الهيئة الملكية للعلا السعودية تكشف التوجه المستقبلي لتطوير السياحة في البيئات الطبيعية القديمة

سياح من جميع الجنسيات في زيارة للمعالم التاريخية في العلا (الشرق الأوسط)
سياح من جميع الجنسيات في زيارة للمعالم التاريخية في العلا (الشرق الأوسط)
TT

الهيئة الملكية للعلا السعودية تكشف التوجه المستقبلي لتطوير السياحة في البيئات الطبيعية القديمة

سياح من جميع الجنسيات في زيارة للمعالم التاريخية في العلا (الشرق الأوسط)
سياح من جميع الجنسيات في زيارة للمعالم التاريخية في العلا (الشرق الأوسط)

كشفت الهيئة الملكية لمحافظة العلا السعودية، عن خطط الهيئة الرامية لجعل العلا وجهة سياحية عالمية تضع الفن والثقافة والمجتمع في بؤرة اهتمامها، وذلك خلال مشاركتها، الأسبوع الماضي في الدورة الثانية من مؤتمر مستقبل الضيافة الافتراضي، الذي ضم أكثر من 2500 شخص من جمهور عالمي من الرياديين والقادة.
وشارك فريق من الهيئة الملكية لمحافظة العلا بحلقة نقاش تحت عنوان «الفنون والثقافة: مصدر إلهام التنمية السياحية في البيئات الطبيعية القديمة»، وضمت الحلقة كلاً من إيرينا بوكوفا، عضو المجلس الاستشاري في الهيئة والمديرة العامة السابقة لليونيسكو، وجان فرنسوا شارنييه، المدير العلمي في الوكالة الفرنسية لتطوير محافظة العلا، ونيفيل ويكفيلد، المخرج الفني في ديزرت إكس العلا وفريق الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وكالوم لي من فريق بي أو بي للاستشارات.
وتمكن للجمهور خلال النقاش من التعرف على معلومات مهمة حول الأهداف التي تنوي الهيئة الملكية لمحافظة العلا الوصول إليها، والمتمثلة بتحقيق مليوني زيارة سنوية إلى العلا، وخلق 38 ألف فرصة عمل، والمساهمة بما قيمته 120 مليار ريال سعودي في الناتج المحلي الإجمالي، وحماية الموروث التاريخي والثقافي للعلا والحفاظ عليه. ويهدف مؤتمر مستقبل الضيافة إلى توفير منصة لخلق الحوار بين الجهات المعنية والقيادية في القطاع بهدف تسريع تعافيه، من خلال إقامة الروابط اللازمة لبناء الفهم وتعزيز العلاقات والوحدة.
وخلال الجلسة قال عبد الرحمن السحيباني، مدير المعارض والمتاحف في الهيئة، الحاصل على الدكتوراه من جامعة السوربون في باريس، الذي تخصصت أبحاثه في حضارات العلا القديمة: «العلا بالنسبة لي هي الماضي والحاضر والمستقبل، هي مكان استثنائي بدأ فيه الوجود البشري قبل أكثر من 200 ألف عام، وقد تركت الحضارات المتوالية تنوعاً وثراءً يشكل إرث مجتمع العلا الغني اليوم. لدينا قصة قديمة جديدة ومهمة نود سرد فصولها للعالم، وعليه، فإن الحفاظ على العلا وحماية تراثها وإرثها يندرج ضمن أولويتنا».
ويحرص البيان الثقافي للهيئة على دعم التطور الثقافي، حيث تمت صياغة البيان لتحقيق تحول جذري ومستدام، ودعم الشراكات التي عقدتها الهيئة مع العلامات التجارية العالمية بهدف تطوير البنية التحتية لخدمات الضيافة بما يتناسب مع التراث الطبيعي والبشري في العلا.
كما ناقشت الحلقة الدور التنشيطي الذي تلعبه الفنون في تطوير العلا وإشراك المجتمع المحلي، حيث قالت نورة الدبل، مديرة إدارة البرامج الفنية والثقافية في الهيئة: «من المهم تسليط الضوء على دور العلا المهم كمركز ثقافي يدعم الإبداع والتبادل الفني، حيث قمنا بتطوير عدد من ورش العمل المتنوعة، وكان بعضها بالتعاون مع جهات عالمية مثل ديزرت إكس، حيث أتاحت الفرصة للفنانين لعمل المعارض في إطار المجتمعات، مما جعل من المجتمع ركيزة أساسية لإنجاح التجربة».
وفي حديثه، أيّد نيفيل ويكفيلد من فريق ديزرت إكس ما سبق، وأضاف: «تتمحور الثقافة بجميع أنواعها حول التواصل، إذ لطالما ارتبطت مهمتنا في ديزرت إكس بالحوار بين الثقافات المختلفة، فقد عملنا على استقطاب الفنانين من مختلف أرجاء العالم وحثهم على المشاركة في النقاش وفتح قنوات الحوار فيما بينهم أثناء زيارتهم لمواقع العلا الطبيعية الخلابة، وقد كان ذلك أمراً مجزياً ومرضياً حقاً. ويتميز العمل في العلا أيضاً بحرص أفراد المجتمع على الانخراط في التجربة الفنية، الأمر الذي يمكننا من تنفيذ العديد من المشاركات في مجالات فنية متعددة، فلكل شخص إحساسه الخاص بماهية الصحراء وأسلوبه الفريد في تجسيد ذلك فنياً، حيث إن الفن أشبه بالعدسة التي تسلط الضوء على الجمال والثراء الثقافي لمجتمع العلا».
كما ضمت قائمة متحدثي الهيئة الملكية لمحافظة العلا كيت هول - تيبينغ، رئيسة المتاحف والتخطيط الثقافي في الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وفيليب جونز، رئيس التسويق لإدارة الوجهات السياحية، وأنيت جيبونز - وارين، مسؤولة التخطيط الثقافي. وكانت حلقة النقاش التي أدارتها الهيئة جزءاً من النسخة الثانية للمؤتمر الافتراضي مستقبل الضيافة، والتي كانت بعنوان «تتبّع الشمس»، حيث سلطت خلالها الضوء على قطاعي الضيافة والسياحة في عدد من المناطق حول العالم.
تعد هذه المشاركة الثانية للهيئة في المؤتمر، فقد شارك الرئيس التنفيذي عمرو المدني في النسخة الأولى من المؤتمر في التاسع من أبريل (نيسان)، حيث سلط الضوء على أهمية المرونة والابتكار في تحقيق النمو المستقبلي في قطاع الضيافة، معرباً عن ثقته بمستقبل القطاع، ومؤكداً أهمية دعم جميع الأطراف المشاركة بما يكفل الحفاظ على هذه الثقة فور إعادة افتتاحه وتعافيه.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد مقر انعقاد المؤتمر في «قاعة مرايا» (مؤتمر العلا)

