خضار يمكنك زراعته في البيت من بقايا المطبخ

{كورونا} يزيد الطلب على شراء البذور

خضار يمكنك زراعته في البيت من بقايا المطبخ
TT

خضار يمكنك زراعته في البيت من بقايا المطبخ

خضار يمكنك زراعته في البيت من بقايا المطبخ

هناك الكثير من المخاوف في الكثير من دول العالم حول الأمن الغذائي، إذ أن القيود التي فرضتها الحكومات والدول على الحركة والنشاط التجاري والتبادل الطبيعي للمواد وإغلاق الكثير من المطارات والموانئ في محاولة للحد من انتشار فيروس كورونا، تحد من كمية المواد الغذائية التي تستوردها الكثير من الدول وتعتمد عليها في الأصل.
هناك الكثير من الدول التي لا تنتج غذاءها أي خضارها وفاكهتها وقمحها والكثير من الأطعمة الرئيسية والأساسية نتيجة الانفتاح التجاري الذي عرفناه في العقدين الماضيين، وعلى هذا تكون هذه الدول عرضة للمخاطر من هذه الناحية ومن تراجع كمية المواد الغذائية المطلوبة لإطعام الشعب. ولهذا كان المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي أقرب إلى التشاؤم منه إلى التفاؤل في هذا الإطار إذ حذر الشهر الماضي من حصول المجاعات حول العالم في غضون أشهر.
هذا ينطبق على الكثير من دول العالم الثالث وأفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وآسيا، لكنه قد يطال بعض الدول الأوروبية التي لا تنتج كامل ما تحتاجه من الغذاء مثل بريطانيا. وفيما لا تزال المواد متوفرة بشكل طبيعي في الكثير من المناطق والأقاليم، بدأت بعض المناطق والأقاليم تشهد نقصا في بعض المواد وبدأ انتشار فيروس كورونا يؤثر بشكل مباشر على ما هو متوفر في المحلات التجارية.
ولهذه الأسباب مجتمعة، ومنذ بداية الإجراءات الحكومية بإغلاق المطاعم واتباع سياسات التباعد الاجتماعي والعزل الفردي وإيقاف معظم النشاطات التجارية وما إلى ذلك، لجأ الكثير من الناس وخصوصا في بريطانيا إلى طلب بذور الخضار على شبكة الإنترنت لزرعها إذ اقتضت الحاجة وتغطية النقص الذي قد يحصل في محلات الخضار لدرجة أنه يصعب هذه الأيام الحصول على الكثير من أنواع البذور لشدة الطلب. ويستغرق طلب أي من هذه البذور أكثر من 8 أسابيع للوصل إلى المستهلك. وقد أدى هذا إلى إهدار كميات كبيرة من البذور لجهل الكثير من الناس في طرق زراعتها الصحيحة.
لكن الفرد لا يحتاج إلى البذور أحيانا للالتفاف على النقص الحاصل في الخضار والفاكهة في الكثر من المناطق، ويمكن إعادة استخدام بقايا المواد أو الخضار وزرعها من جديد وبسهولة وتشكيل حديقة منزلية من الاكتفاء الذاتي. ومن هذه المواد مواد أساسية نستخدمها كل يوم ولا يحتاج الفرد إلى أكثر من التربة الجيدة أو السماد الاستهلاكي الشائع والماء والضوء الطبيعي:
- الثوم: يمكن زراعة وتحصيل الثوم بعد أن ينمو عليه جذع أخضر ناعم بدلا من رميه أو التخلص منه. ويتم ذلك في قدر من التربة بحيث يكون الجذع متجها إلى الأعلى ويتم سقيه مرة واحدة في الأسبوع. وبعد أسابيع يمكن الحصول على رؤوس الثوم التقليدية كما نشتريها من المحلات وبالتالي تعويض أي نقص.
