«سامسونغ» القابل للطي... هل يستحق سعره الخيالي؟

«الشرق الأوسط» تضع «غالاكسي زد فليب» تحت اختبار مكثف

هاتف «غالاكسي زد فليب» القابل للطي من «سامسونغ»
هاتف «غالاكسي زد فليب» القابل للطي من «سامسونغ»
TT

«سامسونغ» القابل للطي... هل يستحق سعره الخيالي؟

هاتف «غالاكسي زد فليب» القابل للطي من «سامسونغ»
هاتف «غالاكسي زد فليب» القابل للطي من «سامسونغ»

بعد أن أبهرتنا «سامسونغ» بهاتفها «غالاكسي فولد» العام الماضي، ها هي تغير مفهوم الهواتف القابلة للطي بعد طرح تصميم جديد في هاتف «غالاكسي زد فليب (Galaxy Z Flip)» بسعر يقارب 1400 دولار، فهل يستحق الجهاز سعره فعلاً؟
صُمم الهاتف بإتقان هندسي فريد، ويعدّ أول هاتف في العالم يأتي بشاشة زجاجية قابلة للطي من نوع «UTG» وهي عبارة عن طبقة زجاجية رفيعة جداً تحميها طبقة خارجية من البلاستيك المرن سريعة الخدش. وعند طي الهاتف يصبح حجمه كحجم محفظة صغيرة، ويمكن حينها وضع هاتف بشاشة 6.7 بوصة في الجيب دون أن تشعر به.
ويعمل الهاتف بأحدث نسخة من نظام التشغيل «آندرويد 10» مع استخدام واجهة الاستخدام «وان يو آي 2.1 (One UI 2.1)» الذي تم تحسينه ليعمل بشكل مناسب مع كثير من التطبيقات المختلفة عندما يكون الجهاز نصف مطوي، كتطبيق المعرض مثلاً الذي يتحول إلى تطبيق مفصول إلى قسمين، ففي الشاشة العليا تشاهد الصور، وفي السفلى توجد أزرار افتراضية للتحكم. تم أيضاً تحسين خاصية تعدد المهام وتقسيم الشاشة، فيمكن تشغيل تطبيق في الجزء العلوي من الشاشة، وآخر في السفلي، بالإضافة إلى فتح تطبيق ثالث عائم، مما يزيد من الإنتاجية ومتعة الاستخدام.
- نقائص التصميم
> المفاصل: الهاتف يأتي بنظام مفاصل جديد يسمح بفتح الهاتف بزوايا عدة مختلفة تناسب جميع الوضعيات؛ كما لاحظنا أن الهاتف لا ينطوي بالكامل بسبب وجود 4 قطع بلاستيكية صغيرة في جوانب الهاتف لتمنع من تلامس نصفي الشاشة أثناء الطي. هذا المفصل الجديد لم يحل مشكلة وضوح الانثناء في وسط الشاشة سواء من ناحية الشكل أو الملمس، فكلما سحبت على الشاشة من أسفل لأعلى أو العكس، ستحس بهذا الانثناء.
> الشاشة: توجد بالهاتف أيضاً شاشة صغيرة في الجزء الخارجي بقياس 1.1 بوصة تعمل عن طي الهاتف، وتعرض هذه الشاشة الساعة، والتاريخ، والطقس، وكثير من التنبيهات والإشعارات، كما يمكن عن طريقها التقاط صور السيلفي باستخدام الكاميرا الخلفية أو تفعيلها أثناء استخدام تطبيق الكاميرا بحيث يتسنى للشخص الذي ترغب في تصويره رؤية نفسه قبل التقاط الصورة. ومن خلال التجربة تمنينا لو كانت الشاشة أكبر وتدعم تقنية «Always On Display».
> العتاد: العتاد قوي، ولكنه من العام الماضي. يعمل الهاتف بمعالج السنة الماضية «سنابدراغون 855+» ذي الأداء القوي والمحسن، مقارنة بمعالج «سنابدراغون 855» الذي جاء به هاتف «غالاكسي نوت 10» مع استخدام 8 غيغابايت من الذاكرة العشوائية، و256 غيغابايت للذاكرة الداخلية. ولا توجد إمكانية لإضافة ذاكرة خارجية؛ حيث لا يوجد إلا منفذ واحد فقط ولشريحة واحدة فقط. ولكن الجهاز يدعم الشريحة الإلكترونية «eSIM».
> بالنسبة للبطارية؛ جاءت مفصولة بين الجزأين العلوي والسفلي من الهاتف، وبقدرة إجمالية 3300 مل أمبير/ ساعة، ولكن العيب الأكبر الذي واجهناه هو سرعة الشحن، فالجهاز يأتي بشاحن الـ15 واط البطيء والذي لا يتماشى مع هاتف رائد في سنة 2020، خصوصاً إذا ما قارناه بـ«غالاكسي إس 20 ألترا» مثلاً الذي يدعم الشحن السريع لغاية 45 واط.
- مشكلات التصوير
وبالنسبة للكاميرات الخلفية، يأتي الهاتف بكاميرتين بدقة 12 ميغابكسل لكل منها وتقريبا هما العدسات نفسها الموجودة بهاتف «غالاكسي إس 10». تدعم الأولى التصوير بزوايا عريضة، بينما تدعم الثانية التصوير بزوايا عريضة جداً، مع قدرة الهاتف على تسجيل الفيديو بدقة «4K» بسرعة 60 إطاراً في الثانية؛ سواء للكاميرا الخلفية وكاميرا السيلفي التي تبلغ دقتها 10 ميغابكسل. وبصفة عامة، فإن قدرات التصوير في الهاتف عالية جداً سواء في الصور الثابتة والوضع الليلي، علاوة على جودة يصعب مضاهاتها في تصوير الفيديو.
> مشكلات التصوير: وبعد تجربة الهاتف لفترة طويلة، يسعنا القول إن الهاتف يوفر مستويات عالية من السلاسة في الأداء أثناء الاستعمال الخفيف، ولكنه يسخن كثيراً عند الاستعمال الثقيل أو اللعب لفترات طويلة، وعلى «سامسونغ» أن تحل مشكلة التبريد في النسخ المقبلة؛ حيث إنها سببت إزعاجاً كبيراً أثناء اللعب. أما بالنسبة للبطارية، فكان أداؤها جيداً، وتكفي لعمل الهاتف ليوم كامل مع الاستخدام البسيط.
> الخلاصة: الهاتف مناسب للأشخاص الذين يبحثون عن هاتف فريد من ناحية التصميم، ويوفر أداء يتناسب مع المستخدم العادي، كما أن اللون الأرجواني منه ملائم جداً للنساء؛ نظراً للونه الجذاب وتصميمه الذي يمكنهن من وضعه في حقائبهن بكل سهولة ويسر. أما بالنسبة للمستخدم الثقيل، فنعتقد أن مبلغ 1400 دولار من الأفضل أن يستثمر في هاتف مثل «غالاكسي إس 20 ألترا» الذي يوفر أقوى المواصفات والعتاد دون أي تنازلات.


