سارة أبي كنعان: «بالقلب» أعاد نبض روح الإبداع الشبابي إلى الواجهة

تطل في أكثر من عمل درامي في موسم رمضان

تقول سارة أبي كنعان إنها تستعد للمشاركة في فيلم أميركي
تقول سارة أبي كنعان إنها تستعد للمشاركة في فيلم أميركي
TT

سارة أبي كنعان: «بالقلب» أعاد نبض روح الإبداع الشبابي إلى الواجهة

تقول سارة أبي كنعان إنها تستعد للمشاركة في فيلم أميركي
تقول سارة أبي كنعان إنها تستعد للمشاركة في فيلم أميركي

قالت الممثلة سارة أبي كنعان، إن مسلسل «بالقلب» حمّلها مسؤولية كبيرة، ولا سيما أنها تلعب فيه دور البطولة المطلقة. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «عندما قرأت النص واستوعبت الكم الهائل من مشاهد رئيسية (سين ماستر) التي تقع على عاتقي شعرت بالخوف. لكن ذلك كان بمثابة تحدٍ جديد أعيشه في مسيرتي. وأخذت على عاتقي أن أخوضه من دون تردد، ولا سيما أني معجبة كبيرة بمنتجة العمل مي أبي رعد صاحبة شركة (جي 8 برودكشن)».
يحصد المسلسل اللبناني «بالقلب» نسبة مشاهدة عالية في الموسم التلفزيوني الرمضاني. ويشكّل واحداً من أكثر الأعمال تناولاً على وسائل التواصل الاجتماعي بحيث احتل الـ«تراند» الأول عليها أكثر من مرة في الشهر الفضيل. ويطل في هذا العمل مجموعة من نجوم التمثيل في لبنان وفي مقدمهم غبريال يمين وكارمن لبس. أما بطلا العمل سارة أبي كنعان ووسام فارس فقد استطاعا منذ عرض الحلقات الأولى للمسلسل جذب المشاهد. لكن لا يلبث فارس أن يغيب عن مجرياته بعد إصابته برصاصة طائشة كما يفرض النص. ومع الحلقة الرابعة يلمع حضور النجم بديع أبي شقرا ويصبح مع سارة أبي كنعان المحور الأساسي لمسار العمل.
وتعلق أبي كنعان في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»، «لقد حيك نص العمل بقلم الكاتب طارق سويد المليء بالمشاعر والواقعية. وسجلت ووسام فارس ثنائياً شاباً أحبه المشاهد. أما وقوفي إلى جانب الممثل بديع أبو شقرا صاحب تجارب درامية كثيرة ناجحة، فحمل لي صفحة فنية لا تشبه غيرها. فهو إنسان مثقف وجذاب بحديثه وأحاسيسه التي تخرج منه بتلقائية في موقع التصوير. كما أنه يريح زميله في التمثيل لرهافة أحاسيسه وطبيعة تعامله مع الآخر».
وتشير أبي كنعان إلى أن فرصة لعبها أول بطولة مطلقة في موسم رمضان يحمل طعماً مختلفاً. «لقد حملني (بالقلب) مسؤولية كبيرة، ولا سيما أن 90 في المائة من أحداث العمل تسلط الضوء عليّ. فالخطر في هذه الحالة يكون كبيراً على الممثل؛ إذ يتوقع منه المشاهد الأفضل، وهنا يكمن لب الموضوع».