- البطاطا: زراعة البطاطا أمر سهل، إذ يمكن وضع النابت منها (أو وضع القسم النابت وحده) في التراب مباشرة على عمق 10 سم. أو أحيانا يمكن أن تقطع حبة البطاطا إلى ثلاث أو أربع قطع ووضعها في الماء لمدة ثلاثة أيام على الأقل، وبعد ذلك يتم تجفيفها وزرعها في التراب أو السماد.
- البطاطا الحلوة: توضع حبة البطاطا في مكان يتمتع بالضوء الطبيعي في كأس من الماء حتى تنبت الأوراق وبعد ذلك وبعد أن تتشكل الجذور في الماء يمكن نقل البطاطا إلى التربة.
- الحبق - الريحان: رغم أنه ليس أساسيا في المطبخ العربي، فإن البعض يستخدمه كثيرا في بعض الأطباق، وكل ما يحتاج الفرد إلى القيام به هو الاحتفاظ ببعض قطعه لا استخدامها كلها ووضع تلك القطع أو الشتل في الماء لعدة أيام قبل زرعها في التربة من جديد. لا بد من الذكر هنا أن حبق السوبرماركت لا يفيد في هذه الحالة ويحتاج الفرد إلى الحبق المنزلي أو الذي يتم شراؤه من حضانات النباتات المحترفة.
- الفطر: يمكن إزالة قبعة أو رأس الفطر وزرع السيقان في تربة خصبة أو في سماد ممتاز، ومن شأن ذلك أن يعطي دفعة جديدة من الفكر وخصوصا إذا وضعت السيقان المزروعة في مكان مظلم ورطب، وهي شروط أساسية لتحصيل هذا الطعام اللذيذ.
- الكرفس: يستخدمه الناس كثيرا في تحضير الصلصات والشوربات، ويمكن للفرد أن يقطع الجزء أو القسم المركزي للكرفس ووضعه في وعاء من الماء. يمكن ترك القسم في مكان يتمتع بالضوء الطبيعي أو يمكن بعد أيام من إعادة زرع القسم في التربة أو السماد. ولا يستغرق الكرفس كالكثير من المواد الخضراء وقتا طويلا للنمو.
- الزنجبيل: كالبطاطا فعندما ينبت لا ترميه أو تتخلص منه ضع القسم المنبت في التربة أو السماد حيث يكون الجذع متجها إلى الأعلى لينمو بسهولة ومن دون أي جهد. وبالطبع يحتاج ذلك إلى الضوء الطبيعي كبقية الخضار.
- البصل: عندما تقطع البصل أثناء عملية الطبخ اقطع بطريقة يمكن معها الاحتفاظ ببعض السنتيميترات من راس البصلة الكثير الجذور وازرع تلك القطعة في التربة واسقيها بشكل دائم. البصل لا يستغرق وقتا طويلا لإعادة النمو وخصوصا البصل الأخضر الذي يعتبر الأسهل من ناحية النمو ويمكن تركه بالماء بدلا من زراعته في التربة.
- الكراث: الكراث ينمو في الماء أيضا كالبصل الأخضر، وعادة ما يوضع رأسه حيث توجد الجذور في وعاء زجاجي في مكان من الضوء الطبيعي.
- الخس: عندما تنتهي من استخدام الخسة، حاول أن تحتفظ بالقسم المركزي الصلب ووضعه في الماء وفي مكان يتمتع بالضوء الطبيعي لأنه ينمو بسهولة وبسرعة وعلى هذا يمكن إعادة زرع ما تنتجه منه بشكل متواصل.
- الجزر: عندما تقطع الجزر وتنظيفه احتفظ بقسم صغير من جهة الأوراق وضعها في الماء في مكان يصل إليه الضوء، إذا أردت استخدام الأوراق يمكن تركها في الماء وإذا أردت استخدام الجذور عليك بعد وضعها في الماء إعادة زراعتها في التربة.