مقالات ذات صلة

«هواوي» الصينية تستهدف «أبل» بأحدث هواتفها الذكية «مايت 70»

تكنولوجيا متجر هواوي في شنغهاي

«هواوي» الصينية تستهدف «أبل» بأحدث هواتفها الذكية «مايت 70»

في العام الماضي، وضع الاختراق في تطوير الرقائق الإلكترونية شركة «هواوي» على قمة سوق الهواتف الذكية الصينية. والآن تطرح الشركة أحدث هواتفها، سلسلة «مايت 70» …

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام، إذ تستطيع البرامج الموجودة على هاتفك، بمساعدة الذكاء الاصطناعي....

جيه دي بيرسدورفر (نيويورك)
تكنولوجيا بطاريات «مورفي» الخارجية للهواتف

دليلك لاستغلال البطارية القديمة... لأطول وقت ممكن

خطوات للاستفادة منها أو استبدالها أو إصلاحها

الاقتصاد شعار أكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم فوق شريحة إلكترونية (رويترز)

أزمة لأكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم بسبب هاتف «هواوي» الجديد

علّقت شركة تصنيع أشباه الموصّلات التايوانية «تي إس إم سي»، شحناتها إلى شركة تصميم الرقائق الصينية «سوفغو» بعد العثور على شريحة خاصة بها في معالج «هواوي» الحديث.

«الشرق الأوسط» (بكين)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».