أغرمت سارة أبي كنعان بنص العمل منذ قراءتها الأولى له إلى حدّ جعلها ترسم مشاهده في خيالها. «كاركتيرات المسلسل تشبهنا إلى حدّ كبير، كما أنه يتضمن فريق عمل أعاد روح الإبداع الشبابي إلى الواجهة في الدراما المحلية. فإضافة إلى وسام فارس وأنا كان لدخول المخرج جوليان معلوف على الخط أثره الإيجابي الكبير على مقومات العمل؛ إذ استطاع أن ينقله إلى مقلب لم يسبق أن شهدته الدراما المحلية.
وأنا شخصياً عندما علمت بأن معلوف سيتولى إخراج العمل فرحت كثيراً؛ إذ لاحظت عنده كاميرا مختلفة عن غيره من المخرجين في مسلسل (الحب الحقيقي) الذي حصد نجاحاً كبيراً في أحد مواسم رمضان الماضية».
وتصف سارة أبي كنعان مسلسل «بالقلب» بالسهل الممتنع تمثيلياً وإنتاجياً وإخراجياً؛ وهو ما أسهم في جذب نسبة لا يستهان بها من المشاهدين. أما التناغم بين المشاركين في العمل فكان كبيراً على حدّ قولها؛ إذ كانوا يجتمعون في موقع التصوير بين وقت وآخر حتى في غياب مشاهد عليهم تصويرها. «هذه العلاقة الجميلة بيننا ترجمت لاشعورياً في مشاهد العمل ولمسها متابعه عن قرب. فسادت بيننا علاقة ثقة ومحبة نقلها جوليان معلوف على الشاشة مباشرة أثناء تنفيذه المشاهد».
وعن أصعب مشاهدها في هذا العمل، تقول «إنه يتضمن مشاهد صعبة كثيرة، لكن من بين التي تأثرت بها كثيرا وتوقفت عند تحضيرها، تلك التي تجمعني بوالدتي (دارينا الجندي) عند مقتلها. وكذلك تلك التي تنتهي معها قصة حبي مع زوجي هاني (وسام فارس) عند مصرعه بسبب رصاصة طائشة، وأيضاً عندما أمسك ببدلته وأشتمّها كي أتذكره».
وعن وقوفها بين نجوم لبنانيين مخضرمين أمثال غبريال يمين وكارمن لبس، تقول «لقد شكلوا لي دعماً غير منتظر، ولا سيما أنهم نجوم حقيقيون، بعيدون كل البعد عن التباهي والافتخار والغرور. فلم أشعر أني في حالة تنافس كي أبادلهم حرفيتهم، بل ذبت في أدائهم المتقن وجاءت النتيجة رائعة».
تطل سارة أبي كنعان في أكثر من عمل درامي في موسم رمضان، بينها ما يعرض على فضائيات عربية وأخرى على تطبيقات إلكترونية. ومن بينها «لو ما التقينا» و«حوا». ويقاسمها البطولة في الأول الممثل يوسف الخال. «كنت أحلم بالوقوف إلى جانب يوسف الخال في بطولة مطلقة. فقد سبق وشاركته التمثيل في مسلسل (لو). فهو ممثل لبناني من طراز آخر لديه حضور يفرض نفسه على الشاشة الصغيرة. وكنت سعيدة باكتشافه كزميل يدعم من يتعاون معه، كما أنه يتحلّى بخفة دم على موقع التصوير، تنعكس راحة على من يشاركه العمل». وفي مسلسل «حوا» الذي يشاركها فيه كل من الممثل السوري ميلاد يوسف واللبنانية ميرفا القاضي فتصفه بالعمل المتقن، آملة أن تعرضه الشاشات اللبنانية قريباً.