«جاكسون هول العُلا» يؤسس لمنصة ترفع صوت الاقتصادات الناشئة دولياً

جاء انعقاد مؤتمر «العُلا لاقتصادات الأسواق الناشئة» في توقيت بالغ الأهمية، حيث يشهد العالم والمنطقة تحولات اقتصادية وتكنولوجية وجيوسياسية كبيرة.

هلا صغبيني (العُلا)
الاقتصاد المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كرستالينا غورغييفا (مؤتمر العلا)

في ختام «مؤتمر العلا»… غورغييفا توجِّه 3 رسائل لتعزيز نمو الأسواق الناشئة

وجَّهت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كرستالينا غورغييفا 3 رسائل للدول الناشئة لتعزيز نموها الاقتصادي، وهي التنويع الاقتصادي، وتبنِّي سياسات مرنة، والرقمنة.

«الشرق الأوسط» (العُلا)
الاقتصاد 
وزير المالية السعودي محمد الجدعان خلال كلمته الافتتاحية (مؤتمر العُلا)

«مؤتمر العلا» يبحث تحديات الأسواق الناشئة

فرضت حالة عدم اليقين التي يواجهها الاقتصاد العالمي نفسها على النسخة الأولى من «مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة» الذي جمع وزراء مالية ومحافظي بنوك مركزية.

