قرارات حكومية «ارتجالية» تربك عطلة العيد في الأردن

مخاوف من أن يدفع المواطن ثمنها كلفة صحية

قرارات حكومية «ارتجالية»  تربك عطلة العيد في الأردن
TT

قرارات حكومية «ارتجالية» تربك عطلة العيد في الأردن

قرارات حكومية «ارتجالية»  تربك عطلة العيد في الأردن

يبدأ اليوم الجمعة فرض الحظر الشامل الكلي في الأردن يستمر حتى فجر الاثنين، بحسب ما أعلنت الحكومة الأردنية أول من أمس، وسط حالة من الغضب المجتمعي عبرت عنه قطاعات مختلفة، إذ فاجأت السلطات الشارع الأردني بإلغاء قرار سابق سمح بحركة مشروطة للمارة والسيارات خلال الأيام المقبلة، التي تتزامن مع عطلة عيد الفطر.
وفيما سمحت الحكومة للمواطنين بالحركة يومي الخميس والأربعاء الماضيين حتى الساعة الحادية عشرة مساء، تسبب القرار بتدافع كبير إلى الأسواق، وازدحامات سير خانقة، في الوقت الذي تساءل فيه مراقبون عن جدوى التضارب بين القرارات الرسمية، لتعود لجنة الأوبئة الوطنية لنقد القرارات الحكومية مجددا، بحسب ما جاء على لسان رئيسها الدكتور نذير عبيدات.
حالة الإرباك التي أحدثها القرار الجديد، لم تستند الحكومة فيها إلى مسوّغات مقنعة، تتعلق بالحالة الوبائية في البلاد حيث لا تزال أعداد الإصابات وانتشارها تحت السيطرة الكاملة.
وقال رئيس غرفة تجارة عمان خليل الحاج توفيق، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن القرار الحكومي أربك جميع قطاعات التجار.
وعبر عن خشيته من أن يكون لذلك «كلفة صحية سيدفعها المواطن نتيجة ضعف إجراءات السلامة العامة».
تأتي القرارات الحكومية عشية ارتفاع أعداد المصابين بمرض فيروس كورونا المستجد، ليسجل يوم الأربعاء الماضي عودة لارتفاع أعداد الحالات بعد أن سجلت ٢٣ إصابة جديدة، في أربع محافظات متفرقة، ما يهدد بالعودة لقرارات إغلاق المدن وحظر التجول فيها.
لكن عودة الإصابات التي تبقى ضمن زيادات محدودة، كشفت عن ضعف الإجراءات الحكومية على الحدود البرية مطلع شهر مايو (أيار) الحالي وأظهرت جانبا من القصور الرسمي، بعد أن تسربت حالة لسائق شاحنة أصيب بفيروس كورونا، وخالط العشرات، ما تسبب ذلك في إصابة نحو ٨٠ مواطنا بالمرض وفق إحصاءات صحية، من مخالطين للسائق نفسه.
ويمضي الأردنيون عطلة عيد الفطر في منازلهم، بعد قرار حكومي بتنفيذ الحظر الشامل في البلاد اعتباراً من منتصف ليلة الجمعة، وحتى منتصف ليلة الأحد، ليستأنف العاملون في القطاع العام عملهم صباح الثلاثاء المقبل، خلال ساعات فك الحظر الجزئي من الساعة الثامنة صباحا وحتى السابعة مساء.
وفي الوقت الذي أعدت فيه الحكومة خطة عودة الموظفين في القطاع العام بالتدريج، بحسب خارطة نشرها ديوان الخدمة المدنية على موقعه الإلكتروني، ما تزال أزمة العاملين في القطاع الخاص متفاعلة بعد تعثر شركات في دفع رواتب العاملين، وتهديد قطاعات واسعة بتسريح عمالتها.
إلى ذلك ما تزال خطة عودة الأردنيين من الخارج طور التنفيذ، بعد عودة الدفعة الثانية التي تم تنفيذ الحجر الصحي عليها في فنادق العاصمة، في حين بدأت عمليات إخلاء الدفعة الأولى من فنادق البحر الميت قبل عيد الفطر.
وحتى نهاية الأسبوع، استقبلت المملكة ٦٨٥٥ من الأردنيين المغتربين والعالقين في الخارج؛ ضمن عدة مراحل لعودة المغتربين، على أن تبدأ مرحلة ثالثة لهم في ٢٨ مايو (أيار) الجاري ، وذلك من أجل إجلاء آخرين من دول جديدة كالسودان والجزائر وهنغاريا وبعض الدول الخليجية وفلسطين، بحسب ما أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي.
وتتصاعد حملة انتقادات لوزير الصحة الأردني سعد جابر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد خصم علاوات الكوادر الطبية التي عملت خلال فترة الإغلاق لمواجهة الفيروس.
واعتبر نشطاء أن قرار الحظر الشامل خلال إجازة العيد، هو قرار جائر وغير مدروس وغير مبني على حقائق.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.