طريقة عملية ورخيصة لإنتاج وقود حيوي من أعشاب بحرية

غسل أكثر من 4 ملايين طن من الأعشاب البحرية (غيتي)
غسل أكثر من 4 ملايين طن من الأعشاب البحرية (غيتي)
TT

طريقة عملية ورخيصة لإنتاج وقود حيوي من أعشاب بحرية

غسل أكثر من 4 ملايين طن من الأعشاب البحرية (غيتي)
غسل أكثر من 4 ملايين طن من الأعشاب البحرية (غيتي)

توصل فريق بحثي بريطاني إلى وسيلة عملية ورخيصة لتسهيل خطوات إنتاج الوقود الحيوي من الأعشاب البحرية. وأصبح العالم يتجه بقوة نحو التحول إلى اقتصاديات منخفضة الكربون، وبسبب خطورة الاعتماد على مصادر مثل الذرة وغيرها من المحاصيل الغذائية، تم التفكير في الاتجاه نحو استخدام الأعشاب البحرية، ولكن كانت مشكلتها أنها غير عملية ومكلفة، بسبب الحاجة إلى إزالتها من المياه المالحة، ثم غسلها في الماء العذب وتجفيفها.
واختصر باحثون من جامعتي إكستر وباث ببريطانيا هذه الخطوات، وتوصلوا إلى طريقة لإنتاج الوقود الحيوي، حولت الملح من عائق إلى ميزة، وبالتالي لم تكن هناك حاجة إلى غسيل الطحالب بالمياه العذبة، وتم الإعلان عن هذه الطريقة في العدد الأخير من دورية «التكنولوجيا الكيميائية والتكنولوجيا الحيوية» هذا الأسبوع.
ويكشف تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني لجامعة باث البريطانية، تفاصيل هذه الطريقة، والتي تعتمد على استخدام الملح كمحفز لعملية التحلل المائي اللازمة لإنتاج الوقود، وذهب الباحثون إلى أن طريقتهم الجديدة ساعدت على إزالة النيتروجين بشكل انتقائي من الطحالب، مما يترك مادة عالية الجودة لعملية التحلل المائي اللازمة للإنتاج.
ويقول د.مايك ألين، من جامعة إكستر، والباحث الرئيسي بالدراسة، إن هذه الطريقة لن تشجع فقط على إنتاج الوقود الحيوي من الأعشاب البحرية، بل إنها ستعالج واحدة من أهم المشاكل التي تؤثر على السياحة.
وتعتمد بلدان كثيرة في منطقة البحر الكاريبي وأميركا الوسطى بشكل كبير على السياحة الشاطئية، ولكن من أبرز المشاكل وجود أعشاب سارجاسوم ذات الرائحة الكريهة، والتي يتعين نزعها ثم غسلها لتوجيهها لأكثر من استخدام.
ويضيف: «في الشهر الماضي تم غسل أكثر من 4 ملايين طن من الأعشاب البحرية الصعبة على الشواطئ، وتفيد طريقتنا في تجنب إجراء الغسل المكلف، والذي يهدر كمية كبيرة من المياه العذبة يحتاجها العالم».
وعلى النقيض من استراتيجيات ما قبل المعالجة الحالية التي توصل لها الفريق البحثي، يقول ألين: «نثبت أن التحويل البيوكيميائي القائم على الملح بالكامل هو خيار قابل للتطبيق، ولأول مرة نوضح من خلال هذا العمل أن وجود المياه المالحة يمكن أن يكون مفيداً، بدلاً من أن يكون عائقاً».


مقالات ذات صلة

من الخطابات الرئاسية إلى قراءة الوثائقيات... «محيطاتنا» بصوت باراك أوباما

يوميات الشرق وثائقي جديد عن المحيطات من إنتاج باراك أوباما وبصوته (نتفليكس)

من الخطابات الرئاسية إلى قراءة الوثائقيات... «محيطاتنا» بصوت باراك أوباما

يعرفه الجميع بوصفه الرئيس الأميركي الأسبق، لكنّ قلةً تعلم أن باراك أوباما دخل مجال الإنتاج التلفزيوني وبات يسجّل الوثائقيات بصوته، أحدث أعماله على «نتفليكس».

كريستين حبيب (بيروت)
الخليج الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي (الشرق الأوسط)

ولي العهد السعودي يطلق الاستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر

أطلق الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الاستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق روديغر كوخ في كبسولته تحت الماء (أ.ف.ب)

ألماني يعيش في كبسولة على عمق 11 متراً تحت الماء قبالة بنما

يعيش الألماني روديغر كوخ منذ شهرين داخل كبسولة على عمق 11 مترا في البحر الكاريبي قبالة سواحل بنما...

«الشرق الأوسط» (بنما)
يوميات الشرق السمكة المجدافية كما أعلن عنها معهد سكريبس لعلوم المحيطات بجامعة كاليفورنيا

ظهور «سمكة يوم القيامة» الغامضة على شاطئ كاليفورنيا

جرف البحر سمكة نادرة تعيش في أعماق البحار، إلى أحد شواطئ جنوب كاليفورنيا، بالولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
الاقتصاد د. خالد أصفهاني الرئيس التنفيذي لـ«المؤسسة العامة للمحافظة على الشعب المرجانية» وعدد من الشخصيات عند انطلاق المؤتمر

دراسة مع «البنك الدولي» لتحديد القيمة الفعلية للشعاب المرجانية في السعودية

تقترب السعودية من معرفة القيمة الفعلية لمواردها الطبيعية من «الشعاب المرجانية» في البحر الأحمر.

سعيد الأبيض (جدة)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».