مهرجان الفيلم في مراكش يكرم عادل إمام وجيريمي آيرونز.. والسينما اليابانية

«الفيل الأزرق» و«أركسترا العميان» في سباق الجوائز.. و«نظرية كل شيء» لافتتاح الدورة الـ14

مشهد من الفيلم المصري {الفيل الأزرق} لمخرجه مروان حامد   -  الفرنسية إيزابيل أوبير، رئيسة لجنة تحكيم الدورة الـ14 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش
مشهد من الفيلم المصري {الفيل الأزرق} لمخرجه مروان حامد - الفرنسية إيزابيل أوبير، رئيسة لجنة تحكيم الدورة الـ14 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش
TT

مهرجان الفيلم في مراكش يكرم عادل إمام وجيريمي آيرونز.. والسينما اليابانية

مشهد من الفيلم المصري {الفيل الأزرق} لمخرجه مروان حامد   -  الفرنسية إيزابيل أوبير، رئيسة لجنة تحكيم الدورة الـ14 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش
مشهد من الفيلم المصري {الفيل الأزرق} لمخرجه مروان حامد - الفرنسية إيزابيل أوبير، رئيسة لجنة تحكيم الدورة الـ14 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

اختير الفيلم البريطاني «نظرية كل شيء» لافتتاح فعاليات الدورة الـ14 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. ويتناول الفيلم علاقة ستيفن هوكينغ، العالم الفيزيائي البريطاني الشهير، بزوجته الأولى، جين وايلد، راصدا التحديات التي عاشها في ظل معاناته مع مرض التصلب الجانبي الذي جعله مقعدا وعاجزا طيلة حياته. والفيلم، الذي هو من إخراج جورج مارتش وبطولة إدي ويدمان (في دور ستيفن هوكينغ) وفيليسيتي جونز (في دور الزوجة جين وايلد)، مأخوذ من كتاب الزوجة الأولى، الذي يحمل عنوان «السفر اللامنتهي: حياتي مع ستيفن».
ويختتم المهرجان، الذي يقدم 87 فيلما من 22 دولة، وسينظم خلال الفترة ما بين 5 و13 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بالفيلم الأميركي «أو موست فيولني يير» لمخرجه جي سي شاندور.
وفي ما يتعلق بالمسابقة الرسمية للمهرجان، فقد برمج المنظمون، كما جرت العادة، 15 فيلما لدخول سباق الفوز بإحدى جوائز التظاهرة، بينها فيلمان عربيان، هما الفيلم المصري «الفيل الأزرق» لمخرجه مروان حامد، والفيلم المغربي (إنتاج مغربي فرنسي مشترك) «أوركسترا العميان» لمخرجه محمد متفكر، فضلا عن أفلام «قصة شيغازاكي» من اليابان لمخرجه تاكويا ميزاوا، و«شرييغ» من سويسرا لمخرجه سيمون جاكميت، و«كوريكسيون كلاس» من روسيا وألمانيا لمخرجه إيفان تفردوفسكي، و«كل ما نحبه» من نيوزيلندا لمخرجه ماكس كيري، و«ودي كيبينغ روم» من الولايات المتحدة لمخرجه دنيال باربر، و«لابور أوف لوف» من الهند لمخرجه أديتيا فيكرام سنغوبتا، و«دي لاست هامر بلاو» من فرنسا لمخرجه أليكس دولابورت، و«ميراج» من هنغاريا وسلوفاكيا لمخرجه سكزابولكس هاجدو، و«نبات» من أذربيجان لمخرجه إلشين موزاوغلو، و«نو وانز تشيلد» من صربيا لمخرجه فوك رسموفيتش، و«الوردة الحمراء» من فرنسا واليونان وإيران لمخرجه سيبيداه فارسي، و«دي سي فوغ» من كوريا الجنوبية لمخرجه شيم سونغ بو، و«تينغ بيبل دو» من الولايات المتحدة لمخرجه سار كلين.
ووقع الاختيار على الفرنسية إيزابيل أوبير لرئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة. وأبرز المنظمون أن «المهرجان إذ يؤكد التوجه الدولي للجنة تحكيم الأفلام الطويلة، يبقى وفيا لبحثه عن التميز من خلال اختياره، مرة أخرى، واحدة من أبرز وجوه السينما العالمية لرئاسة لجنة تحكيم مسابقته».
وقالت أوبير، معلقة على اختيارها لرئاسة لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان مراكش: «أنا سعيدة جدا بتلبية دعوة مهرجان مراكش لترؤس دورته الـ14. سأكون سعيدة بأن ألتقي الجمهور المغربي، وأن أتقاسم معه فضوله وتعطشه لاكتشاف أفلام سينمائية من جميع أنحاء العالم، كما كان الحال مع الدورات السابقة من المهرجان».