هلا صغبيني (العلا)
الاقتصاد وزير المالية السعودي يشهد توقيع اليمن اتفاقية إعادة هيكلة ديونه مع صندوق النقد العربي في العلا (الموقع الإلكتروني لصندوق النقد العربي)

اليمن يوقّع اتفاقاً مع صندوق النقد العربي لإعادة هيكلة ديونه

ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، اليوم الأحد، أن الحكومة المعترَف بها دولياً وقّعت اتفاقية مع صندوق النقد العربي لإعادة هيكلة ديون اليمن للصندوق.

«الشرق الأوسط» (العلا)

مصر: اهتمام رئاسي بالخطة الترويجية للمتحف الكبير

بهو المتحف الكبير (الشرق الأوسط)
بهو المتحف الكبير (الشرق الأوسط)
TT

مصر: اهتمام رئاسي بالخطة الترويجية للمتحف الكبير

بهو المتحف الكبير (الشرق الأوسط)
بهو المتحف الكبير (الشرق الأوسط)

في إطار اهتمام رئاسي مصري بخطة الترويج للمتحف الكبير، المقرر افتتاحه في يوليو (تموز) المقبل، عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، اجتماعاً لمناقشة التحضيرات المتعلقة بحفل الافتتاح، مطالباً باستغلال الحدث لإبراز دور بلاده المحوري والحضاري تاريخياً.

حضر الاجتماع كل من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وشريف فتحي، وزير السياحة والآثار، وطارق مخلوف، العضو المنتدب بالشركة «المتحدة» للخدمات الإعلامية، ومحمد السعدي، عضو مجلس إدارة الشركة «المتحدة».

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير محمد الشناوي، في إفادة رسمية الأربعاء، إن «الاجتماع تناول الترتيبات والنواحي التنظيمية المتعلقة بالاحتفالية المقررة لافتتاح المتحف المصري الكبير في يوليو المقبل»، مشيراً إلى أن الرئيس المصري «اطَّلع على التصورات المقترحة لكيفية تحقيق مستهدفات الاحتفالية».

جانب من اجتماع الرئيس المصري لمتابعة الاستعدادات لافتتاح المتحف الكبير (الرئاسة المصرية)

واستعرض الرئيس المصري الفعاليات التي ستقام أيام الاحتفالية، مشيراً إلى ضرورة «استغلالها بالشكل الأمثل في إطار جهود تطوير منظومة السياحة المصرية ككل، وإبراز إسهامات الحضارة المصرية ودورها المحوري على مر التاريخ في بناء الإرث الحضاري العالمي، ومضاعفة أعداد السائحين الزائرين لمصر بما يتناسب مع المقومات الطبيعية والحضارية التي تمتلكها الدولة»، وفق متحدث الرئاسة المصرية.

وأوضح الشناوي أن «الاجتماع تناول كذلك الخطة الترويجية لاحتفالية الافتتاح، والتنسيق القائم مع القطاع الخاص لوضع حملات ترويجية وتسويقية في الفنادق والمنتجعات السياحية، واستعراض ما يمثله المتحف من فرصة مثالية للاستمتاع بتجربة متكاملة تجمع بين عبق التاريخ المصري القديم وأحدث تقنيات العرض المتحفي».

وأكد السيسي «ضرورة بذل كل الجهد وتكثيف الاستعدادات لخروج هذه الفعالية على مستوى يليق بوضعية وتاريخ مصر، ودون تحميل موازنة الدولة أي أعباء، لا سيما أن المتحف المصري الكبير يُعد من أكبر الصروح الثقافية والحضارية في العالم».

وشدد السيسي على «أهمية استثمار الزخم المصاحب لاحتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير في الترويج للمقاصد السياحية في مصر بوجه عام».