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

تنافس بين الطهاة والمدونين على تقديم وصفات شهية واقتصادية

تنافس بين الطهاة والمدونين على تقديم وصفات شهية واقتصادية
TT

تنافس بين الطهاة والمدونين على تقديم وصفات شهية واقتصادية

تنافس بين الطهاة والمدونين على تقديم وصفات شهية واقتصادية

هل فكرتِ في إعداد أصابع الكفتة دون اللحم؟ وهل خطر في بالك أن تحضري الحليب المكثف في المنزل بدلاً من شرائه؟

قد يبدو تحضير وجبات طعام شهية، واقتصادية أمراً صعباً، في ظل ارتفاع أسعار الغذاء؛ مما يدفع الكثيرين إلى البحث عن طرق مبتكرة لتحضير وجبات شهية دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ طائلة.

وهو ما دفع الكثيرين مؤخراً إلى إعادة التفكير في عاداتهم الغذائية، والبحث عن بدائل أكثر اقتصادية، الأمر الذي تفاعلت معه مدونات الطعام على مواقع التواصل الاجتماعي، وبرز لدى القائمين عليها هذا الاتجاه في الطهي بإيقاع تنافسي، لتقديم العديد من الطرق لتحضير الطعام بما يلائم الميزانيات.

وحسب خبراء للطهي، تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، فإنه بقليل من الإبداع والتخطيط، يمكن تحويل مطبخك إلى مكان لإعداد وجبات شهية واقتصادية دون تكلف.

تقول الشيف المصرية سارة صقر، صاحبة مدونة «مطبخ سارة»: «أصبح الطعام الاقتصادي من أهم اتجاهات الطهي حالياً، لمحاولة تقليل النفقات بشكل كبير، تزامن ذلك مع انتشار ثقافة توفير الوقت والجهد، من خلال تحضير وجبات سهلة وسريعة وأيضاً مبتكرة، وهو ما تفاعل معه الطهاة وأصحاب مدونات الطهي، الذين يتسابقون في تقديم أفكار تساعد الجمهور على تلبية احتياجاتهم بشكل اقتصادي، وبطريقة شهية وجذابة».

وتضيف: «من وجهة نظري فإن أساس تحقيق معادلة الشهي والاقتصادي معاً تكمن أولاً في اختيار المكونات البديلة المستخدمة، فمن المهم أن نفكر بشكل دائم في البديل الأوفر في جميع أطباقنا». وتضرب مثلاً بتعويض أنواع البروتين الحيواني بالبروتين النباتي مثل الفطر (المشروم) أو البيض؛ ويمكننا أيضاً استبدال الدواجن باللحوم، مع الابتعاد تماماً عن اللحوم المُصنعة، فهي غير صحية وليست اقتصادية».

وترى أن الابتكار في الوجبات بأبسط المكونات المتوفرة عامل رئيسي في تحقيق المعادلة، و«يمكنني تحويل وجبة تقليدية مُملة للبعض لوجبة شهية وغير تقليدية، وهذا ما أهتم به دائماً، لا سيما عن طريق إضافة التوابل والبهارات المناسبة لكل طبق، فهي أساس الطعم والرائحة الذكية».

من أكثر الأطباق التي تقدمها الشيف سارة لمتابعيها، وتحقق بها المعادلة هي الباستا أو المعكرونة بأنواعها، لكونها تتميز بطرق إعداد كثيرة، ولا تحتاج إلى كثير من المكونات أو الوقت. كما أنها تلجأ إلى الوجبات السهلة التي لا تحتوي على مكونات كثيرة دون فائدة، مع التخلي عن المكونات مرتفعة الثمن بأخرى مناسبة، مثل تعويض كريمة الطهي بالحليب الطبيعي كامل الدسم أو القشدة الطبيعية المأخوذة من الحليب الطازج، فهي تعطي النتيجة نفسها بتكلفة أقل، وبدلاً من شراء الحليب المكثف يمكن صنعه بتكلفة أقل في المنزل.

تشير الشيف سارة إلى أن كثيرات من ربات المنازل قمن باستبدال اللحوم البيضاء بالحمراء، وأصناف الحلوى التي يقمن بإعدادها منزلياً بتكلفة أقل بالحلوى الجاهزة، كذلك استعضن عن المعلبات التي تحتوي على كثير من المواد الحافظة بتحضيرها في مطابخهن.

بدورها، تقول الشيف نهال نجيب، صاحبة مدونة «مطبخ نهال»، التي تقدم خلالها وصفات موفرة وأفكاراً اقتصادية لإدارة ميزانية المنزل، إن فكرة الوجبات الاقتصادية لا تقتصر على فئة بعينها، بل أصبحت اتجاهاً عالمياً يشمل الطبقات كافة.

