ملكة واحدة و3 رئيسات في القارة الأفريقية

سيدة تطمح إلى خلافة زوجها الرئيس.. وطموحات أخرى لأخريات قد لا تتحقق

إلين جونسون سيرليف على كرسي الرئاسة منذ 2006
إلين جونسون سيرليف على كرسي الرئاسة منذ 2006
TT

ملكة واحدة و3 رئيسات في القارة الأفريقية

إلين جونسون سيرليف على كرسي الرئاسة منذ 2006
إلين جونسون سيرليف على كرسي الرئاسة منذ 2006

نمط أفريقي جديد في محاولات الحفاظ على السلطة، أو استعادتها بعد فقدها، هكذا تصر القارة الأفريقية أن تصدّر نماذجها السياسية، حين تتوقف أو تضعف قدرات الرؤساء، يأتي الدور على أبنائهم أو زوجاتهم الطامحين إلى مواصلة المشوار، تجلت الصورة الأفريقية في زيمبابوي، بينما ظهرت بأوجه أخرى في ساحل العاج، والسنغال، وبوركينا فاسو، ولو أن الوقت كان قد فات.
ففي زيمبابوي تقاتل غريس، زوجة الرئيس روبرت موغابي، من أجل تأكيد أحقيتها في خلافته على كرسي الحكم. وفي سبيل ذلك يبدو أنها مستعدة للذهاب بعيدا.
قبل أيام، وقفت أمام جمع من المحاربين القدامى، لتقول إنها ستخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدة أن نائبة الرئيس ورفيقته في النضال ضد حكم الأقلية البيضاء قبل 3 عقود من الزمن جويس موجورو لن يكون بوسعها خوض التنافس على الكرسي، والمفترض أن يكون عام 2018 عند انتهاء الفترة الحالية لموغابي الذي سيكمل في فبراير (شباط) المقبل 91 عاما. في وقت ينتظر أن يعقد حزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي (زانو) الحاكم، مؤتمرا حاسما في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
بالغت غريس موغابي، في تأكيد إقصاء السيدة التي ينظر إليها بأنها الخليفة الأقوى لموغابي الذي يحكم البلاد منذ 34 عاما؛ رئيسا، وقبلها رئيسا للوزراء، فقالت: «الكثير من الأشخاص يمكنهم خوض الانتخابات الرئاسية باستثناء موجورو»، متسائلة: «الناس يقولون: إنني أريد أن أكون رئيسة، ولماذا لا؟ ألست مواطنة زيمبابوية؟».
عادت بعد ذلك، يوم 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، لتشن هجوما لاذعا ضد نائبة الرئيس، في خطوة وصفتها صحيفة «التايمز» المحلية بأنها تهدف إلى «محاصرتها»، ولكي تحصل السيدة الأولى على دعم دوائر السلطة، وهي التي ظهر نشاطها السياسي قبل 4 أشهر فقط، ولم تكن تعرف في الماضي سوى بصفتها عقيلة الرئيس، بحسب الصحيفة.
لم تكن طموحات السيدة النافذة في البلاد، والبالغة من العمر 49 عاما، مبنية على فراغ، فقبل إعلان نيتها الترشح، كان زوجها قد طلب من نائبته أن تستقيل، أو بالأحرى أجبرها على ذلك، ليبعدها من طريق طموحات سكرتيرته السابقة وزوجته الثانية، التي تصفها صحف معارضة بـ«السيدة غريش غوتشي» نسبة للماركة العالمية «غوتشي»، نظرا لاهتمامها بالتسوق قبل السياسة، وباتت تصف ظهورها الأخير بـ«تسونامي غريس».
غريس وصفت نائبة الرئيس بأنها «فاسدة وكاذبة وليست لديها كفاءة»، بحسب صحيفة «فاينانشل تايمز» البريطانية التي وصفت هراري عاصمة زيمبابوي بكونها تعيش هذه الأيام معركة حامية الوطيس بين عدة فصائل حول خلافة الرئيس.
