تعاطف مع طبيب مصري فقد بصره بسبب محاربة «كورونا»

الحكومة قررت استكمال علاجه على نفقة الدولة

الطبيب المصري محمود سامي خلال الإدلاء بتصريحات تلفزيونية (يوتيوب)
الطبيب المصري محمود سامي خلال الإدلاء بتصريحات تلفزيونية (يوتيوب)
TT

تعاطف مع طبيب مصري فقد بصره بسبب محاربة «كورونا»

الطبيب المصري محمود سامي خلال الإدلاء بتصريحات تلفزيونية (يوتيوب)
الطبيب المصري محمود سامي خلال الإدلاء بتصريحات تلفزيونية (يوتيوب)

لا تتوقف تضحيات الأطباء حول العالم بسبب التصدي لعلاج مرضى «كوفيد - 19». وفي الأيام الماضية أبدى عدد من المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعاطفهم مع طبيب مصري فقد بصره بسبب الإجهاد الشديد والإرهاق النفسي جراء علاج مرضى «كورونا».
وفقد محمود سامي (39 عاماً)، اختصاصي الباطنة والحميات بمستشفى الحجر الصحي في بلطيم بمحافظة كفر الشيخ (دلتا مصر)، بصره بسبب ارتفاع شديد بضغط الدم، حسبما نقلت وسائل إعلام مصرية رسمية.
وأوصى مجلس الوزراء المصري أول من أمس (الخميس) باستكمال الفحوصات الطبية اللازمة وعلاج الطبيب على نفقة الدولة، وفقاً لبيان من المستشار الطبي لرئيس الوزراء الدكتور حسام المصري.
ولفت المصري في بيانه أن سامي سوف يستكمل علاجه في المركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة المصرية، مع موافاة اللجنة بتقرير طبي مفصل، تمهيداً لإصدار قرار رئيس الوزراء بعلاج الطبيب، حسبما نقلت صحيفة «الأهرام» المصرية.
وكان فريق لجنة الاستغاثات الطبية بمجلس الوزراء قد تحرك على نحو عاجل بالتواصل مع الطبيب سامي، ونقله إلى مستشفى متخصص على الفور، لعلاجه على نفقة الدولة، تقديراً من الدولة لدور الأطقم الطبية وإسهاماتها العظيمة خلال هذه المرحلة الصعبة.
وبدوره، وجه الطبيب سامي، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية بعد قرار العلاج على نفقة الدولة، وفقاً لتصريحات تلفزيونية له أمس (الجمعة).
وأفصح الطبيب عن أيام عمله في محاربة «كورونا» أنه كان يستقبل من 30 إلى 40 حالة مصابة بـ«كوفيد 19» يومياً في مستشفى العزل، مضيفاً أن ذلك الضغط «أثر عليه تأثيراً كبيراً».
وأضاف سامي أنه تعرض لإجهاد وبعدها مباشرة أصيب بصداع وضيق في التنفس وتطور الأمر إلى حد تعرضه لإغماء في أحد الأيام بعد الإفطار، وبعد إفاقته شعر بعدم قدرته على الرؤية، وأضاف: «وصل بي الألم إلى حد أنني كنت أتمنى لو ألقي بنفسي من شرفة المستشفى لإنهاء المعاناة».
وأصيب سامي تحديداً بتلف في «العصب البصري»، حسبما نقلت صحيفة «أخبار اليوم» المصرية، ويشير الطبيب إلى أنه ماضٍ في طريق العلاج، معرباً عن أمله في أن يستعيد بصره قريباً.
وحسب تصريحات صحافية لمحمود سكران، نجل خال الطبيب المصاب، فإن سامي تخرج في كلية الطب جامعة القاهرة عام 2009 ويعمل طبيب باطنة وحميات بمستشفى بيلا المركزي، وهو متزوج ولديه طفل واحد واسمه «يحيى» ولد منذ شهرين، ولم يرَه سوى مرة أو مرتين بسبب تكليف العمل في مستشفى العزل الصحي.
ونال الطبيب المصري تعاطفاً من متابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفه الكثيرون بأنه «الطبيب البطل»، في إشادة بجهود الأطباء الموجودين في الخطوط الأمامية لمحاربة «كورونا» في مصر.
جدير بالذكر أنه ارتفع إجمالي المصابين بـ«كورونا» في مصر حتى مساء أمس (الجمعة)، إلى 11228 حالة من ضمنهم 2799 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي و592 حالة وفاة، حسب بيان لوزارة الصحة المصرية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

