قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني لـ(«الشرق الأوسط»): شاكر والمولوي والأسير غير مرحب بهم في المخيم

«عين الحلوة» تحت المجهر مجددا بعد لجوء مطلوبين في قضايا إرهاب إليه

قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني لـ(«الشرق الأوسط»):  شاكر والمولوي والأسير غير مرحب بهم في المخيم
TT

قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني لـ(«الشرق الأوسط»): شاكر والمولوي والأسير غير مرحب بهم في المخيم

قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني لـ(«الشرق الأوسط»):  شاكر والمولوي والأسير غير مرحب بهم في المخيم

عاد مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين الواقع في مدينة صيدا جنوب لبنان، إلى واجهة الاهتمامات المحلية بعد إعلان الفنان المعتزل والمطلوب بمذكرات قضائية فضل شاكر عن وجوده داخل المخيم، وتأكيد مصادر إسلامية لجوء مطلوب آخر بجرائم إرهاب إليه، وهو شادي المولوي الذي شارك بالمعارك ضد الجيش في مدينة طرابلس الشمالية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ولا تزال المعلومات متضاربة حول إمكانية وجود الشيخ السلفي أحمد الأسير داخل المخيم أيضا، على الرغم من نفي الفصائل الفلسطينية الموضوع، مما يجعل من مخيم «عين الحلوة» الذي لا تتخطى مساحته كيلومتر مربع واحد ويعيش فيه نحو 100 ألف لاجئ فلسطيني، بؤرة أمنية تضم إلى جانب المطلوبين بجرائم شتى، رؤوسا إرهابية قادت أكثر من معركة بوجه الجيش اللبناني.
وأكدت مصادر إسلامية لـ«الشرق الأوسط» وجود المولوي منذ فترة في المخيم، على الرغم من أنه لم يظهر علنا بين أهالي «عين الحلوة» حتى الساعة. وكانت اللجنة الأمنية العليا المشرفة على أمن المخيمات عقدت اجتماعا طارئا نهاية الأسبوع الماضي أكدت خلاله عدم وجود أي معلومات لدى من راجعتهم في المخيم، تؤكد وجود الفار شادي المولوي في المخيم، لافتة إلى أنه في حال ثبت ذلك، فإنهم يحملون بعض الجهات اللبنانية المسؤولية عن تسهيل وصوله.
وأشارت اللجنة إلى أن القوى الإسلامية في المخيم راجعت تجمع «الشباب المسلم»، الذي سبق أن تمت الإشارة إليه إعلاميا بأنه يؤوي الفار شادي المولوي، فنفوا وجوده لديهم، ونفوا استقبالهم أي أحد من خارج المخيم.
وأكد قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني صبحي أبو عرب أن اللجنة الأمنية تتولى حاليا التدقيق في المعلومات التي تفيد بوجود المولوي في «عين الحلوة» على الرغم من عدم وجود طلب رسمي لبناني بذلك، موضحا أن أيا من أهل المخيم لم يلحظوا وجوده بينهم، «وإذا ما تأكد أنه بالفعل بالداخل، فسنطلب منه الخروج والعودة إلى حيث أتى، فنحن لا نريد أن يتحول مخيمنا إلى نهر بارد (مخيم فلسطيني دمر في اشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلحين) جديد، أو عبرا (منطقة في صيدا جرى فيها اشتباك بين الجيش اللبناني وأنصار رجل الدين السلفي أحمد الأسير) جديدة أو حتى لطرابلس (التي جرت فيها الشهر الماضي معارك بين الجيش ومسلحين) أخرى».
وقال أبو عرب لـ«الشرق الأوسط»: «شاكر والمولوي والأسير غير مرحب بهم في المخيم، تماما ككل هارب من وجه العدالة.. معلوماتنا لا تفيد بوجود الشيخ الأسير في عين الحلوة، ونحن نتعاطى بجدية مع قضية فضل شاكر».
وأشار أبو عرب إلى أنه تم إبلاغ شاكر بوجوب التوقف عن إصدار مواقف من مخيم «عين الحلوة» بخصوص الجيش اللبناني والأحزاب اللبنانية، مما يؤدي لإقحام الفلسطينيين بتجاذبات هم بغنى عنها.. «يكفينا الأزمة الإنسانية والاجتماعية التي نرزح تحتها نتيجة تضخم الأعداد داخل المخيم بعد انضمام نحو 20 ألف نازح من سوريا إليه. من هنا، فإن آخر ما نريده هو توتير الوضع الأمني، وما نسعى إليه الحفاظ على أمن المخيم وجواره تحقيقا للمصلحة الفلسطينية واللبنانية على حد سواء».
وكان شاكر خرج الأسبوع الماضي في مقابلة عبر إذاعة «الفجر» التابعة لـ«الجماعة الإسلامية» هي الأولى له منذ اشتباكات عبرا في صيف عام 2013، ليؤكد وجوده في «عين الحلوة». ووجه شاكر سهامه باتجاه الجيش اللبناني والأحزاب اللبنانية وعلى رأسها «حزب الله»، رافعا لواء الدفاع عن الطائفة السنية. وأكد انتهاء علاقته مع الشيخ الأسير بسبب حوادث عبرا، نافيا أن يكون قد اعتدى على الجيش.
وشدد شاكر على أنه لن يسلم نفسه لأنه لم يفعل شيئا، كما قال، رافضا أي وساطة لتحسين وضعه. وكشف أنه موجود في مخيم عين الحلوة «بين أهله وإخوته»، فيما تقيم عائلته في لبنان.
وكان قاضي التحقيق العسكري في لبنان أصدر قرارا اتهاميا في ملف أحداث منطقة عبرا في صيدا، المتهم فيه الشيخ الأسير و74 آخرين، وطلب فيه عقوبة الإعدام لـ54 شخصا بينهم الأسير وشاكر.
وكشفت مصادر فلسطينية في «عين الحلوة» عن وجود شاكر بحماية جماعة «جند الشام» الإسلامية المتطرفة، ومكوثه حاليا في منزل الشاب رامي ورد داخل المخيم، علما بأن والدي شاكر يمتلكان منزلا في منطقة «الطوارئ» عند مدخل المخيم.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه تم تكليف لجنة للتواصل المباشر مع شاكر والمجموعة التي تؤويه، يتخطى عدد أفرادها الـ50، في مسعى لحثه على مغادرة المخيم.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.