موهوبون مصريون يغادرون الظل ويخطفون أضواء دراما رمضان

بينهم شريف دسوقي وأسامة أبو العطا

موهوبون مصريون يغادرون الظل ويخطفون أضواء دراما رمضان
TT

موهوبون مصريون يغادرون الظل ويخطفون أضواء دراما رمضان

موهوبون مصريون يغادرون الظل ويخطفون أضواء دراما رمضان

رغم موهبتهم اللافتة في التمثيل، فإن بعض الفنانين المصريين المخضرمين لم يحصلوا على فرصتهم الكاملة في الظهور والانتشار، ولم يغادروا الظل لسنوات طويلة، حتى جاءتهم الفرصة في موسم دراما رمضان عام 2020. إذ استطاعوا خطف الأضواء بأدائهم القوي، عبر مخرجين مصريين استطاعوا إعادة توظيفهم وتوجيههم بعدما كانوا «منسيين» قبل أن يثبتوا جدارتهم ويؤكدون موهبتهم الفائقة.
يعد الفنان شريف دسوقي الذي جسد شخصية سباعي، في مسلسل «بـ100 وش» بطولة نيللي كريم وآسر ياسين وإخراج كاملة أبو ذكري، وكذلك الفنان أسامة أبو العطا الذي نجح في أداء شخصية «الفلاح» الذي يتعرض ميراثه للسرقة على يد العصابة في المسلسل ذاته، من بين أبرز الفنانين الذين تألقوا في موسم رمضان بعد سنوات من البقاء في الظل.
الفنان شريف دسوقي، تحدث عن شخصية «سباعي الكومبارس»، الذي تستعين به العصابة رغم بعض عيوبه، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لطالما حلمت بتجسيد المهمشين، و(سباعي) أحد هؤلاء، فأنا سعيد جداً بتجسيده لأنّه يشبه كثيرين في محيطنا ويمس أشخاصاً متعددين في كل تفاصيل حياتهم، وقد جاءت البداية مع هذه الشخصية بعد حصولي على جائزة أحسن ممثل من (مهرجان القاهرة السينمائي الدولي) عام 2018 عن فيلم (ليل خارجي)، حيث شاهدتني المخرجة كاملة أبو ذكري ورشحتني لدوري في (بـ100 وش)».
مشيراً إلى أن هذه «ليست المرة الأولى لي في الدراما، فالعام الماضي شاركت في مسلسل (لمس أكتاف) مع الفنان ياسر جلال، الذي ساهم في تعريف الجمهور بي إلى حد كبير».
ورغم وصف دسوقي لشخصية «سباعي» بأنّها «وش الخير عليه»، فإنه لم ينكر كذلك أن دوريه في فيلمي «حاوي» عام 2010 و«ليل خارجي» عام 2018 كانا بمثابة بداية قوية بالنسبة له. يقول، إنّه شارك في فيلم «حاوي» من إخراج إبراهيم البطوط، وشارك في مهرجان «تريبكا الدولي»، وكان قائماً عليه ويديره الفنان العالمي روبرت دي نيرو، ويتابع: «حصلنا في المهرجان على جائزة أحسن فيلم على مستوى الوطن العربي آنذاك».
الفنان شريف دسوقي المولود في الإسكندرية (شمال مصر) كان والده يعمل مديراً لفرقة «إسماعيل ياسين المسرحية» ومن خلاله تعرف شريف على نجوم الكوميديا في مصر، وجسد العام الماضي شخصية «عبد المنجي» في مسلسل «لمس أكتاف»، ولكنّها لم تحقق الصدى الكبير وقتها.
وعن سبب مكوثه 30 عاماً إلى أن بدأ الجمهور يعرف بموهبته، قال دسوقي: «أنا ولدت وتربيت بالفعل في مسرح إسماعيل ياسين بالإسكندرية لأنّ والدي كان مديراً لفرقة إسماعيل ياسين منذ عام 1952. وقد تعاملت مع كل الأجيال التي تعاقبت على المسرح، وكان سهلاً علي أن أوسط أي فنان كي يرشحني لأحد المنتجين، ولكنّي رفضت هذا منذ البداية لأنّي أعلم جداً قيمة موهبتي ولن أتسولها من أحد أبداً، ولدي مبدأ أني لن أقف في طابور أمام مكاتب الكاستنغ وأهين نفسي كي أؤدي دوراً بسيطاً في عمل، وآمنت أنّي سأظل أعمل في أعمال فنية كثيرة طوال الوقت إلى أن يلتفت الناس لموهبتي، ثم جاء الأمر على يد البطوط وأحمد عبد الله وكاملة أبو ذكري، وساهم «بـ100 وش» في شهرتي.
