اتهمت الحكومة اليمنية الميليشيات الحوثية بأنها «مستهترة» بأرواح اليمنيين في مناطق سيطرتها، لجهة تسترها على العدد الحقيقي للإصابات بفيروس «كورونا» المستجد، وذلك بالتزامن مع إعلان الحكومة عدن «مدينة موبوءة» بسبب ارتفاع حالات الإصابة وتصاعد عدد الوفيات جراء أمراض وبائية أخرى.
وجاء اتهام الحكومة اليمنية للجماعة المدعومة من إيران، في وقت أوقفت فيه منظمة الصحة العالمية ابتداء من السبت الماضي تحركات جميع العاملين في مكاتبها بالعاصمة صنعاء وثلاث محافظات أخرى حتى إشعار آخر، ضمن ما يعتقد بأنها ضغوط تمارسها المنظمة الدولية على الميليشيات للاعتراف بحجم الكارثة التي تجتاح مناطق سيطرتها.
ونقلت المصادر الرسمية أن اللجنة العليا للطوارئ لمواجهة «كورونا» ناقشت الأحد خلال اجتماع برئاسة رئيس الحكومة معين عبد الملك الوضع الصحي في مناطق سيطرة الانقلابيين، وأدانت استمرار الميليشيات في التعتيم على الأنباء، وتعريض المواطنين للخطر.
وأكد الاجتماع الحكومي أن «الجماعة الحوثية تستهتر بأرواح الناس، وتستخدم الوباء كورقة سياسية لابتزاز المجتمع الدولي»، وهو ما جعل منظمة الصحة العامة توقف عملها في صنعاء ومحافظات إب والحديدة وصعدة.
ومع محاولات الجماعة الحوثية التغطية على الانتشار الحقيقي للوباء في مناطقها، كانت السلطات الصحية اليمنية في المناطق المحررة قد أعلنت ارتفاع عدد الحالات إلى 51 إصابة أغلبها في مدينة عدن.
ويقول ناشطون يمنيون في صنعاء ومصادر طبية، إن مستشفيين خصصتهما الجماعة لعزل المرضى في صنعاء باتا يعجان بعشرات الحالات المصابة بـ«كورونا» المستجد، غير أن الجماعة اعترفت بحالتي إصابة فقط بالمرض الذي يعده قادتها «مؤامرة أميركية» اتساقاً مع تصريحات إيرانية مماثلة بهذا الخصوص.
وذكر أطباء في العاصمة اليمنية المختطفة لـ«الشرق الأوسط» أنهم يعانون من تنمر القيادات الحوثية المسيطرة على القطاع الطبي، وتهديدهم بعدم الإفصاح عن أي معلومات للإعلام بخصوص الأوضاع الحقيقية الخاصة بانتشار الوباء.
وفي السياق ذاته، شن ناشطون حوثيون على مواقع التواصل الاجتماعي حملات هاجموا فيها الكوادر الطبية في مناطق سيطرتهم، كما وصف أحد ناشطي الجماعة في تسجيل مصور الأطباء والفرق الصحية المساندة بألفاظ نابية وخادشة للحياء، وذلك في أعقاب تسرب المعلومات عن الأعداد المرتفعة المرجح إصابتها بالمرض.
إلى ذلك، ذكرت المصادر الرسمية اليمنية أن اللجنة الوطنية العليا للطوارئ لمواجهة وباء «كورونا» في اجتماعها برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، أعلنت العاصمة المؤقتة عدن مدينة موبوءة، وذلك في ضوء التقرير المرفوع من نائب رئيس الوزراء رئيس اللجنة الدكتور سالم الخنبشي، حول ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس «كورونا» في مدينة عدن إلى 35 حالة إصابة بينها 4 وفيات، تزامناً مع تفشي عدد من الأمراض والحميات بسبب الأمطار والسيول التي ضربت المحافظة مؤخراً.
