«هيدروكسي كلوروكين»... شكوك في جدواه رغم تأييد ترمب

عبوات عقار هيدروكسي كلوروكين(ا.ف.ب)
عبوات عقار هيدروكسي كلوروكين(ا.ف.ب)
TT

«هيدروكسي كلوروكين»... شكوك في جدواه رغم تأييد ترمب

عبوات عقار هيدروكسي كلوروكين(ا.ف.ب)
عبوات عقار هيدروكسي كلوروكين(ا.ف.ب)

مجددا عاد الرئيس الأميركي للترويج لعقار «هيدروكسي كلوروكين»، كعلاج لتخفيف أعراض فيروس كورونا المستجد، رغم أن منظمة الصحة العالمية أكدت أكثر من مرة أنه «غير فعال»، وهو نفس الأمر الذي أكدته دراسة أميركية نشرت قبل أسبوعين بمجلة الجمعية الطبية الأميركية.
وفي تحد واضح لموقف الصحة العالمية ونتائج الدراسات العلمية، روج الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجددا للدواء بالقول في مؤتمر صحافي أمس الاثنين، أنه يتناول عقار «هيدروكسي كلوروكين» منذ حوالي عشرة أيام، على سبيل الوقاية.
ويستخدم هيدروكسي كلوروكوين، لعلاج للملاريا منذ عام 1944. ورغم أن الملاريا مرض يسببه طفيلي ينتقل إلى البشر من خلال لدغات البعوض، على عكس مرض «كوفيد - 19» الفيروسي، فإن دراسة فرنسية استند إليها ترمب، وزعمت أنه يمكن أن يكون فعالا في تخفيف أعراض المرض، جعلته يروج لهذا الدواء لأول مرة في مؤتمر صحافي يوم 19 مارس (آذار) الماضي.
وبالتزامن مع بداية ترويج ترمب لهذا الدواء، نبه أكثر من خبير بالصحة العالمية، منهم د.أمجد الخولي خبير الوبائيات بإقليم شرق المتوسط في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»، لحقيقة أن التقديرات العالمية تشير إلى شفاء 80 في المائة من المصابين بالفيروس بدون علاج، وهو ما يشكك في فاعلية بعض النتائج التي تجرى حول أدوية يتم الترويج لها على أنها تخفف أعراض الفيروس.
ولم تجب الدراسة الفرنسية التي استند إليها ترمب على سؤال يحمله تعليق الخولي، وهو: هل لعب الدواء دورا في الشفاء أم أن حالة المرضى كانت تتجه للتحسن بدونه، إذ ينبغي أن تفرق الدراسات الدوائية بشكل واضح بين حالات كان العلاج فعالا في تخفيف أعراضها، وحالات أخرى كانت تتجه نحو الشفاء، حتى بدون تناول العلاج.
وأجريت هذه الدراسة الفرنسية على 20 مريضا، ونشرت نتائجها في 20 مارس الماضي بدورية الجمعية الدولية للعلاج الكيميائي لمضادات الميكروبات، غير أن الجمعية نفسها شككت في وقت لاحق بمصداقية هذه الدراسة، وقالت في بيان بأنها «لا تلبي المعايير الخاصة بالجمعية».
والحل الوحيد للإجابة على هذا السؤال الذي تجنبت الدراسة الفرنسة الإجابة عليه هو إجراء دراسات تتضمن تجارب يشارك فيها مجموعتان، تمنح إحداهما العلاج المراد تجربته، والأخرى تمنح علاجا وهميا لا يتضمن المادة الفعالة، وهذا هو المعيار الذهبي للتجارب السريرية، الذي يجعل الباحثين يتأكدون من أن التحسن الذي يحدث في حالة المريض، يرجع إلى المادة الفعالة في الدواء، وليس بسبب جوانب نفسية.
وجاءت الدراسة الأميركية الحديثة التي نشرت قبل أسبوعين في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، واعتمدت هذا النهج، لتؤكد أن هذا الدواء المستخدم في الأصل لعلاج الملاريا غير فعال في تخفيف أعراض فيروس كورونا المستجد.
وخلال الدراسة قام باحثون من جامعة ألباني الأميركية بفحص 1438 مريضاً مصاباً بالفيروس تم إدخالهم إلى 25 مستشفى في نيويورك، وكان معدل الوفيات للمرضى الذين تناولوا «هيدروكسي كلوروكين» مشابهاً لأولئك الذين تناولوا دواء وهميا، وكان معدل الوفيات بالنسبة لأولئك الذين يتناولون «هيدروكسي كلوروكين»، بالإضافة إلى المضاد الحيوي «أزيثروميسين» مماثلاً أيضاً.
والأخطر من ذلك، أن المرضى الذين تناولوا تركيبة الدواء كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكتة القلبية من أوليك الذين تناولوا العلاج الوهمي.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
TT

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)

احتفت مصر بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ، عبر فعاليات متنوعة في متحفه وسط القاهرة التاريخية، تضمّنت ندوات وقراءات في أعماله وسيرتيه الأدبية والذاتية، واستعادة لأعماله الروائية وأصدائها في السينما والدراما.

وأعلن «متحف نجيب محفوظ» التابع لصندوق التنمية الثقافية في وزارة الثقافة، أن الاحتفال بـ«أديب نوبل» يتضمّن ندوة عن إبداعاته ومسيرته، يُشارك فيها النّقاد، إبراهيم عبد العزيز، ومحمد الشاذلي، والدكتور محمود الشنواني، والدكتور تامر فايز، ويديرها الدكتور مصطفى القزاز. بالإضافة إلى افتتاح معرض كاريكاتير عن نجيب محفوظ، وشاعر الهند الشهير رابندراناث طاغور، ومعرض لبيع كتب نجيب محفوظ.