المتحف من الخارج (الشرق الأوسط)

وتسعى مصر لاستقبال 17 مليون سائح العام الحالي، وذلك بعد استقبالها 15 مليون العام الماضي، معولةً على افتتاح المتحف الكبير بشكل رسمي.

بدوره، قال مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، الدكتور حسين عبد البصير: «إن المتحف الكبير هدية مصر للعالم»، وعدَّ في حديثه لـ«الشرق الأوسط» افتتاح المتحف «حدثاً ثقافياً كبيراً ينتظره الناس في مختلف أنحاء العالم».

وأضاف: «إن المتحف الكبير يُطبق المفاهيم الحديثة للمتاحف في العالم، فهو ليس متحفاً تقليدياً لعرض الآثار، بل موقع ترفيهي ثقافي متكامل»، مشيراً إلى أن «وقوع المتحف بالقرب من أهرامات الجيزة يكسبه زخماً ثقافياً وسياحياً إضافياً، ناهيك عن تطوير المنطقة المحيطة به لتتناسب مع الزخم السياحي المنتظر بعد الافتتاح».

مصر تراهن على المتحف الكبير لتنشيط السياحة (الشرق الأوسط)

ولفت عبد البصير إلى أن «نجاح الافتتاح التجريبي للمتحف الكبير يعد مؤشراً على مدى الإقبال الذي سيحظى به عقب الافتتاح الرسمي»، متوقعاً أن «يجذب المتحف نحو 8 ملايين زائر سنوياً».

وفي منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بدأت مصر تشغيلاً تجريبياً جزئياً للمتحف الكبير لا يتضمن الجناح الرئيسي المخصص لعرض مقتنيات «الفرعون الذهبي توت عنخ آمون».

وتعود فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير إلى تسعينات القرن الماضي، إثر تكدس المتحف المصري بالتحرير بالآثار حتى بات يوصف بـ«المخزن»، وفي عام 2002 تم وضع حجر الأساس للمشروع في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة، على مساحة 117 فداناً.

ويعرض المتحف للمرة الأولى المقتنيات الكاملة للفرعون الذهبي «توت عنخ آمون»، منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر (تشرين الثاني) 1922، إضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو، مُشيد الهرم الأكبر في الجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني، وفق موقع وزارة السياحة والآثار المصرية.

المتحف المصري الكبير من الداخل (الشرق الأوسط)

وشبَّه عبد البصير مشروع المتحف الكبير بمشروعات كبرى مصرية مثل السد العالي في أسوان (جنوب البلاد)، وقناة السويس. وقال: «افتتاح المتحف حدث ثقافي وعمراني يُسهم في تغيير وجه منطقة الأهرامات ككل، ويُعيد الحركة السياحية الوافدة للبلاد لمجدها»، مشيراً إلى «أن هناك اهتماماً عالمياً بالمتحف الذي سيشهد عرض المجموعة الكاملة لآثار توت عنخ آمون للمرة الأولى، وعددها 5398 قطعة أثرية».

والشهر الماضي أعلن رئيس الوزراء المصري عن تحديد موعد 3 يوليو 2025، لافتتاح المتحف المصري الكبير، مشيراً إلى أنه من المقرر امتداد فعاليات هذا الحدث الكبير الذي ينتظره العالم بأسره على مدار أيام.

وتعكف لجنة مُشكَّلة من مجلس الوزراء المصري على إعداد سيناريو الاحتفال، وتتولى «الشركة (المتحدة) للخدمات الإعلامية مسؤولية إعداد حفل الافتتاح بالكامل»، وسبق أن نظمت الشركة حفل موكب المومياوات الملكية، وحفل افتتاح طريق الكباش في الأقصر.

وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال الرئيس المصري إن «كبرى الدول طلبت حضور حفل افتتاح المتحف الكبير». وأضاف خلال زيارة تفقدية إلى مقر أكاديمية الشرطة أن «المتحف الكبير سيكون علامة فارقة في تاريخ المتاحف، ليس فقط على مستوى مصر»، مشيراً إلى أنه «أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة، وهي الحضارة الفرعونية».