلك».
وبعدما أشاد بالموقف الأميركي الداعم لجهود تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، قال السراج إنه «بحث مع بومبيو ما وصفه بالشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وليبيا لمحاربة الإرهاب والجهود المبذولة في هذا الشأن».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.