وأوضح الكاتب الصحافي والناقد محمد الشاذلي أن «الاحتفالية التي أقامها (متحف نجيب محفوظ) في ذكرى ميلاده الـ113 كانت ممتازة، وحضرها عددٌ كبير من المهتمين بأدبه، وضمّت كثيراً من المحاور المهمة، وكان التركيز فيها على السيرة الذاتية لنجيب محفوظ».

«متحف نجيب محفوظ» احتفل بذكرى ميلاده (صفحة المتحف على فيسبوك)

ولد نجيب محفوظ في حيّ الجمالية بالقاهرة التاريخية في 11 ديسمبر (كانون الأول) عام 1911، وقدم عشرات الأعمال الروائية والقصصية، بالإضافة إلى سيناريوهات للسينما، وحصل على جوائز عدة أهمها جائزة «نوبل في الأدب» عام 1988، ورحل عن عالمنا عام 2006.

حضر الاحتفالية بعض ممن كتبوا عن سيرة نجيب محفوظ، من بينهم إبراهيم عبد العزيز، الذي له أكثر من كتاب عن «أديب نوبل»، بالإضافة إلى الطبيب الدكتور محمود الشنواني الذي رافق الأديب لمدة 30 سنة تقريباً، وفق الشاذلي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تَحدّث كلُّ شخص عن الكتاب الذي أصدره عن نجيب محفوظ. وإبراهيم عبد العزيز كان مرافقاً له في ندواته، وتحدّث عن كتاب (أنا نجيب محفوظ)، الذي تضمّن ما قاله محفوظ عن نفسه، بيد أني أرى أن كتابه الأهم هو (ليالي نجيب محفوظ في شيبرد) لأنه كان عبارة عن كناسة الدكان، فقد رصد السنوات الأخيرة لنجيب محفوظ».

وعن كتاب الشاذلي حول نجيب محفوظ يقول: «تعرّفت عليه بصفتي صحافياً منذ بداية الثمانينات، وقد تحدّثت عن موضوعين تناولتهما في كتابي عنه (أيام مع نجيب محفوظ ذكريات وحوارات)، وهو ما أُشيع عن هجومه على العهد الناصري، خصوصاً في روايته (الكرنك)، وهذا ليس صحيحاً، وفي الحقيقة كان محفوظ يُركّز على حقوق الإنسان والحريات أكثر من أي شيء آخر، وقد أنصف عبد الناصر في كثيرٍ من كتاباته، خصوصاً شهاداته عن هذا العصر، والنقطة الثانية ما أُشيع حول الاتهامات التي وجّهها بعضهم لنجيب محفوظ بحصوله على (نوبل) بدعم إسرائيل، وهذا ليس صحيحاً بالمرّة، وكانت تُهمة جاهزة لمن أراد إهانة الجائزة أو النّيل ممّن حصل عليها».

وأشار الشاذلي إلى أن محفوظ كان له رأيُّ مهم في السينما، وقد ترأس مؤسسة السينما في إحدى الفترات، وكان يرى أنه أصبح كاتباً شعبياً ليس بفضل القراءات ولكن بفضل السينما، فكان يحترم كلّ ما له علاقة بهذه المهنة، ويعدّها مجاورة للأدب.

محفوظ وطاغور في معرض كاريكاتير (منسق المعرض)

وتحوّلت روايات نجيب محفوظ إلى أعمال سينمائية ودرامية، من بينها أفلام «بداية ونهاية»، و«الكرنك»، و«ميرامار»، و«ثرثرة فوق النيل»، وثلاثية «بين القصرين»، و«قصر الشوق»، و«السكرية»، وأيضاً «زقاق المدق»، و«اللص والكلاب»، بالإضافة إلى مسلسلات «الحرافيش - السيرة العاشورية»، و«أفراح القبة»، و«حديث الصباح والمساء».

وضمّ المعرض الذي أقيم بالتعاون بين سفارة الهند في القاهرة، ومتحف الكاريكاتير بالفيوم، ومنصة «إيجيبت كارتون»، 38 لوحة لفنانين من 12 دولة من بينها مصر والهند والسعودية وصربيا والصين ورومانيا وروسيا وفنزويلا.

وأشار الفنان فوزي مرسي، أمين عام «الجمعية المصرية للكاريكاتير» ومنسِّق المعرض إلى أن هذا المعرض اقتُرح ليُعرض في الاحتفال بذكرى طاغور في مايو (أيار) الماضي، إذ عُرض في المركز الثقافي الهندي، وكذلك في يوم الاحتفال بعيد ميلاد «أديب نوبل» المصري نجيب محفوظ.

وقال مرسي لـ«الشرق الأوسط»: «يُعدّ المعرض جزءاً من الاحتفالية التي نظّمتها وزارة الثقافة (لأديب نوبل) الكبير، واهتمّ معظم الفنانين برسم البورتريه بشكلٍ تخيُّلي، في محاولة لعقد الصلة بين طاغور ومحفوظ».

فنانون من 12 دولة رسموا الأديبين طاغور ومحفوظ (منسق المعرض)

وفي السياق، أعلنت «دار المعارف» عن إصدار كتابٍ جديدٍ عن نجيب محفوظ في الذكرى الـ113 لميلاده، وكتب إيهاب الملاح، المُشرف العام على النشر والمحتوى في «دار المعارف» على صفحته بـ«فيسبوك»: «في عيد ميلاد الأستاذ نُقدّم هدية للقراء ولكل محبي نجيب محفوظ وهي عبارة عن كتاب (سردية نجيب محفوظ) للناقد الدكتور محمد بدوي».