أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم (السبت)، أن السعودية لن توفر جهداً في سبيل تقديم الخير للبشرية في جائحة «كورونا» خصوصاً، وفي كل مناحي الحياة عموماً.
وقال الملك سلمان في كلمة وجّهها للمواطنين والمقيمين وعموم المسلمين بمناسبة عيد الفطر المبارك، إن بلاده بادرت، انطلاقاً من قيمها الدينية والإنسانية والوطنية إلى بذل كل الجهود الرامية إلى مقاومة هذه الجائحة، والسعي في تخفيف آثارها، وقدّمت الدعم السخي لمنظمة الصحة العالمية دعماً لجهودها في مواجهة الأزمة، وكذلك للبحوث العلمية المحلية والدولية لاكتشاف لقاح للفيروس، أو دواء ناجع يسهم في تخليص البشرية من هذا الوباء الذي لم يشهد العالم له مثيلاً.
وقدّر خادم الحرمين بشكل كبير قضاء المواطنين والمقيمين العيد في بيوتهم، ملتزمين بكل وعي ومسؤولية بإجراءات التباعد الاجتماعي، حرصاً على سلامتهم، ومعرباً عن الفخر بالكوادر الصحية والميدانية في كل القطاعات التي تصدت لهذه الجائحة بقوة وثبات وإخلاص، ومؤكداً أن «المملكة اتخذت كل الإجراءات الاحترازية التي قد يكون بعضها مؤلماً لكنها الضرورة، ومن أجل الإنسان يهون كل ما دونه».
وفيما يلي نص الكلمة التي تشرف بإلقائها وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي:
«بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين...
أيها المواطنون والمقيمون في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية حفظها الله.
أبطالنا المرابطون والمرابطات في مواجهة المخاطر والأزمات
أيها المسلمون والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كل عام وأنتم بخير، وعيدكم مبارك
الحمد لله على ما تفضل به علينا من إتمام صيام وقيام شهر رمضان المبارك، سائلين الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، شاكرين المولى العلي القدير أن بلغنا عيد الفطر السعيد، داعين الله أن يوفقنا للخيرات، وأن يعيننا على القيام بما يرضيه.
إخواني وأخواتي
أبنائي وبناتي
لقد شرع الله لنا العيد ليكون فرحاً وسعادة وبهجة وسروراً، يقول تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مما يَجْمَعُونَ).
يواجه العالم ونحن جزء منه جائحة صحية واقتصادية لم يشهد العالم لها مثيلاً، مما استدعى حلولاً عاجلة لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، ولا يسعني في هذا الشأن، إلا أن أشكر المواطنين والمواطنات والمقيمين والمقيمات على وقوفهم بكل إخلاص ووفاء مع ما اتخذته الأجهزة المعنية في بلادنا من إجراءات احترازية ووقائية وعلاجية، هدفها الإنسان، ولا شيء غير الإنسان والحفاظ على صحته والعمل على رعايته، والسعي إلى راحته.
إنني أقدر بشكل كبير قضاءكم العيد في بيوتكم، ملتزمين بكل وعي ومسؤولية بإجراءات التباعد الاجتماعي، مستعيضين عن اللقاءات وتبادل التهاني مباشرة، بالتواصل والمعايدة والتهنئة بالاتصالات والمراسلات والتواصل عن بعد... كل ذلك حرصاً على سلامتكم، فالبهجة بالصحة والفرح بالعافية، وكل سرور يؤدي لخطر نهايته ندم كفانا الله وإياكم الشرور.
إننا أيها الإخوة والأخوات بالتزامنا بالإجراءات الاحترازية التي تهدف لمواجهة هذه الجائحة في قضاء العيد بمنازلنا والتهنئة به عبر الاتصالات والمراسلات الإلكترونية نمتثل لتعاليم ديننا الحنيف ونعمل بأحكامه في النوازل، وعند انتشار الأوبئة ملتزمين بما حثنا عليه من التواد والتعاطف، وإشاعة مباهج العيد وفرحته، فالسلامة تستلزم من المجتمع كله تفهم هذا الظرف الخاص، الذي يمنع المسلمين من الخروج لصلاة العيد، وتبادل الزيارات، مجددين التأكيد على أن سلامة وصحة المواطن والمقيم في رأس اهتماماتنا، آملين من الجميع اتخاذ إجراءات السلامة التي أقرتها ضوابط الحد من انتشار هذه الجائحة وتفشيها من أجل سلامتكم، وفي سبيل المحافظة على صحتكم.
أبنائي وبناتي:
إن بلادكم لتفخر أشد الفخر، بكوادرها الصحية والميدانية في كل القطاعات التي تصدت لهذه الجائحة بقوة وثبات وإخلاص، يساندهم في ذلك إخوانهم في القطاعات الأمنية والقطاعات كافة، فلهم منا جميعاً كل الشكر والتقدير. لقد أسهمت هذه الجهود بفضل الله تعالى في الوصول إلى نتائج تزرع الأمل وتبث التفاؤل بما تحقق في مواجهة انتشار الجائحة، فعالجت المصابين من المواطنين والمقيمين ووفرت المحاجر، واتخذت كل الإجراءات الاحترازية التي قد يكون بعضها مؤلماً لكنها الضرورة، ومن أجل الإنسان يهون كل ما دونه.
لقد بادرت المملكة العربية السعودية، انطلاقاً من قيمها الدينية والإنسانية والوطنية إلى بذل كل الجهود الرامية إلى مقاومة هذه الجائحة، والسعي في تخفيف آثارها، كما قدمت بلادكم الدعم السخي لمنظمة الصحة العالمية دعماً لجهودها في مواجهة الجائحة، كما قدمت الدعم السخي للبحوث العلمية المحلية والدولية لاكتشاف لقاح للفيروس، أو دواء ناجع يسهم في تخليص البشرية من هذا الوباء.
واستشعاراً لدورها العالمي وواجبها الإنساني دعت المملكة بحكم رئاستها مجموعة العشرين إلى عقد اجتماع قمة للمجموعة ناقشت خلاله الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية للجائحة واتخذت القرارات اللازمة، ولن توفر بلادكم جهداً في سبيل تقديم الخير للبشرية في هذه الجائحة خصوصاً، وفي كل مناحي الحياة عموماً.
أبتهل إلى المولى، بالدعاء الخالص، كما سلم لنا رمضان وسلمنا لرمضان، أن يعيده علينا وبلادنا الغالية العزيزة، وأمتنا العربية والإسلامية، والعالم أجمع، في صحة وعافية من كل بلاء ومكروه، وأن يعيد علينا العيد، وقد رفع الله عنا وعن الإنسانية جمعاء هذ الوباء، وكل بلاء.
اللهم احفظ بلادنا، وارحم من استأثرت بهم في كنفك الكريم، ممن لم يشهد العيد معنا، بسبب هذه الجائحة أو سواها.
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، وتقبل شهداءنا الذين بذلوا أرواحهم فداء لأهلهم وإخوانهم، ودفاعاً عن حياض أوطانهم، وأنزلهم منازل الشهداء والصالحين في جناتك جنات النعيم، بمنّك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
بارك الله أعيادنا، ومتعنا بالصحة والعافية، وحفظ لنا وطننا، وسلم البشرية من كل شر ومكروه.
وصلى الله وسلم على رسولنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
خادم الحرمين: لن نوفر جهداً في سبيل تقديم الخير للبشرية
قدّر الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي خلال العيد... وثمّن إخلاص الكوادر التي تصدت للجائحة
خادم الحرمين: لن نوفر جهداً في سبيل تقديم الخير للبشرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة