مصر تشدد الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس خلال إجازة عيد الفطر

افتتاح «قريب» للمتاحف والشواطئ وفق ضوابط معينة

جانب من حملة مدنية لتعقيم شوارع العاصمة المصرية (إ.ب.أ)
جانب من حملة مدنية لتعقيم شوارع العاصمة المصرية (إ.ب.أ)
TT

مصر تشدد الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس خلال إجازة عيد الفطر

جانب من حملة مدنية لتعقيم شوارع العاصمة المصرية (إ.ب.أ)
جانب من حملة مدنية لتعقيم شوارع العاصمة المصرية (إ.ب.أ)

بينما أعلنت الحكومة المصرية، أمس، ضوابط جديدة تضمنت تشديداً للإجراءات الاحترازية الخاصة بمجابهة وباء «كورونا المستجد» خلال فترة عيد الفطر وأخرى لما بعدها، أثيرت الشكوك بشأن الحالة الصحية لـ3 وزراء خالطوا في لقاءات منفصلة، محافظ الدقهلية (دلتا مصر) والذي تم إعلان إصابته بالفيروس رسمياً.
وحدد مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس، الإجراءات الاحترازية خلال إجازة عيد الفطر والتي ستمتد من يوم السبت 23 مايو (أيار) الحالي وحتى الخميس الذي يليه، وتضمنت «حظر انتقال أو تحرك المواطنين، بكل المحافظات وعلى جميع الطرق من الساعة الخامسة مساءً وحتى الساعة السادسة صباحاً، مع السماح بالحركة الضرورية المُرتبطة بالاحتياجات الطارئة».
وتسري حاليا ضوابط تتضمن حظر التنقل منذ الساعة التاسعة مساءً، ما يعني تقليص الحكومة لعدد ساعات الحركة في العيد تجنباً لأي زحام أو تجمعات متوقعة.
وأقرت الحكومة كذلك «إغلاق المقاهي والكافيتريات والكافيهات وما يُماثلها من المحال والمنشآت مع قصر العمل بجميع المطاعم وما يُماثلها على تقديم خدمة (التيك أواي) خارج ساعات حظر الانتقال، وسمحت بتوصيل الطلبات للمنازل على مدار اليوم، وأغلقت المراكز التجارية (المولات) أمام الجمهور على مدار اليوم».
وبينما أوقفت السلطات «جميع وسائل النقل الجماعي العامة على مدار اليوم، فإنها حظرت تحرك جميع حافلات الرحلات العامة أو الخاصة بين المحافظات، ومنعت مطلقاً تحرك المراكب النيلية أو وجود أي تجمعات أو تحركات جماعية للمواطنين».
الإجراءات المصرية لم تخل من استثناءات منحتها الحكومة لمركبات «نقل المواد البترولية أو البضائع، والطوارئ، ونقل الأموال، وعمال المصانع، ومحال الخضراوات أو اللحوم أو والصيدليات، والسوبر ماركت المُوجودة خارج المراكز التجارية، على أن يقتصر العمل بها خلال ساعات حظر الانتقال على تسليم وتسلم البضائع دون استقبال الجمهور، فضلاً عن أنشطة أخرى».
وحذرت الحكومة المصرية من أن مخالفي القرارات سيتعرضون لعقوبات «بالحبس وبغرامة لا تجاوز أربعة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين».
وبشأن الفترة التي تعقب إجازة عيد الفطر، والتي حددتها الحكومة المصرية بـ15 يوماً تبدأ من 30 من مايو الحالي، فإن الحظر سيشهد تخفيفاً جزئياً إذ سيبدأ من الثامنة مساءً وحتى الساعة السادسة صباحاً، ويتضمن إلزام «العاملين والمترددين على جميع الأسواق أو المحلات أو المنشآت الحكومية، أو المنشآت الخاصة أو البنوك، أو في أثناء الوجود بوسائل النقل الجماعية بارتداء الكمامات الواقية».
