شوارع العاصمة التشيلية خالية بعد قفزة في الإصابات

الحكومة فرضت إغلاقاً صارماً... وخدمات الطوارئ تستنفد قدراتها

عاملة صحة تخاطب طفلة في أحد أحياء سانتياغو السبت (رويترز)
عاملة صحة تخاطب طفلة في أحد أحياء سانتياغو السبت (رويترز)
TT

شوارع العاصمة التشيلية خالية بعد قفزة في الإصابات

عاملة صحة تخاطب طفلة في أحد أحياء سانتياغو السبت (رويترز)
عاملة صحة تخاطب طفلة في أحد أحياء سانتياغو السبت (رويترز)

بدأ سبعة ملايين شخص في العاصمة التشيلية حجرا صحيا صارما أول من أمس، بعدما سجلت حالات الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد ارتفاعا حادا في البلاد، وبدت شوارع سانتياغو شبه مهجورة، بينما أقامت الشرطة حواجز.
وقالت الحكومة إن النشاط العادي في العاصمة انخفض بنسبة 85 في المائة، إذ لا يسمح للناس بمغادرة منازلهم إلا للحصول على الغذاء والدواء أو ممارسة التمارين لفترة وجيزة، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وصرّح وزير الصحة، خايمي ماناليتش، لصحافيين في مطار سانتياغو بعد إجرائه جولة تفقدية من الجوّ، أن هناك أجزاء من المدينة «فارغة تماما، ويمكننا أن نعتبر أن هذه بداية جيدة». وتسببت طوابير السيارات في اختناق مروري مساء الجمعة، إذ تدفق الناس من العاصمة إلى الساحل قبل ساعات من دخول الإغلاق حيز التنفيذ. والإغلاق الذي أعلن عنه ماناليتش الأربعاء، ومن المقرر أن يستمر أسبوعا على الأقل، سدّد ضربة لآمال سابقة بأنّ الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية ستتمكن قريبا من إعادة فتح اقتصادها.
وكانت الإصابات بـ«كوفيد - 19» انخفضت في وقت سابق إلى ما بين 350 و500 يوميا، ما دفع حكومة الرئيس المحافظ سيباستيان بينييرا إلى تخفيف بعض القيود والسماح للشركات والمتاجر بإعادة فتح أبوابها.
إلا أن حالات الإصابة الجديدة تضاعفت في الأيام العشرة الماضية. فبعدما بقي دون مستوى ألف إصابة في اليوم خلال الشهر الماضي، ارتفع المعدل اليومي للإصابات إلى أكثر من ألفَي إصابة جديدة يوميا.
وسجلت الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية 41428 إصابة حتى يوم السبت و421 وفاة، بينها 27 وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وسُجّلت في سانتياغو 80 بالمائة من حالات الإصابة في البلاد، وسط مخاوف من أنّ خدمات الطوارئ تقترب من حدود قدراتها القصوى على العمل. وقال أرتورو زونيغا، المسؤول عن شبكات الرعاية في وزارة الصحة: «عندما نرى عددا أكبر من المصابين، من الواضح أن عدد الوفيات سيزداد أيضا». وأشارت السلطات إلى أن بعض المرضى نُقلوا إلى مستشفى في مدينة كونسيبسيون الجنوبية، وذلك بهدف إبقاء أسرّة العناية المركزة في العاصمة متاحةً قبل تزايد الحاجة إليها في الأسابيع المقبلة.
وكانت طرق سانتياغو الرئيسية مهجورة بالكامل تقريبا السبت. ولا تزال محلات السوبر ماركت ومحلات البقالة الصغيرة مفتوحة، رغم أن عدد الأشخاص الذين يدخلونها محدود. وعمدت الشرطة إلى الحد من إمكان الوصول إلى سوق «لا فيغا» الرئيسي في المدينة، والذي يجذب عادة حشودا كبيرة.
وكثّفت الشرطة والجيش عمليات التحقق من تصاريح التنقل لدى السائقين. وقال فالنتين فيرا، وهو مهندس مدني بدأ التنقل بدراجة هوائية تجنبا لاستخدام وسائل النقل العام خلال فترة الجائحة: «من وجهة نظري، لقد تصرف الناس بمسؤولية. ولكن في الأسبوع الماضي، رأينا عدد الإصابات يرتفع كثيرا. لذا، كان على السلطات أن تتخذ هذا الإجراء». وكانت الحكومة قد استجابت سريعا لأولى حالات الإصابة في 3 مارس (آذار)، ففرضت حظر تجوّل على الصعيد الوطني وحجرا انتقائيا في عدد من المناطق. كما أغلقت المدارس والجامعات والشركات في إطار إجراءات التباعد الاجتماعي.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».