حالياً تشارك سارة أبي كنعان في بطولة مسلسل «دانتيل» إنتاج شركة «إيغل فيلمز». وهو كان في الأساس يندرج على لائحة المسلسلات الرمضانية، إلا أن إيقاف عملية تصويره بسبب الجائحة أخّر تنفيذه.
«ألعب في هذا العمل دور فتاة خجولة تعيش قصة حب من طرف واحد، منغلقة على نفسها إلى حين حصول ما يقلب حياتها. وأقدم هذا الدور مع سيرين عبد النور وزينة مكي وتاتيانا مرعب، لنؤلف معاً 4 صديقات يعملن في مشغل لحياكة الدانتيل. وقد سنح لي هذا العمل بتمرير موهبتي الكوميدية فيه».
وعما إذا هي تعتبر نفسها أسهمت في تثبيت الدراما المحلية، ودعم منافستها لأعمال درامية عربية أخرى تقول «أعتبر نفسي جزءاً لا يتجزّأ من الدراما المحلية، لكني في الوقت نفسه لست أول من قام بتثبيت موقعها على الساحة. فهناك كثيرون غيري سبقوني وقاموا بذلك، أمثال كارين رزق الله. وأنا شخصياً لا أفرّق بين الدراما العربية واللبنانية، بل أرفض هذا المنطق. وبرأيي على الدراما العربية بمجملها الخروج من قوقعتها فنتوحد جميعاً كي نوصلها إلى شاطئ العالمية. فتنافس بقدراتها الكبيرة أعمالاً تركية وأوروبية وحتى أميركية. الدراما العربية لا يجب أن ترتبط ببلد تمثّله، بل لديها آفاق أوسع وأكبر على قدر أحلامنا كممثلين ومنتجين ومخرجين محليين».
وترى أبي كنعان أن خياراتها اليوم باتت أصعب ومسؤولياتها صارت أكبر. «ممنوع عليّ بعد اليوم أن أقدم على خطوة ناقصة، وإلا خسرت الكثير بعد مجهود كبير بذلته. وعندما يخطئ الشاطر يكون عقابه أكبر، ولا سيما أن وسائل التواصل الاجتماعي لا ترحم. فهي تسمح لأي شخص أن ينتقد ويحلل وينصح، وهو أمر ينعكس أحياناً سلباً على الممثلين. فنحن بشر كغيرنا من الناس ولنا إحساس مرهف فنتأثر بسرعة بما يدور حولنا، وكذلك بالكلمة الحلوة وعكسها».
وعن جديدها تقول «سأشارك في فيلم سينمائي أميركي من المتوقع أن نبدأ تصويره في الخريف المقبل. وهو من إخراج الأردني وحيد القواسمي ويشاركني فيه مالك الرحباني وطوني مهنا من لبنان. كما يطل فيه فنانون عالميون ويحكي قصة عن اللاجئين السوريين والحوار فيه يدور بالإنجليزية. وأنا متحمسة جداً لهذا العمل وأتمنى أن يكون فاتحة خير، وأخوض من خلاله تجارب عالمية هوليوودية أخرى».