وكذلك فإنه سيتم السماح باستئناف نشاط جميع المحال التجارية والحرفية، بما فيها محال بيع السلع وتقديم الخدمات، والمراكز التجارية «المولات التجارية» حتى الخامسة مساءً فقط، فيما ستواصل مصر «تعليق حركة الطيران الدولي في جميع المطارات المصرية لحين إشعار آخر».
وعلى صعيد قريب، تواصلت تداعيات إعلان إصابة محافظ الدقهلية الدكتور، أيمن مختار، بفيروس «كورونا»، وأثيرت الشكوك بشأن الحالة الصحية لوزراء التنمية المحلية، والري والإنتاج الحربي، الذين التقوا المحافظ خلال الأيام الماضية.
وأفاد محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، الذي التقى المحافظ، أول من أمس، بأنه «بصحة جيدة وأنه حرص على ارتداء الكمامة والقفازات خلال لقائه مع مختار». وفيما لم تعلن «الإنتاج الحربي» بياناً بشأن الحالة الصحية للوزير، فإن صفحتها الرسمية تضمنت إشارة إلى لقاء جمع الوزير محمد العصار مع المحافظ أيمن مختار في 12 مايو الحالي.
وفي سياق آخر، تتأهب السلطات المصرية لعودة تدريجية للنشاط السياحي بالبلاد، في خطة تشمل تطبيقا صارما للإجراءات الاحترازية. وبالتزامن مع تسلم 18 فندقاً، شهادة باستيفائها ضوابط السلامة الصحية وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية، وجه وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني رسالة، بأن بلاده تعتزم قريبا فتح متاحفها وشواطئها، المغلقة منذ 19 مارس (آذار) الماضي، لـ«استقبال العالم كله».
وقال عبد الفتاح العاصي، مساعد وزير السياحة والآثار للرقابة على المنشآت السياحية والفندقية، أمس، خلال الأربعة أيام الماضية قام عدد من لجان الفحص المشتركة بين وزارتي السياحة والآثار، والصحة والسكان، وغرفة المنشآت الفندقية وممثلين من المحافظات المعنية، بتفتيش ومراجعة 27 فندقا في محافظات البحر الأحمر وجنوب سيناء ومطروح، وأسفرت نتائج الفحص عن أن 9 بمحافظة البحر الأحمر، وفندقين من أربعة فنادق بمطروح، و7 فنادق بمحافظة جنوب سيناء، استوفت جميع الاشتراطات والضوابط.
وأضاف أن باقي الفنادق التي تم فحصها بالمحافظات حتى الآن وثبت عدم استيفائها للاشتراطات ستقوم بتوفيق أوضاعها وإعادة عملية الفحص لها لاحقاً، وستستمر لجان الفحص في أعمال التفتيش تباعا على الجميع الفنادق التي تقدمت بطلبات إعادة التشغيل إلى غرفة المنشآت الفندقية. وتضع الحكومة المصرية مخططا للتعايش مع الفيروس، بداية من منتصف شهر يونيو (حزيران) المقبل.
ووفقا لوزير السياحة والآثار، خالد العناني، فإن الضوابط تشمل العاملين بالسكن والإجازات الخاصة بهم، بحيث يحصل العاملون في الفنادق الموجودة بالمدن الساحلية على إجازة كل 60 يوما مع إجراء فحص عند قدومهم، كما تضم المنضدة المخصصة في المطاعم لـ8 أشخاص، 4 فقط، مع إلغاء التجمعات الكبرى، واقتصار الصالات الرياضية على رواد الفندق، وإلغاء البوفيه المفتوح، وزيادة درجة الكلور في البسين، والحرص على وجود مسافات بين الكراسي على الشواطئ، مع الالتزام بحد أقصى لمعدل التشغيل لا يتجاوز 50 في المائة مع قياس درجة الحرارة لرواد مطاعم الفندق بشكل منتظم.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.