وتعتبر أوبير ثالث امرأة تترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة لمهرجان مراكش، بعد البريطانية شارلوت رامبلين سنة 2001 والفرنسية جان مورو سنة 2002. وسبق لعدد من أبرز نجوم السينما العالمية رئاسة لجنة تحكيم المهرجان المغربي، مثل المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي الذي ترأس لجنة تحكيم الدورة الـ13، والمخرج البريطاني جون بورمان لجنة تحكيم الدورة الـ12، والمخرج الصربي أمير كوستوريكا لجنة تحكيم الدورة الـ11 للمهرجان، بينما ترأس المخرج الأميركي جون مالكوفيتش لجنة تحكيم الدورة العاشرة، بينما ترأس المخرج الإيراني عباس كياروستامي لجنة تحكيم الدورة التاسعة، والمخرج الأميركي باري ليفنسون الدورة الثامنة، والمخرج الإيراني عباس كياروستامي الدورة التاسعة، والمخرج التشيكي ميلوس فورمان الدورة السابعة، والمخرج البولوني رومان بولانسكي الدورة السادسة.
وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، إلى جانب رئيستها، كلا من المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الهندي ريتش بترا، والمخرجة وكاتبة السيناريست الدنماركية سوزان بيير، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الفرنسي برتران بونيللو، والممثلة والمخرجة الفرنسية ميلاني لوران، والمخرج وكاتب السيناريو الإيطالي ماريو مارتون، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الروماني كريستيان مونكيي، والممثل والمخرج البريطاني آلان ريكمان، والمخرج وكاتب السيناريو والمؤلف المغربي مومن السميحي.
وجرت العادة أن تسلم في حفل اختتام المهرجان 4 جوائز، هي الجائزة الكبرى «النجمة الذهبية» وجائزة لجنة التحكيم وجائزة أفضل دور رجالي وجائزة أفضل دور نسائي.
وفي ما يتعلق بمسابقة الأفلام القصيرة، فقد أعلن اسم المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الموريتاني عبد الرحمان سيساكو، رئيسا للجنة التحكيم، التي ضمت المخرجة وكاتبة السيناريو الأميركية زو كاسافيتش، والممثلة الفرنسية أنا جيراردوت، والممثل والمخرج المغربي إدريس الروخ، والممثلة والمخرج الفرنسية الإيطالية المصرية إليسا سيدناوي، والممثل الفرنسي غاسبار إيليال.
وضمن فقرة التكريم الخاصة بدورة هذه السنة من المهرجان، سيكون النجم المصري عادل إمام ضمن الأسماء التي سيتم تكريمها، وذلك إلى جانب الممثل البريطاني جيريمي آيرونز والممثل والمخرج الأميركي فيغو مورتنسن، والمنتجين السينمائيين المغربين، خديجة العلمي وزكريا العلوي.
كما سيتم الاحتفاء بالسينما اليابانية. وكان المهرجان قد عمل، منذ بداياته، على إبراز حيوية وقوة السينما اليابانية، من خلال الحرص على حضورها في المسابقة الرسمية لهذه التظاهرة الفنية، وتكريم عدد من روادها، حيث شهدت الدورة الماضية، مثلا، تكريم المخرج والسيناريست الياباني كوري إيدا هيروكازو، الذي توج بالكثير من الجوائز الكبرى في اليابان والأرجنتين وكندا والولايات المتحدة وهولندا. وأعلن المنظمون عن توجيه الدعوة إلى فنانين ومخرجين ومنتجين سينمائيين يابانيين، يمثلون كل أجيال وأطياف المشهد السينمائي الياباني، من ياسوجيرو أوزو، إلى كوريدا هيروكازو، مرورا بكنجي ميزوكوشي، وميكيو ناروس، وأكيرا كوروزاوا.
وتعد السينما اليابانية من أقدم وأكبر صناعات السينما في العالم، إذ انطلق إنتاج الأفلام فيها منذ عام 1897، بينما يؤكد عدد من الأرقام والمعطيات القيمة الفنية والاقتصادية لهذه السينما، من قبيل أنه في عام 2009 كانت الرابعة حسب عدد الأفلام الطويلة المنتجة، وأنه في عام 2011 أنتجت اليابان 411 فيلما طويلا، حققت ما مجموعه 54.9 في المائة من أرباح التذاكر في اليابان، البالغ مجموعها مليارين و330 مليون دولار.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».