طيران التحالف يشارك في العمليات ضد «داعش» شمال العراق

رداً على اتساع نطاق عمليات التنظيم الإرهابي

جندي عراقي يوجه السير في ساحة التحرير في بغداد (أ.ف.ب)
جندي عراقي يوجه السير في ساحة التحرير في بغداد (أ.ف.ب)
TT

طيران التحالف يشارك في العمليات ضد «داعش» شمال العراق

جندي عراقي يوجه السير في ساحة التحرير في بغداد (أ.ف.ب)
جندي عراقي يوجه السير في ساحة التحرير في بغداد (أ.ف.ب)

في وقت شيع أهالي سامراء شمال غربي بغداد أمس قتلى الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على إحدى القرى مما أدى إلى مقتل مختار القرية وولديه، قتل طيران التحالف الدولي 7 من عناصر هذا التنظيم في محافظة نينوى.
وقال مصدر أمني: «بأمر من قيادة العمليات المشتركة، وجهت قوات التحالف الدولي، ضربة جوية على أحد الكهوف في صحراء جنوب غربي الحضر بمحافظة نينوى». وأضاف المصدر أن «الضربة أسفرت عن مقتل 7 عناصر من تنظيم داعش الإرهابي».
إلى ذلك، وبعد يوم من تأكيد رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي أن الاستراتيجية المقبلة لمحاربة «داعش»، تعتمد على التنسيق مع التحالف الدولي، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العميد يحيى رسول حاجة العراق إلى التحالف الدولي. وقال رسول في تصريحات إذاعية له أمس: «العراق ما زال بحاجة لبقاء قوات التحالف الدولي لتدريب القوات العراقية وتجهيزها لمواجهة التحديات». وأضاف رسول أن «بقاء قوات التحالف أو خروجها مناط بموافقة الحكومة العراقية»، مشيرا إلى أن «قوات التحالف جاءت بقرار حكومي». وتابع: «العراق ليس بحاجة إلى مقاتلين من التحالف على الأرض لكنه ما زال بحاجة إلى عقد اتفاقات ومذكرات تسليح وتدريب وتجهيز وبناء قدرات القوات المسلحة واستكمال بناء المنظومات العسكرية بالشكل الذي يحفظ سيادة العراق ويحمي شعبه».
ويأتي تصريح الناطق العسكري باسم القائد العام رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بعد أقل من شهر من بدء ما يفترض إنه حوار استراتيجي بين بغداد وواشنطن لتحديد العلاقة المستقبلية بين الطرفين وإعادة النظر في الاتفاقية الأمنية الموقعة بينهما عام 2008.
وكان الفريق الركن الساعدي، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، أعلن أول من أمس الخميس أن «الجهاز سيشارك في العمليات التي تجري لمطاردة التنظيم الإرهابي ولدينا خطط بهذا الشأن ستنفذ على أرض الواقع»، لافتاً إلى أن مستوى التعاون مع التحالف الدولي «سيكون مشابها لما كان عليه في الحرب ضد (داعش) ويشمل تبادل المعلومات والاستطلاع وتقديم الإسناد الجوي وتفاصيل فنية أخرى، وهو أسلوب العمل المتبع في كل المعارك التي خاضها الجهاز».
وكان تنظيم داعش بدأ ينشط في الآونة الأخيرة لا سيما مع حلول شهر رمضان حيث نفذ عدة عمليات في مناطق مختلفة من نينوى وصلاح الدين والأنبار. وكانت أحدث عملياته ما قام به فجر أمس الجمعة من هجوم على قرية في قضاء سامراء أسفرت عن مقتل مختار القرية وولديه الذين شيع المئات من أهالي سامراء جثامينهم أمس وسط غضب عارم.
من جهته، أعلن قائد عمليات سامراء اللواء الركن عماد الزهيري عن تشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن خرق أمني تسبب بمقتل عائلة في إحدى مناطق سامراء. وقال الزهيري في بيانين «إحدى العائلات الساكنة في منطقة الجلام تعرضت إلى حادث إرهابي من عصابات (داعش) الإرهابية وأن القيادة شكلت لجنة لمعرفة طرق تسلل الإرهابيين ومحاسبة المقصرين». وأضاف الزهيري: «بسبب الظروف الجوية ووعورة المنطقة وأغلبها خالية من السكان تمكنت تلك العصابات من تنفيذ جريمتها الإرهابية حيث اتضح أنها قادمة من منطقة العيث المحصورة ما بين شمال وشرق بحيرة الملح وهي من المناطق غير المأهولة». وأوضح الزهيري أن «المعلومات الاستخبارية تؤكد وجود مضافات إرهابية تضغط دائما على مناطق الدور وشمال سامراء».
وإضافة إلى نينوى وسامراء، فإن هجمات التنظيم بدأت تتزايد في مناطق مختلفة من محافظة ديالى وهو ما يعزوها المحافظ إلى غياب الخطط الكفيلة بمعالجة مثل هذه الخروقات فضلا عن عدم تحديد مسؤولية القواطع بين التشكيلات الأمنية. وإلى جانب عمليات الاستهداف المعروفة، فإن تنظيم داعش بدأ ينشط على صعيد عمليات حرق المحاصيل الزراعية في المناطق التي يتمكن من الوصول إليها.
إلى ذلك، أكد رئيس المركز الجمهوري للدراسات السياسية والأمنية الدكتور معتز محيي الدين في حديث لـ«الشرق الأوسط» حول زيادة العمليات الإرهابية في الآونة الأخيرة أن «تنظيم داعش سقط ككيان لكنه لم ينته حتى الآن ويعود ذلك إلى المخزون الفكري الذي لم يتلاش مع سقوط التنظيم حيث إن المسكنات ليست علاجا جذريا لأن الصراع مع الإرهاب هو صراع فكري في المقام الأول وهو ما لم يتم التعامل معه على هذا الأساس من قبل الأجهزة المختصة التي يقوم عملها في الغالب على طريقة الفعل ورد الفعل».
وأضاف محيي الدين إن «داعش اختفى بالفعل لفترة بعد هزيمته العسكرية لكنه ظهر مرة أخرى وبأسلوب آخر يختلف عن السابق عن طريق تجنيد خلايا أوجد لها الأرضية الفكرية في المناطق التي لا تزال تحت سيطرته وغير مسيطر عليها من قبل القوات الأمنية». وأشار إلى أنه «لم تتبلور بعد استراتيجية فكرية لمواجهة داعش وعدم الاكتفاء بالحلول العسكرية لأن المواجهة ليست بين جيشين نظاميين وهو ما يعرقل الجهود أكثر فأكثر، لذلك لا بد من التعاون بين جميع الأطراف لمحاربة الإرهاب ضمن رؤية شمولية تنطلق من الفكر وجوانب أخرى إعلامية وأمنية وسياسية ومتابعة دقيقة وتقييم للنتائج العسكرية والأمنية السابقة لأن كل الضربات السابقة لم تؤد إلى نتائج إيجابية وبالتالي لا بد من مراجعتها بدقة فضلا عن الاهتمام بمسألة الحدود العراقية - السورية مع وجود المغذيات الفكرية لهذا التنظيم والتي تتطلب سياقات عمل جديدة لمواجهتها». ودعا إلى أن «يتجاوز التنسيق مع التحالف الدولي إلى ما يتعدى المعلومات الاستخبارية أو سواها وأن يهدف إلى معرفة خطط العدو والتنبؤ بها قبل وقوعها فضلا عن تدريب قوات خاصة لمثل هذه العمليات في مناطق شديدة الوعورة وليست قوات تقليدية بات تنظيم داعش يعرف كيف يتعامل معها».


مقالات ذات صلة

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.