وعن شخصية سباعي، قال: «لم أتخيل أبداً رد الفعل القوي بشأنها، فكان لدي هدف منذ الوهلة الأولى أن أصل لقلوب الناس من خلال (سباعي)، وهذا ما تحقّق بالفعل، لذلك اعتبر (سباعي) تتويجاً لموهبتي ومسيرتي، وعندما سرت في الشوارع وجدت حب من الناس الكبير وتفاعلهم اللافت مع جملة (لقمة حرام ومنظورة) و(يا نجومية) و(فوق العظمة)، وأعرب عن تمنيه تجسيد حياة كل المهمشين».
ويشارك في الموسم الدرامي الرمضاني في مصر نحو 25 مسلسلاً، واستطاع مسلسل «بـ100 وش» خطف اهتمام الكثر من المتابعين وتفاعلهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما بعد نجاح مخرجة العمل في ضبط إيقاع المشاهد وتطور الأحداث.
وعبر شخصية محامي ريفي من (دلتا مصر) تعرض لعملية نصب وسرقة ميراثه أظهر الفنان أسامة أبو العطا قدرات تمثيلية قوية بشهادة نقاد ومتابعين، وهو مساعد مخرج، وعمل في العديد من الأفلام والبرامج، ولعل أشهرها «السفارة في العمارة» و«بالألوان الطبيعية» و«الشبح» و«جعلتني مجرماً» و«حلم العمر» و«الوتر» و«أسوار القمر».
وعن مسيرته الفنية، يقول أبو العطا لـ«الشرق الأوسط»: «تخرجت في معهد السينما قسم إخراج عام 2001. وأخرجت في مشروع تخرجي الفيلم الروائي القصير (أصوات) عن رواية سليمان صياد، وكان بطولة باسم سمرة، وأسماء الطاهر وأحلام الجريتلي، وحصل الفيلم على عدد من الجوائز وتقدير نقدي واسع، وعملت لاحقاً كمساعد أول للمخرجين في عدد كبير من الأفلام، وأثناء عملي أديت مشاهد صغيرة بدأت مع المخرج محمد خان في فوازير (فرح فرح) بطولة غادة عبد الرازق ومدحت صالح، وتحوّل الأمر لنوع من التحية لي من قبل المخرجين الذين عملت معهم، ثم عملت مساعداً مخرج في فيلم (هرج ومرج) إخراج نادين خان، ولأنه فيلم كان قليل التكلفة عُرضت علي المشاركة في البطولة وأديت أكبر دور بالنسبة لي، ولسوء الحظ، عرض الفيلم أثناء ثورة 30 يونيو (حزيران)، فتأثرت نسب مشاهدته إلّا أنّه لقي رد فعل نقدي لافت، وبعضهم أشاد بأدائي الكوميدي، ثم أسندت لي كاملة أبو ذكري دور (منير) المونتير في مسلسل (حكاية بنت أسما ذات)، ثم دور صغير للزوج المقتول في مسلسل (سجن النسا)».
وأضاف أبو العطا: «جاء أدائي لشخصية (الريفي) الذي تعرض للنصب، بعدما رشحتني كاملة أبو ذكري للدور ووضعت تصوراً قوياً لأداء صلاح الفلاح، لأنّه لم يكن مكتوباً في السيناريو أنه سيؤديها بشكل كوميدي، ولكنّها وضعت كل التفاصيل بمشاركتي لأنّها مخرجة واعية ولديها خبرات طويلة وقد عملت مع مخرجين عمالقة أمثال نادر جلال وعاطف الطيب وغيرهم، وهي ابنة الأستاذ وجيه أبو ذكري، وقادرة على إدارة الممثل بنجاح».
ورغم جدية المواقف في المسلسل فإنّ اللمحة الكوميدية كانت مقصودة، لأنّ صلاح تركيبة مختلفة وردود أفعاله وأسلوبه هي التي تصنع الكوميديا.
وناشد أبو العطا، المنتجين والمخرجين بضرورة الالتفات إلى المواهب المدفونة التي تحاول العمل بكل طاقتها، وتنفذ أدواراً صعبة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.