تركيا تستضيف تدريبات ألفي معارض في قاعدة كيرشهر

«داعش» يسقط طائرة تابعة للنظام في دير الزور.. ويتراجع في كوباني

مقاتلون من المعارضة في ميسلون بحلب القديمة أمس  حيث المواجهات مع قوات النظام (عبد الرحمن إسماعيل - رويترز)
مقاتلون من المعارضة في ميسلون بحلب القديمة أمس حيث المواجهات مع قوات النظام (عبد الرحمن إسماعيل - رويترز)
TT

تركيا تستضيف تدريبات ألفي معارض في قاعدة كيرشهر

مقاتلون من المعارضة في ميسلون بحلب القديمة أمس  حيث المواجهات مع قوات النظام (عبد الرحمن إسماعيل - رويترز)
مقاتلون من المعارضة في ميسلون بحلب القديمة أمس حيث المواجهات مع قوات النظام (عبد الرحمن إسماعيل - رويترز)

قال مسؤول بوزارة الخارجية التركية أمس الاثنين إن قوات تركية وأميركية ستقوم بتدريب 2000 من مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين في قاعدة في مدينة كيرشهر بوسط تركيا في إطار الحملة على مقاتلي الدولة الإسلامية.
وكانت تركيا وافقت موافقة مبدئية على تدريب وتجهيز قوات المعارضة السورية في إطار الحملة التي تقودها الولايات المتحدة على تنظيم داعش، لكن التفاصيل بشأن أعداد من يشملهم التدريب وأين يجري التدريب لم تكن قد أعلنت بعد.
ويأتي هذا الإعلان بعد أن قابل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الرئيس التركي طيب إردوغان في إسطنبول في مطلع الأسبوع لمناقشة دور تركيا في التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش.
وقال المسؤول التركي إن المقاتلين السوريين الألفين سيكونون من بين ما مجموعه 5000 سيتم تدريبهم في عدة بلدان في إطار الحملة التي تقودها واشنطن.
وأسقط تنظيم داعش أمس، أول طائرة تابعة للقوات الجوية السورية، في مدينة دير الزور (شرق البلاد)، منذ سيطرته على كامل أرياف المحافظة الحدودية مع العراق في الصيف الماضي، وسط تواصل المعارك مع القوات النظامية في المدينة وقرب المطار العسكري في دير الزور.
وتزامنت تلك التطورات مع تقدم وحدات حماية الشعب الكردي في مدينة كوباني (عين العرب) في المعارك المستمرة ضد «داعش»، فيما سمح النظام السوري بوصول المساعدات الغذائية والمواد الإغاثية إلى منطقتي العسالي والقدم جنوب دمشق.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بإسقاط مقاتلي «داعش» في دير الزور، طائرة حربية للنظام، بعد أن تمكن من إصابتها، وشوهدت الطائرة وهي تهوي على الجبل المطل على مدينة دير الزور، في واقعة هي الأولى من نوعها منذ سيطرته على دير الزور. وجاء إسقاط الطائرة بعد 20 غارة نفذتها طائرات النظام الحربية منذ منتصف ليل أمس وحتى ظهر أمس، استهدفت مواقع عسكرية في منطقة حويجة صكر عند أطراف مدينة دير الزور التي تشهد اشتباكات متواصلة.
وكان عدد قتلى «داعش» في المدينة، ارتفع إلى أكثر من 22 مقاتلا في المحافظة، هم 6 عناصر من جنسيات غير سورية، من الحسبة (الشرطة الدينية)، لقوا مصرعهم في انفجار عبوة ناسفة بسيارتهم في مدينة البوكمال الحدودية، و13 عنصرا على الأقل، غالبيتهم من جنسيات أجنبية، لقوا مصرعهم في غارات مكثفة نفذتها طائرات النظام الحربية على أماكن في منطقة حويجة صكر عند أطراف مدينة دير الزور، إضافة إلى 3 عناصر لقوا مصرعهم في قصف لطائرات التحالف العربي – الدولي على حاجز السكة في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، كما أفاد المرصد السوري.
ونفذت طائرات التحالف العربي – الدولي عند منتصف ليل الأحد – الاثنين، ضربة استهدفت مقرا للتنظيم في منطقة عين علي ببادية القورية في الريف الشرقي لدير الزور، بموازاة تنفيذها أكثر من 5 ضربات استهدفت مركزا لنيران تنظيم داعش في القسم الشرقي لمدينة كوباني، ما أدى إلى إسكات مصدر النيران. كما استهدف مقاتلو ومقاتلات وحدات حماية الشعب الكردي دراجتين ناريتين على طريق حلب - كوباني، وسيارة في قرية تل حاجب بالريف الشرقي لمدينة كوباني، وآلية أخرى للتنظيم على الطريق الواصل بين قريتي حلنج وشيخ جوبان، ما أدى لمصرع عدد من مقاتلي التنظيم.
وقال المرصد السوري إن وحدات حماية الشعب الكردي تمكنت من التقدم والسيطرة على عدة مبان في محيط البلدية في كوباني عقب اشتباكات عنيفة مع «داعش»، كما تمكنت وحدات الحماية من التقدم والسيطرة على المحيط الشمالي للمربع الحكومي الأمني، والتقدم كذلك في محيط سوق الهال والسيطرة ناريا عليه. إضافة إلى ذلك، تمكنت الوحدات الكردية من التقدم في الأطراف الجنوبية والشرقية لساحة آزادي (الحرية)، إضافة للسيطرة النارية على مبنى ومنطقة المركز الثقافي في المدينة حيث ترافقت الاشتباكات العنيفة مع إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة وقصف بالقذائف الصاروخية من قبل الجانبين، وأسفرت الاشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «داعش» عن مصرع أكثر من 18 عنصرا من التنظيم شوهدت جثثهم في مناطق الاشتباك.
وفي حلب أيضا، أفاد ناشطون بتمكن حركة إسلامية من أسر 3 عناصر من قوات النظام، خلال اشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات النظام ومقاتلين متحالفين معها في منطقة البريج على مدخل مدينة حلب الشمالي الشرقي، في حين استمرت الاشتباكات في الأطراف الجنوبية والشرقية لبلدة الزهراء التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية.
وبينما تتواصل المعارك في ريف دمشق، أدخلت أمس مواد غذائية إلى حيي القدم والعسالي في جنوب دمشق، بعد أكثر من 10 أيام على دخول سيارات تحمل مواد غذائية وإغاثية إلى حي القدم. وكان عشرات المواطنين قد دخلوا في الـ29 من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الفائت إلى منطقة القدم، في جنوب دمشق، وذلك بعد أكثر من 9 أسابيع على توصل محافظ دمشق وقائد قوات الدفاع الوطني وأعيان في حيي القدم والعسالي وممثلين عن الفصائل المقاتلة في الحيين بجنوب دمشق، إلى اتفاق بعد أشهر من المفاوضات، التي نصت على وقف إطلاق النار بين الطرفين، وانسحاب الجيش النظامي من كل أراضي حي القدم وإعادة انتشار حواجز الجيش على مداخله فقط، والاتفاق على أن يكون الجيش الحر المسؤول عن تسيير أمور المنطقة بشكل كامل دون تسليم السلاح.
وكانت قوات النظام فتحت نيران قناصاتها ورشاشاتها على مناطق في قرية عين الفيجة بوادي بردى، في حين استمرت الاشتباكات في وادي بردى، بالتزامن مع قصف لقوات النظام على مناطق الاشتباك. وفي الوقت نفسه، دارت اشتباكات في الغوطة الشرقية ما أدى إلى مقتل مقاتلين اثنين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.