الفيروس يسحق ربع سوق العمل الأميركية

وزير الخزانة يعلن إعادة فتح الاقتصاد ببطء

موجات تسريح العمال ما زالت مستمرة في الولايات الأميركية كافة وفي مختلف القطاعات (أ.ب)
موجات تسريح العمال ما زالت مستمرة في الولايات الأميركية كافة وفي مختلف القطاعات (أ.ب)
TT

الفيروس يسحق ربع سوق العمل الأميركية

موجات تسريح العمال ما زالت مستمرة في الولايات الأميركية كافة وفي مختلف القطاعات (أ.ب)
موجات تسريح العمال ما زالت مستمرة في الولايات الأميركية كافة وفي مختلف القطاعات (أ.ب)

أعلنت وزارة العمل الأميركية، أن إجمالي ما فقدته سوق العمل الأميركية بسبب جائحة كورونا وصل إلى أكثر من 36 مليون وظيفة، خلال الأسابيع الست الماضية فقط، وهو ما يعادل 22.5 في المائة من القوة العاملة في الولايات المتحدة. وذكرت الوزارة، في تقرير أمس، أن ما يقرب من 3 ملايين عامل تقدموا على إعانات بطالة الأسبوع الماضي بعد تسريحهم من وظائفهم. وتعكس هذه الأرقام الزيادة الكبيرة لمعدل البطالة الذي أعلنه مكتب إحصاءات العمل الأسبوع الماضي، الذي وصل إلى 14.7 في المائة في أبريل (نيسان)، وهو الأسوأ منذ الكساد الكبير في الثلاثينات من القرن الماضي.
وأضاف التقرير، أن موجات تسريح العمال ما زالت مستمرة في الولايات كافة وفي مختلف القطاعات، لكن الأرقام تظهر تراجعاً ملحوظاً في الخسائر الجديدة. يأتي ذلك تزامناً مع بدء معظم الولايات في السماح للشركات والأعمال بإعادة فتح أبوابها في ظل استمرار انتشار الفيروس واستمرار تسجيل أعداد وفيات عند مستوى ألفي حالة يومية.
ويواجه العمال الذين يتم استدعاؤهم مرة أخرى للعودة إلى العمل الاختيار بين المخاطرة بصحتهم أو فقدان وظائفهم إلى الأبد. وفي بعض الأحيان قد يخاطر العامل الذي يرفض العودة إلى العمل، خوفاً من تلقي العدوى، بفقدان إعانة البطالة التي تقدمها له الحكومة الفيدرالية. وخلال اليومين الماضيين، طلبت وزارة العمل بشدة من وكالات البطالة في الولايات معرفة ما إذا كان أصحاب العمل يرفضون عودة الموظفين إلى أعمالهم أم لا، حيث تقضي المبادئ التوجيهية الفيدرالية بأن العمال الذين يرفضون العودة إلى أشغالهم يصبحون غير مؤهلين لتلقي إعانات البطالة.
ويجادل الاقتصاديون بأنه في حين كانت الأرقام الرئيسية للخسائر في سوق العمل كبيرة، فإن معظم الوظائف المفقودة بسبب الوباء من المحتمل أن تكون مؤقتة، ومع تقدم الولايات ببطء نحو إعادة فتح اقتصاداتها، فإن الأرقام خلال الأسابيع والشهور المقبلة ستكون الأكثر أهمية في تحديد حجم الضرر الحقيقي الذي تسبب فيه الفيروس التاجي للاقتصاد الأميركي.
من ناحية أخرى، أعلنت رئيسة مجلس النواب، الديمقراطية نانسي بيلوسي، أن المجلس سيجري تصويتاً اليوم على حزمة إغاثة جديدة بقيمة 3 تريليونات دولار لمساعدة الشركات والأفراد علي تخطي أزمة الفيروس التاجي. بينما يعارض الرئيس ترمب والجمهوريون في مجلس الشيوخ القانون، ويقولون إنهم يفضلون تقييم آثار الحزم الأربع السابقة التي تم ضخها في الاقتصاد والتي بلغت نحو 3 تريليونات دولار. وارتفع الإنفاق الحكومي على إعانات البطالة إلى أكثر من 100 مليار دولار منذ بداية العام، وهي قفزة هائلة مما كان عليه منذ أسابيع قليلة فقط، وفقاً لبيانات وزارة الخزانة. وبلغ إجمالي النفقات الفيدرالية لإعانات البطالة نحو 102 مليار دولار حتى الأسبوع الثاني من مايو (أيار)، ارتفاعاً من 12.7 مليار دولار في بداية مارس (آذار). ويشمل هذا المبلغ ما يقرب من 37 مليار دولار في شهر مايو، ونحو 27 مليار دولار في أبريل، طبقاً لبيانات وزارة الخزانة.
وبلغ إجمالي إنفاق الولايات علي إعانات البطالة نحو 21 مليار دولار في شهر أبريل فقط، ارتفاعاً من نحو 4 مليارات دولار في مارس. وبذلك يبلغ إجمالي ما أنفقته الحكومة الفيدرالية والولايات على إعانات البطالة خلال شهر أبريل نحو 48 مليار دولار، وهو ما يعادل أكثر من ثلاثة أضعاف ما أنفقته الحكومة والولايات خلال ذروة الكساد العظيم، بعد تعديل التضخم.
ومساء الأربعاء أبدى وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين «تعاطفه» مع الشركات الأميركية والعمال الأميركيين الذين يعيشون ظروفاً صعبة.
وصرّح لشبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية «أعتقد أننا نبذل كل ما باستطاعتنا لإعادة بناء اقتصادنا، وأعتقد أننا سنعيد بناء هذا الاقتصاد».
وأكد أن الحكومة ستعيد تفعيل عجلة الاقتصاد بشكل تدريجي، موضحاً «ليس الأمر مفاجئاً. عندما تغلق الاقتصاد بشكل تام فإنك تتسبب بخسارة وظائف على نطاق واسع. عندما تعيد فتح الاقتصاد، تعيد خلق هذه الوظائف».
وقال منوتشين الأربعاء إنه ستتم إعادة فتح الاقتصاد ببطء، وحذر من أن الانتظار أكثر من اللازم يهدد بحدوث أضرار اقتصادية بالغة. وأضاف: «هناك أيضا خطر الانتظار أكثر من اللازم، يوجد خطر تدمير الاقتصاد الأميركي والتأثير الصحي الذي يسببه ذلك».
وقال الوزير إنه يتوقع أن يكون الربع الثاني «سيئاً جداً»، لكن إذا أعيد فتح الاقتصاد بأمان فستكون الأرباع التالية أفضل، وفي العام المقبل «سيعود اقتصادنا عظيماً مجدداً».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
TT

وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس، وستلعب دوراً مضاعفاً، كما يقول وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف. ويضيف أن هيئة المساحة الجيولوجية سيكون لها دور محوري خلال الـ25 عاماً المقبلة في تمكين قطاع التعدين، مشدداً على أن هناك عزماً على استمرار مشروعات المسح الجيولوجي والاستكشاف وتوفير البيانات للمستثمرين، خصوصاً أن الهيئة أطلقت جملةً من المبادرات تهدف إلى تحويل قطاع التعدين ليصبح الركيزة الثالثة للاقتصاد الوطني.

كلام الخريف جاء خلال حفل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها، والذي انطلق تحت رعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وافتتحه الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة، بحضور عدد من المسؤولين والشخصيات الاعتبارية.

الأمير سعود بن مشعل نائب أمير مكة المكرمة خلال تكريم الشخصيات المشاركة ويبدو وزير الصناعة ورئيس هيئة المساحة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وفي ظل هذه النتائج والأرقام ونتائج المسح، سجَّلت السعودية تدفقاً كبيراً للاستثمار في قطاع التعدين، وهو ما أكده لـ«الشرق الأوسط» الوزير الخريف، قائلاً: «يوجد الآن كمٌّ كبيرٌ من طلبات الاستثمار في قطاع التعدين، وهناك عمل مع الجهات الحكومية الأخرى؛ لضمان التنسيق لتخصيص المواقع للمستثمرين»، موضحاً أنه في كل يوم يجري التوقيع لمواقع جديدة سواء لمستثمرين حاليين فيما يتعلق بالتوسع، أو مستثمرين جدد.