رجل إطفاء يتحوَّل «بابا نويل» لإسعاد الأطفال المرضى

بعضُ السحر يستحقّ أن يُصدَّق (مواقع التواصل)
بعضُ السحر يستحقّ أن يُصدَّق (مواقع التواصل)
TT

رجل إطفاء يتحوَّل «بابا نويل» لإسعاد الأطفال المرضى

بعضُ السحر يستحقّ أن يُصدَّق (مواقع التواصل)
بعضُ السحر يستحقّ أن يُصدَّق (مواقع التواصل)

زَرَع رجل إطفاء البهجة في نفوس عدد لا يُحصى من الأطفال خلال عطلة عيد الميلاد على مرّ السنوات، لكنَّ ديفيد سوندرز (50 عاماً)، يقول إنّ القيام بدور «بابا نويل» يُرخي أثراً سحرياً عليه أيضاً. بالنسبة إلى سوندرز المقيم في مقاطعة فيرفاكس بولاية فرجينيا، فإنّ أداء دور «بابا نويل» يتجاوز التقاليد: «إنه مَهمَّة شخصية عميقة مستوحاة من العائلة وتغذّيها الرغبة في نشر الفرح». بدأ سوندرز، وهو والد لـ5 أطفال، ذلك العمل الموسميّ منذ 16 عاماً. في ذلك الوقت، كان ابنه البالغ 6 سنوات يعاني مرضاً تسبَّب بتنقّله بين المستشفيات. نقلت عنه «فوكس نيوز» قوله لشبكة «إس دبليو إن إس»: «في كل مرّة كنّا نقصد المستشفى، كان يرى جميع الأطفال المرضى. وخلال المغادرة راح يقول لي: (أتمنّى لو نستطيع فعل شيء لطيف لهم). كنتُ أجيبه: (اكتشف ما تريد فعله، وسنحاول)».

مَهمَّة شخصية عميقة مستوحاة من العائلة (مواقع التواصل)

تحوَّلت هذه الرغبة دعوةً غير متوقَّعة للأب والابن، اللذين بدآ في ارتداء زيّ «بابا نويل» وجنّيته المساعدة لإسعاد المرضى الصغار. حالياً، يُنجز سوندرز بين 100 إلى 150 زيارة منزلية كل عام؛ مُرفقةً ببعض الإعلانات التجارية وفيلمين لعيد الميلاد. قال: «أحبُّ إسعاد الناس. أستمتعُ برسم البسمة على وجوههم». وكلّ عام، كان يرى أطفالاً اعتاد رؤيتهم منذ أن كانوا رضَّعاً: «استمتعتُ بمراقبتهم وهم يكبرون. تحملهم بكونهم أطفالاً، ثم تشاهدهم يكبرون. أحياناً تعتقد أنهم لن يرغبوا في عودتك هذا العام، لكنَّ أمهاتهم أو آباءهم يتّصلون دائماً ويقولون: (إنهم لا يريدون أن يمرَّ عيد الميلاد من دونك)». ورغم أنّ دور «بابا نويل» مبهج عموماً، فإنَّ سوندرز أقرّ بمواجهة تحدّيات: «أرى بعض الأطفال المرضى أو الذين ليس لديهم الكثير. أحياناً يكون الأمر مُرهقاً عقلياً».

بدأ سوندرز عمله الموسميّ منذ 16 عاماً (مواقع التواصل)

وبعد 30 عاماً من كونه رجل إطفاء، يتطلَّع الآن إلى تحويل عمله الجانبي وظيفةً بدوام كامل. تابع: «عملي رجل إطفاء وظيفة رائعة. إنه أيضاً أحد تلك الأشياء المُرهِقة عقلياً وجسدياً، لكنْ كانت لديَّ مهنة جيّدة. جسدي يؤلمني، وأنا أكبُر في السنّ؛ لذلك حان الوقت للمضيّ قدماً. آمل أن تنمو هذه التجارة أكثر». سحرُ عيد الميلاد هو ما يستمرّ في إلهام سوندرز لإسعاد الأطفال والكبار على السواء: «أعتقد أنّ جميع الأطفال، وحتى البالغين، يريدون شيئاً يصدّقونه، خصوصاً في هذا العيد».