تغييرات تاريخية في قواعد التشريع في الكونغرس

مجلس النواب الأميركي يتبنى التصويت عن بعد

TT

تغييرات تاريخية في قواعد التشريع في الكونغرس

تبنى مجلس النواب الأميركي مساء الجمعة تغييرات تاريخية في قواعد التصويت، تسمح للنواب بعقد اجتماعات اللجان والتصويت عن بعد خلال جائحة الفيروس كورونا. واعتبر القرار محاولة من المجلس لاستئناف العمل التشريعي الذي تم تعليقه وسط مخاوف تتعلق بالسلامة بشأن التجمع في مبنى الكابيتول.
وانقسم التصويت بين الديمقراطيين والجمهوريين، حيث وافق 217 نائباً على القرار فيما عارضه 189، بينهم ثلاثة نواب من الديمقراطيين انضموا إلى الجمهوريين في الاعتراض على المشروع. وتسمح تلك التغييرات بالتصويت بالوكالة، حيث يمكن للمشرعين الغائبين تفويض زملائهم بالإدلاء بأصواتهم نيابة عنهم، بالإضافة إلى عقد جلسات اللجان افتراضياً، وتسليم الاقتراحات ونصوص قوانين الاقتراحات عبر الفيديو. كما يسمح القانون بقيام لجنة إدارة مجلس النواب بدراسة جدوى التصويت عن بعد باستخدام التكنولوجيا. وتحول الجدل حول ما إذا كان يجب على الكونغرس أن يعقد اجتماعاته بحضور أعضائه جسدياً خلال الوباء لنقطة خلافية إضافية في بؤرة الخلاف السياسي الذي لا حدود له بين الديمقراطيين والجمهوريين، في ظل الدعوات لإعادة فتح الاقتصاد الأميركي. ففي حين يدفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب والجمهوريين لتخفيف القيود، لا يزال الديمقراطيون حذرين من المخاطرة بالتسبب بمزيد من الإصابات بفيروس كورونا، رغم أن البعض يشكك في وجود خلفيات سياسية. وقال رئيس لجنة قواعد مجلس النواب جيم ماكغفرن: «يجب ألا يتحول عقد الكونغرس لاجتماعاته إلى شيء استثنائي... هذا نوع من التكيف الذي قمنا به دائماً... لم يتمكن الناخبون منذ عقود من مشاهدة وقائع الجلسة مباشرة على شاشات التلفزة أو الاستماع إليها عبر الراديو، ولكن كان بإمكاننا ذلك».
زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي قال قبل التصويت: «إذا كنا نعتقد أنه يجب أن ندفع لك الراتب وأنت جالس في البيت فأعتقد أن هناك خلافا في الرأي». وأضاف: «أعلم أنك ستكرم السائق الذي يوصل لك خدماتك وحاجاتك، وستكرم أمين الصندوق في محال البقالة وأولئك الذين يقفون وراء نقاط التفتيش في المحلات أو البقالة لأنك تعتقد أن ما يفعلونه ضروري». وأضاف: «التصويت ضد هذا القرار هو تصويت للتخلي عن الجلوس في البيت».
في المقابل، استأنف مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون الأسبوع الماضي نشاطه، في ظل إجراءات وقائية جديدة، مثل تشجيع تغطية الوجه وجلسات استماع جزئية عن بعد مع بعض أعضاء مجلس الشيوخ والشهود المشاركين عن طريق الفيديو. لكن الديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب الذي يضم 430 عضواً، أخذوا بنصيحة طبيب الكونغرس الذي نصح بالانتظار حتى يتم احتواء الوباء في العاصمة الأميركية واشنطن. وكان الديمقراطيون في مجلس النواب يخططون للتصويت على التغييرات الشهر الماضي، لكنهم قرروا التأجيل في محاولة للتنسيق مع الجمهوريين للخروج بقرار مشترك. وقد اقترح الجمهوريون وسائل للوقاية للسماح بعقد الجلسات شخصياً مع بعض تدابير الوقاية، كتركيب زجاج شبكي في نقاط التفتيش الأمنية ومكاتب اللجان. لكن الديمقراطيين رفضوا تلك الإجراءات، معتبرين أنها ليست كافية، واختاروا المضي قدماً في التصويت رغم عدم التوصل إلى اتفاق مع الجمهوريين.



كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.