وناشدت اللجنة الحكومية المجتمع الدولي والمانحين والمنظمات الدولية المعنية تقديم الدعم للقطاع الصحي في المدينة، بما يسهم في احتواء انتشار الوباء وغيره من الحميات والأمراض.
وأقرت اللجنة تكليف وكيل محافظة عدن محمد نصر الشاذلي بتشكيل لجنة طوارئ برئاسته للتعامل مع الوباء، كما اتخذت قراراً بإيقاف حركة النقل الجماعي من محافظة عدن إلى بقية المحافظات الأخرى، مع السماح باستمرار حركة النقل التجاري.
وشددت الشرعية على أن الوضع الإداري والسياسي في المدينة يعرقل أي جهود تبذل لمواجهة الوباء، ودعت إلى ضرورة تصحيح الوضع حتى تستطيع المؤسسات المعنية القيام بمهامها، خصوصاً أن التدخلات في عمل المؤسسات الرسمية واختلال وضع السلطة والأجهزة الأمنية والعسكرية جراء ما وصفته بـ«ممارسات المجلس الانتقالي» تقود المدينة إلى كارثة صحية.
وأكدت اللجنة اليمنية العليا للطوارئ على استمرار توفير أدوات الحماية والوقاية لكافة العاملين في الصفوف الأمامية، من فرق ترصد وبائي وأطباء وممرضين وعاملين في المستشفيات، كما اعتمدت المقترح المرفوع من وزير الصحة العامة والسكان ناصر باعوم بجدول الحوافز وبدل المخاطر للمتطوعين والأطباء والممرضين العاملين في المستشفيات، وكلفت وزارة الصحة بوضع آليات صارمة فيما يتعلق بوجود العاملين في القطاع الصحي في أماكن عملهم.
كما اطلعت اللجنة من وكيل وزارة الصحة الدكتور علي الوليدي على توزيع المواد والأجهزة الطبية والأدوية، والاحتياج العام في كافة المحافظات، وشددت على ضرورة توفير حد كافٍ من المستلزمات الطبية، وتعزيز دور فرق الترصد الوبائي، بما يمكنها من التعامل مع الوباء واحتواء انتشاره.
وأفادت وكالة «سبأ» بأن اللجنة الحكومية دعت إلى أخذ الحيطة والحذر والتزام إجراءات السلامة وإرشادات التوعية الصحية، وعدم التهاون في ذلك، في ظل ازدياد حالات الإصابة بالوباء، لحماية أنفسهم والمجتمع في كل مناطق الجمهورية، وقالت: «إن التهاون في ذلك سيعود بنتائج وخيمة، وسيُسهم في ارتفاع حالات الإصابة».
وكشف الاجتماع الحكومي عن سير عملية دخول العالقين في منفذ الوديعة الحدودي، والترتيبات الوقائية والاحترازية التي تم تجهيزيها؛ حيث عبر 450 مواطناً من العالقين يوم السبت، وتم توفير فرق أمنية وصحية، وتسكينهم في فندق خاص، وتوفير التغذية اللازمة لهم خلال فترة العزل الصحي، في حين يجري الترتيب لاستقبال ما تبقى من العالقين وفقاً للكشوف المرفوعة من القنصلية العامة في جدة خلال الأيام القادمة، بحسب ما نقلته المصادر الرسمية عن الاجتماع.
وفي شأن العملية التعليمية والامتحانات، أقرت اللجنة اليمنية للطوارئ مقترح وزير التربية والتعليم فيما يخص تقييم نتائج الطلبة في فصول النقل، ووجَّهته بإعداد خطة للتعامل مع طلبة الشهادة الثانوية، وأيضاً طلبة المرحلة الجامعية.
الشرعية تعلن عدن مدينة «موبوءة» وتتهم الحوثيين بـ«الاستهتار»
الشرعية تعلن عدن مدينة «موبوءة» وتتهم الحوثيين بـ«الاستهتار»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة