بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر يدعوان إلى وقف الحروب والكراهية

بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر يدعوان إلى وقف الحروب والكراهية
TT

بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر يدعوان إلى وقف الحروب والكراهية

بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر يدعوان إلى وقف الحروب والكراهية

دعا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان فرنسيس، أمس، إلى «وقف الحروب والتعصب والكراهية». وقالا إن «اتحادنا في يوم الصلاة أمس (الخميس) من أجل أن يرفع الله وباء فيروس (كورونا المستجد) وأن يحمي العالم منه». وأدى الطيب، وفرنسيس، الصلاة أمس، من أجل رفع «كورونا»، استجابة لمبادرة «صلاة من أجل الإنسانية» التي دعت إليها اللجنة العليا لتحقيق أهداف وثيقة «الأخوة الإنسانية» للأزهر والفاتيكان، بالصلاة والدعاء والتقرب إلى الله لدفع الوباء. وقال الأزهر في بيان له أمس، إن «الدعوة لاقت تأييداً واهتماماً دولياً واسعاً من جانب قادة وملوك ورؤساء دول، ‏ورؤساء وزراء، ومفتين، وقيادات دينية، وشخصيات سياسية وإعلامية، ‏وشعبية، ومؤسسات تعليمية مرموقة‎». وبث موقع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الصفحات الرسمية للأزهر أمس، كلمات وفيديوهات مصورة للمشاركين في الصلاة أمس، من دول عربية وأوروبية، من مختلف الأطياف. وكانت اللجنة العليا للأخوة قد دعت «شعوب العالم كافة على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأديانهم ومعتقداتهم، إلى أن يتوجهوا إلى الله بالدعاء والصلاة والصوم وأعمال الخير أمس 14 مايو (أيار) كل فرد في مكانه، من أجل أن يرفع الله وباء كورونا عن البشرية». وألقى بابا الفاتيكان أمس، كلمة ضمن مشاركته في مبادرة «الصلاة من أجل الإنسانية»، قائلاً: «جميعنا إخوة وأخوات من جميع التقاليد الدينية، نتحد في يوم الصلاة والصوم والتوبة، الذي نظمته اللجنة العليا للأخوة الإنسانية»، مضيفاً عبر حسابه على «تويتر»: «ليُشفق الله علينا، وليوقف هذه المأساة، وهذا الوباء والأوبئة الأخرى، وباء الجوع، ووباء الحرب، ووباء الأطفال الذين يفتقرون للتعليم... هذا ما نطلبه معاً جميعاً كإخوة».
فيما ذكر شيخ الأزهر أن «دعوة لجنة الأخوة الإنسانية، هي دعوة صادقة مخلصة للتوجه لمن بيده ملكوت كل شيء، والتضرع إليه، بالصلاة والدعاء والإنابة إليه، من أجل أن يعجل كشف هذه الغمة (أي كورونا) عن عباده، وأن يعافيهم من عواقبها وتداعياتها»، مضيفاً في كلمة له أمس، «وإذ ندعو العالم للتوجه إلى العلي القدير والتقرب إليه بالعبادة والدعاء من أجل (كورونا)، فإننا نستحث في البشرية جمعاء، اللحمة المشتركة بين أبنائها، من أجل استعادة اكتشاف قيم العدل والسلام والتعايش، والمساواة بين البشر جميعاً».
من جهته، قال جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري، عبر صفحة اللجنة على «فيسبوك» في كلمة له أمس، «دعا البابا فرنسيس إلى يوم للصلاة من أجل إنهاء الوباء، يوم للأعمال الصالحة، في هذا الوقت يطلب الناس من جميع الأديان العون من الله... دعونا نُصلّ من أجل رحمة الله باسم الأب والابن والروح المقدس». فيما أكدت روزي دياز، الناطقة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمس، أن «جائحة (كورونا) لم تُفرق بين الأجناس أو الأعراض أو حتى الديانات، مثلما أثرت فينا هذه الأزمة جميعاً دون استثناء، وعلينا أن نتوحد في مكافحتها على جميع الأصعدة بما في ذلك الجانب الروحي».


مقالات ذات صلة

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

يوميات الشرق جانب من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في نسخته الأولى (واس)

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

يجري العمل على قدم وساق لتقديم النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في 25 من يناير القادم، ما الذي يتم إعداده للزائر؟

عبير مشخص (لندن)
ثقافة وفنون المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الدكتور سالم بن محمد المالك (صورة من الموقع الرسمي للإيسيسكو)

«الإيسيسكو» تؤكد أن المخطوطات شاهدٌ حيٌّ على أصالة العالم الإسلامي

أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، الدكتور سالم بن محمد المالك، أن المخطوطات شاهدٌ حيٌّ على أصالة العالم الإسلامي.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
أوروبا رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس يتحدث خلال اجتماع ترشيح الحزب في أوسنابروك ودائرة ميتيلمس في ألاندو بالهاوس (د.ب.أ)

زعيم المعارضة الألمانية يؤيد تدريب أئمة المساجد في ألمانيا

أعرب زعيم المعارضة الألمانية فريدريش ميرتس عن اعتقاده بأن تدريب الأئمة في «الكليةالإسلامية بألمانيا» أمر معقول.

«الشرق الأوسط» (أوسنابروك (ألمانيا))
المشرق العربي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى‬ في خطبة الجمعة بأكبر جوامع مدينة دار السلام التنزانية

أمين رابطة العالم الإسلامي يزور تنزانيا

ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى‬، خطبةَ الجمعة ضمن زيارة لتنزانيا.

«الشرق الأوسط» (دار السلام)
شمال افريقيا شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها «جامعة العلوم الإسلامية الماليزية» (مشيخة الأزهر)

شيخ الأزهر: مأساة فلسطين «جريمة إبادة جماعية» تجاوزت بشاعتها كل الحدود

لفت شيخ الأزهر إلى أن «ظاهرة جرأة البعض على التكفير والتفسيق وما تسوغه من استباحة للنفوس والأعراض والأموال، هي ظاهرة كفيلة بهدم المجتمع الإسلامي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».