وأشار الوزير إلى أن «النتائج التي نحصل عليها من المسح الجيولوجي والبيانات والمنصة، جعلت السعودية من أهم الدول التي يُنظر لها من شركات الاستثمار في قطاع التعدين للتوسع؛ لضمان مستقبلها في إمدادات التعدين»، مؤكداً: «إننا نعمل على التدقيق في المعلومات التي تصلنا، ونأخذ عينات إضافية، ونركز على مناطق محددة توجد فيها ثروات أكثر، وهذا يرفع مستوى مصداقية السعودية من حيث البيانات».

ونُفذت مشروعات عملاقة للمسح الجيولوجي غطت أكثر من 85 في المائة من أراضي المملكة ما بين أعمال مسح جيوفيزيائي وجيوكيميائي باستخدام تقنيات حديثة. كما أن هناك البرنامج العام للمسح الجيولوجي، ومبادرة بناء قاعدة المعلومات الوطنية لعلوم الأرض، وفقاً للخريف، الذي قال إن المبادرات أسهمت في ارتفاع قيمة الموارد المعدنية غير المستغلة من 4.9 تريليون ريال في عام 2016، إلى 9.4 تريليون ريال مع بداية العام الحالي، 2024.

وزير الصناعة خلال إلقاء كلمته في حفل الهيئة الاثنين (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وخلال الحفل، دشّن نائب أمير منطقة مكة، شعار هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الجديد، الذي يعكس الهوية الجيولوجية للهيئة، ويفصح عن جهودها المستمرة في مسح مناطق المملكة وتعزيز الوعي الثقافي والبيئي، كما كرّم أعضاء اللجنة المؤسسة للهيئة، ورعاة الحفل.

وقال الخريف، إن هيئة المساحة الجيولوجية أنجزت أكثر من 500 مشروع متخصص في مجالات علوم الأرض، تتضمّن الخرائط الجيولوجية بمقاييس الرسم المختلفة، والاستكشاف المعدني، والمسح الجيوفيزيائي والجيوكيميائي والبحري، وأعمال مراقبة ورصد المخاطر الجيولوجية، والحد من آثارها، والدراسات والأبحاث التعدينية، كما اهتمت الهيئة منذ نشأتها بتنمية مواردها البشري؛ إيماناً منها بأنهم أساس نجاحها، فبفضل جهودهم وتفانيهم، إلى جانب خبراتهم العلمية والعملية، حققت الهيئة إنجازات نوعية حظيت بإشادة الجميع.

شهد حفل هيئة المساحة تكريماً من نائب أمير مكة المكرمة للرواد في الهيئة وعدد من الشخصيات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وأكد الوزير، في كلمته التي ألقاها بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس الهيئة، أن المملكة شهدت جهوداً وطنية حثيثة في مجال البحث والتنقيب عن الثروات المعدنية، وقد تكللت باكتشافات مهمة خلال الرُبع قرن الماضي، كان لها أثر كبير على مختلف الأصعدة، موضحاً أنه على صعيد قطاع التعدين، أسهمت هذه الاكتشافات في دعم الاستثمار وتطوير قطاع الثروة المعدنية، لا سيما مع اكتشاف عدد من المعادن الأساسية مثل الفوسفات والبوتاسيوم والذهب والفضة، بالإضافة إلى ركائز معدنية للمعادن الاستراتيجية، التي تكمن أهميتها في نمو القطاع وظهور شركات وطنية كبيرة مثل شركة «معادن».

وأضاف: «لم تقتصر إنجازات الهيئة على الاكتشافات المعدنية فحسب، بل امتدت لتشمل مجال المخاطر الجيولوجية، حيث أسهمت في توسيع شبكة الرصد الزلزالي لتعزيز قدرة المملكة في مراقبة النشاط الزلزالي، وإنشاء قاعدة بيانات (رواسي)، التي تضم آلاف التقارير والدراسات المتخصصة في المخاطر الجيولوجية، كما تشرفت الهيئة بالإشراف على استمرارية وديمومة مياه زمزم المباركة، وتعقيمها، والمحافظة على استدامتها، وأولت اهتماماً كبيراً بدرء مخاطر السيول، وإجراء كثير من الدراسات لتحديد المناطق المُعرَّضة للخطر، ودعم صنع القرار الحكومي بشأن إقامة المشروعات التنموية العملاقة».