حزب يستنكر ضمّ {أحزاب بوتفليقة} لمناقشة تعديل الدستور الجزائري

TT

حزب يستنكر ضمّ {أحزاب بوتفليقة} لمناقشة تعديل الدستور الجزائري

احتجت «جبهة العدالة والتنمية» الإسلامية، على ضم أحزاب مساندة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، إلى مسعى تعديل الدستور الجزائري، المطروح للنقاش منذ الخميس الماضي. وفي غضون ذلك لمّح مسؤول حقوقي تابع للحكومة الجزائرية إلى إدخال تغييرات على مسودة مراجعة الدستور، بعد الانتقادات الكثيرة التي طالتها.
وانتقدت «جبهة العدالة»، التي يقودها الشيخ عبد الله جاب الله، أحد رموز التيار الإسلامي في الجزائر، في بيان «عدم الإشارة (في مسودة الدستور) للعزل السياسي للفاسدين، والمساهمين في الفساد والتزوير الانتخابي، وما إشراك الأحزاب التي ناشدت الرئيس المخلوع الترشح للعهدة الخامسة، وكانت أدوات لنشر الفساد السياسي والمالي خلال العشرين سنة الأخيرة، إلا إشارة جد سلبية اتجاه الهبة الشعبية التي طالبت بمحاسبتها». في إشارة إلى أحزاب «جبهة التحرير الوطني» الذي كان يرأسه بوتفليقة، و«التجمع الوطني الديمقراطي»، و«الجبهة الشعبية الجزائرية»، و«تجمع أمل الجزائر»، التي يوجد كل قادتها في السجن بتهم فساد.
وأكد البيان أن وثيقة الدستور، التي ستعرض على الاستفتاء، «تنم عن تثبيت الحكم الفردي، وتثبيت الانفراد والأحادية، وتحصينه من كل مسؤولية سياسية أو جنائية، وتحمل في ثناياها كذلك إرادة لتمييع الحياة السياسية، والإبقاء على مسببات شيوع الفساد وتكسير الحياة الحزبية. كما تناولت عدداً من القضايا الرئيسية بغموض، قد يتسبب في تهديد وحدة الشعب، واستقرار بنيانه الاجتماعي والسياسي، ووحدته الترابية».
وأفاد الحزب الإسلامي بأن لديه تحفظات على «لجنة خبراء القانون» الـ15. الذين أعدوا التعديلات بطلب من تبون، وقال إن «أغلبهم ينتمي إلى تيار آيديولوجي واحد، مما يقف عائقاً أمام بناء دستور توافقي حقيقي، ويحتم ضرورة النظر الجاد لتصحيح هذا التوجه». في إشارة إلى أن الخبراء علمانيون وفرنكفونيون.
في سياق ذلك، قال بوزيد لزهاري، رئيس «المجلس الوطني للحقوق الإنسان»، في تصريحات صحافية أمس، إن مسودة الدستور «ما هي إلا أرضية مطروحة للنقاش، موجهة للفاعلين السياسيين والمجتمع المدني وغيرهم، وهي وثيقة أعدها أساتذة ومختصون في المجال الدستوري». وفهم من كلام لزهاري أن رئاسة الجمهورية، التي يتبعها، مستعدة لتحوير المسودة بعد الملاحظات السلبية الكثيرة، التي لقيتها من طرف أحزاب وشخصيات سياسية.
وأكد لزهاري أن «الغاية من الدستور الجديد الذهاب إلى دولة ديمقراطية، تقوم على مبادئ حقوق الإنسان. فالدستور الحقيقي هو الذي يستجيب لظروف المرحلة التي وضع فيها لأن الشعب بات اليوم مُصراً على التغيير الحقيقي، كما أن الحراك الشعبي كرس المطالبة بالتغيير». ودعا البرلمان، الذي سينبثق عن انتخابات مبكرة، تعهد الرئيس عبد المجيد تبون بإجرائها قبل نهاية العام، إلى أن يكون «العين الساهرة على جميع القرارات، وأن يلعب دوراً قوياً في الأزمات وحماية حقوق الإنسان والحريات».
وتعد تصريحات لزهاري أول رد فعل لمسؤول قريب من الحكومة على الانتقادات الواسعة لمسودة الدستور، التي تركزت خصوصاً على احتفاظ رئيس الجمهورية بالصلاحيات والسلطات، التي يمنحها له الدستور الحالي، الموروث عن فترة حكم فردي للرئيس السابق بوتفليقة.
وكان منتظراً أن تتضمن الوثيقة تنازل الرئيس عن صلاحياته للبرلمان في مجال التشريع، ولرئيس الحكومة في قضايا التعيين والإقالة في المناصب وتسيير الاقتصاد. كما كان منتظراً من مسودة الدستور أن تكرس أحد أهم مطالب الحراك الشعبي، وهو استقلال القضاء عن السلطة التنفيذية، وذلك بأن يتخلى عن رئاسة «المجلس الأعلى للقضاء»، غير أن ذلك لم يتم.
وبررت مسودة الدستور عدم تقليص صلاحيات الرئيس بأن ذلك من شأنه أن يحدث تغييراً في طبيعة النظام السياسي، في حين أن ذلك، حسبها، «غير ممكن في الوقت الحالي».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.