لم يطل صمت نائبة الرئيس، وهي سيدة دخلت غمار السياسة مبكرا، وكانت أصغر وزيرة عام 1980، فأصدرت بيانا شديد اللهجة، نشرته صحيفة «زيمبابوي الجديدة» وقعته بصفتها نائبا لرئيس الجمهورية، والسكرتير الثاني لحزب «زانو»، وقالت إن كل التهم التي تطالها هذه الأيام غير صحيحة، وإنها مستعدة للمثول أمام القضاء، مستنكرة «الهجوم الذي لا هوادة فيه» اتجاهها.
تختلف طموحات سيدات أفريقيا عما حدث في الولايات المتحدة الأميركية (هيلاري كلينتون) أو الأرجنتين (الرئيسة كريستينا دي كيرشنر)، لأن النسخة الأفريقية يشوبها إما ترهيب بالقوة كما في زيمبابوي، أو تعلق بأمجاد ضائعة كما هي حالة في دول أخرى.
في السنغال التي تعد من الديمقراطيات المستقرة في القارة، خرجت فيفيان واد، عقيلة الرئيس السابق عبد الله واد، ذات الأصل الفرنسي، لتكون واجهة لطموحات العائلة في استعادة السلطة، وهو حلم يتعثر بسبب سجن الابن كريم في قضايا فساد مالي، بعد أن أدار أكبر وزارة في تاريخ السنغال إبان حكم والده (2000 - 2012).
قالت فيفيان وهي في الـ82 من عمرها، قبل أيام في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية، إن محاولات «تشويه» صورة ابنها وعائلتها لن تضعفهم.
وفي ساحل العاج التي لم يقتنع رئيسها السابق لوران غباغبو أنه هزم في الانتخابات الرئاسية ربيع عام 2011، وخرج بالقوة من السلطة، ومن البلاد كذلك، نحو لاهاي؛ حيث كانت تنتظره المحكمة الجنائية الدولية.
اليوم تسلط الأضواء على زوجته سيمون غباغبو (65 سنة)، التي كان لها دور محوري في حكمه، وهو ما تسبب في توجيه محكمة لاهاي اتهامات لها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ومطالبتها سلطات ساحل العاج بتسليمها فورا، وهي التي كان ينظر إليها على أنها «خليفة» محتملة لغباغبو.
آخر الأحلام المتعثرة كان في بوركينا فاسو؛ حيث غادر رئيسها بليز كومباوري وزوجته القوية شانتال، السلطة فجأة بعد 27 عاما فيها.
ظهرت القوة التي كانت تتمتع بها سيدة واغادوغو القوية حين ردت على اتصال من صحافي فرنسي يتأكد من وصول العائلة الرئاسية بالفعل إلى ياموسوكرو عاصمة ساحل العاج، فقالت: «أنا وبليز لا نريد في الوقت الحالي التعليق على ما يجري في البلاد، حاليا»، في وقت كان زوجها ومقربوه يعانون انهيارا نفسيا، وبدت هي واثقة من نفسها، وتتطلع إلى دور جديد.
في القارة التي ما زالت الكثير من دولها تتعثر في مشاكل التنمية، تتولى سيدتان رئاسة الجمهورية، بينما تتربع سيدة وحيدة على عرش مملكة بالتناصف، ففي ليبيريا تجلس إلين جونسون سيرليف على كرسي الرئاسة منذ 2006. بعيد انتهاء الحرب الأهلية؛ حيث كانت أول امرأة أفريقية تنتخب ديمقراطيا رئيسة، وفازت بجائزة نوبل للسلام (بالتشارك مع الليبيرية الأخرى ليما غوبوي، واليمنية توكل كرمان).
وفي جمهورية أفريقيا الوسطى تسلمت كاترين سامبا بانزا في يناير (كانون الثاني) الماضي، مهامها رئيسة للبلاد، في فترة انتقالية وسط حرب أهلية واضطرابات.
أما في مملكة سوازيلاند، فتعرف السيدة «نتومبي» بلقب «الملكة الأم»؛ حيث تتشارك السلطة برفقة ابنها الملك مسواتي الثالث المنهمك في عالمه الخاص وزوجاته البالغ عددهن 14. بينما غادرت جويس باندا رئاسة مالاوي في مايو (أيار) الماضي، بعد سنتين في الحكم؛ حيث تولت الرئاسة إثر وفاة سلفها بينغو وا موثاريكا.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)