مقالات ذات صلة

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
TT

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)

أفصح مختصون في نشاط صناعة واستيراد الشماغ السعودي عن بلوغ هذا الزي التقليدي الرسمي أعلى مواسم البيع السنوية، مسجلاً مبيعات تُقدَّر بنحو 900 مليون ريال سنوياً، كاشفين عن توجهات المستهلكين الذين يبرز غالبيتهم من جيل الشباب، وميلهم إلى التصاميم الحديثة والعالمية، التي بدأت في اختراق هذا اللباس التقليدي، عبر دخول عدد من العلامات التجارية العالمية على خط السباق للاستحواذ على النصيب الأكبر من حصة السوق، وكذلك ما تواجهه السوق من تحديات جيوسياسية ومحلية.
ومعلوم أن الشماغ عبارة عن قطعة قماش مربعة ذات لونين (الأحمر والأبيض)، تُطوى عادة على شكل مثلث، وتُلبس عن طريق وضعها على الرأس، وهي لباس تقليدي للرجال في منطقة الخليج العربي وبعض المناطق العربية في العراق والأردن وسوريا واليمن، حيث يُعد جزءاً من ثقافة اللبس الرجالي، ويلازم ملابسه؛ سواء في العمل أو المناسبات الاجتماعية وغيرها، ويضفي عليه أناقة ويجعله مميزاً عن غيره.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، الرئيس التنفيذي لـ«شركة الامتياز المحدودة»، فهد بن عبد العزيز العجلان، إن حجم سوق الأشمغة والغتر بجميع أنواعها، يتراوح ما بين 700 و900 مليون ريال سنوياً، كما تتراوح كمية المبيعات ما بين 9 و11 مليون شماغ وغترة، مضيفاً أن نسبة المبيعات في المواسم والأعياد، خصوصاً موسم عيد الفطر، تمثل ما يقارب 50 في المائة من حجم المبيعات السنوية، وتكون خلالها النسبة العظمى من المبيعات لأصناف الأشمغة المتوسطة والرخيصة.
وأشار العجلان إلى أن الطلب على الملابس الجاهزة بصفة عامة، ومن ضمنها الأشمغة والغتر، قد تأثر بالتطورات العالمية خلال السنوات الماضية، ابتداءً من جائحة «كورونا»، ومروراً بالتوترات العالمية في أوروبا وغيرها، وانتهاء بالتضخم العالمي وزيادة أسعار الفائدة، إلا أنه في منطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، فإن العام الحالي (2023) سيكون عام الخروج من عنق الزجاجة، وسيشهد نمواً جيداً مقارنة بالأعوام السابقة لا يقل عن 20 في المائة.
وحول توجهات السوق والمستهلكين، بيَّن العجلان أن غالبية المستهلكين للشماغ والغترة هم من جيل الشباب المولود بين عامي 1997 و2012، ويميلون إلى اختيار التصاميم والموديلات القريبة من أشكال التصاميم العالمية، كما أن لديهم معرفة قوية بأسماء المصممين العالميين والماركات العالمية، لافتاً إلى أن دخول الماركات العالمية، مثل «بييركاردان» و«إس تي ديبون» و«شروني 1881» وغيرها إلى سوق الأشمغة والغتر، ساهم بشكل فعال وواضح في رفع الجودة وضبط المواصفات.
وأضاف العجلان أن سوق الملابس كغيرها من الأسواق الاستهلاكية تواجه نوعين من المشكلات؛ تتمثل في مشكلات جيوسياسية ناتجة عن جائحة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، ما تسبب في تأخر شحن البضائع وارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع الأسعار بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، بينما تتمثل المشكلات المحلية في انتشار التقليد للعلامات العالمية والإعلانات المضللة أحياناً عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.
من جهته، أوضح ناصر الحميد (مدير محل بيع أشمغة في الرياض) أن الطلب يتزايد على الأشمغة في العشر الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، ويبدأ الطلب في الارتفاع منذ بداية الشهر، ويبلغ ذروته في آخر ليلتين قبل عيد الفطر، مضيفاً أن الشركات تطرح التصاميم الجديدة في شهر شعبان، وتبدأ في توزيعها على منافذ البيع والمتاجر خلال تلك الفترة.
وأشار الحميد إلى أن سوق الأشمغة شهدت، في السنوات العشر الأخيرة، تنوعاً في التصاميم والموديلات والماركات المعروضة في السوق، وتنافساً كبيراً بين الشركات المنتجة في الجودة والسعر، وفي الحملات التسويقية، وفي إطلاق تصاميم وتطريزات جديدة، من أجل كسب اهتمام المستهلكين وذائقتهم، والاستحواذ على النصيب الأكبر من مبيعات السوق، واستغلال الإقبال الكبير على سوق الأشمغة في فترة العيد. وبين الحميد أن أكثر من نصف مبيعات المتجر من الأشمغة تكون خلال هذه الفترة، مضيفاً أن أسعارها تتراوح ما بين 50 و300 ريال، وتختلف بحسب جودة المنتج، والشركة المصنعة، وتاريخ الموديل، لافتاً إلى أن الشماغ عنصر رئيسي في الأزياء الرجالية الخليجية، ويتراوح متوسط استهلاك الفرد ما بين 3 و5 أشمغة في العام.