وترى نهال أن الادخار في الأصل هو صفة الأغنياء، وفي الوقت الحالي أولى بنا أن ندخر في الطعام لأنه أكثر ما يلتهم ميزانية المنزل، وبالتالي فالوجبات الاقتصادية عامل مساعد قوي لتوفير النفقات، لافتة إلى أن «هذا الاتجاه فتح مجالاً كبيراً أمام الشيفات لابتكار وصفات متعددة وغير مكلفة، وفي الوقت نفسه شهية لإرضاء كل الأذواق، فليس معنى أن تكون الوجبات اقتصادية أن تفقد المذاق الشهي».

وتضيف: «محاولة التوفير والاستغناء عن كل ما زاد ثمنه وإيجاد بدائله لا يعني الحرمان، فالأمر يتمثل في التنظيم وإيجاد البدائل؛ لذا أفكر دائماً فيما يفضله أفراد أسرتي من أنواع الطعام، وأحاول أن أجد لمكوناته بدائل اقتصادية، وبذلك أحصل على الأصناف نفسها ولكن بشكل موفر».

وتشير الشيف نهال إلى أن هناك العديد من الوصفات غير المكلفة والشهية في الوقت نفسه بالاعتماد على البدائل، مثال ذلك عند إعداد أصابع الكفتة يمكن إعدادها بطرق متنوعة اقتصادية، تصل إلى إمكانية التخلي عن اللحم وتعويضه بالعدس أو الأرز المطحون أو دقيق الأرز، وتقول إن «قوانص» الدجاج، والمعكرونة المسلوقة، توضع في «الكبة» مع بصل وتوابل ودقيق بسيط لإعطاء النتيجة نفسها، كما يمكن الاعتماد في الكفتة على البرغل أو الخبز أو البقسماط، الذي يضاف إلى كمية من اللحم المفروم لزيادتها.

وكذلك بالنسبة لكثير من أصناف الحلويات، التي يمكن تغيير بعض المكونات فيها لتصبح اقتصادية مع الحفاظ على مذاقها، فعند إعداد الكيك يمكن استخدام النشا كبديل للدقيق الأبيض، واستخدام عصير البرتقال أو المياه الغازية بدلاً من الحليب. وتلفت أيضاً إلى إمكانية إعداد أنواع الصوصات في المنزل بدلاً من شرائها، فهذا سيوفر المال وأيضاً لضمان أنها آمنة وصحية، وكذلك الحليب المبستر يتم الاستغناء عنه لغلو سعره والاستعاضة عنه بالحليب طبيعي، والسمن البلدي يمكن تعويضه بزيت الزيتون الصحي وليس بالسمن المهدرج المضر بالصحة.

من خلال اقترابهما من جمهور «السوشيال ميديا»، وتبادل الأحاديث معهم، توجه الطاهيتان كثيراً من النصائح لحفاظ السيدات على أطباقهن شهية واقتصادية.

فمن النصائح التي توجهها الشيف سارة، التوسع في استخدام البقوليات، خصوصاً العدس والحمص والفاصوليا المجففة، بديلاً اقتصادياً وصحياً للحوم، مع الاعتماد على المكونات الطازجة في موسمها وتخزينها بشكل آمن لتُستخدم في غير موسمها بدلاً من شرائها مُعلبة.

بينما تبين الشيف نهال أن الأجيال الجديدة تفرض على الأم وجود بروتين بشكل يومي، وهو ما زاد من مسؤوليتها في ابتكار وجبات اقتصادية وشهية، وما ننصح به هنا تعويض المكونات ببدائل أخرى، مثل الاستغناء عن اللحوم البلدية واللجوء للمستوردة في بعض الأطباق، واستخدام المشروم بديلاً للبروتين.

وتشير إلى أن لكل ربة منزل «تكات الطهي» أو ما يطلق عليها «النفس»، وهو ما عليها استغلاله لتقديم أطباق مبتكرة، مبينة أن الكثير من صفحات «يوتيوب» و«فيسبوك» توفر أفكاراً اقتصادية متنوعة يمكنها أن تساعد السيدات في تلبية احتياجاتهن.