قهوجي في ذكرى الاستقلال: أحبطنا حلم إقامة إمارة ظلامية.. والحرب على الإرهاب مستمرة

الحريري قال إنه «شائن ومريب» أن تحل المناسبة وليس هناك رئيس للجمهورية

رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام يضع إكليلا من الزهور عند قبر والده  رئيس الوزراء الراحل صائب سلام أمس تزامنا مع Aعيد الاستقلال (دالاتي ونهرا)
رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام يضع إكليلا من الزهور عند قبر والده رئيس الوزراء الراحل صائب سلام أمس تزامنا مع Aعيد الاستقلال (دالاتي ونهرا)
TT

قهوجي في ذكرى الاستقلال: أحبطنا حلم إقامة إمارة ظلامية.. والحرب على الإرهاب مستمرة

رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام يضع إكليلا من الزهور عند قبر والده  رئيس الوزراء الراحل صائب سلام أمس تزامنا مع Aعيد الاستقلال (دالاتي ونهرا)
رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام يضع إكليلا من الزهور عند قبر والده رئيس الوزراء الراحل صائب سلام أمس تزامنا مع Aعيد الاستقلال (دالاتي ونهرا)

أصدر رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام تعميما قضى بإلغاء الاحتفالات الرسمية بمناسبة ذكرى الاستقلال، التي تصادف اليوم السبت، بسبب شغور سدة الرئاسة منذ مايو (أيار) الماضي واستمرار تنظيمي «جبهة النصرة» و«داعش» باختطاف 26 جنديا لبنانيا في جرود بلدة عرسال شرق البلاد.
ووجه قائد الجيش العماد جان قهوجي «أمر اليوم» إلى العسكريين متحدثا عن إحباط «حلم إقامة إمارة ظلامية من الحدود الشرقية للوطن إلى البحر»، متوجها لجنوده بالقول: «تطل ذكرى الاستقلال ولبنان مهدد بكيانه في أخطر مخطط إرهابي تشهده المنطقة جمعاء.. فبالأمس القريب أنتم من أفشل هذا المخطط بدماء رفاقكم الشهداء والجرحى الأبطال، وأنتم من أحبط حلم إقامة إمارة ظلامية من الحدود الشرقية للوطن إلى البحر، والتي لو حصلت، لأدت إلى أحداث مذهبية مدمرة تشمل لبنان بأسره، ولدخلنا في دوامة حرب أهلية أخطر مما يتصوره البعض»، معتبرا أن «التصدي للتنظيمات الإرهابية وعزلها في منطقة عرسال، ثم إنهاء وجودها الشاذ في مدينة طرابلس ومحيطها بسرعة قياسية، محط تقدير اللبنانيين وإعجاب دول العالم».
وشدّد قهوجي على أن قرار الحرب ضد التنظيمات الإرهابية مستمر: «فلا هوادة ولا استكانة في قتال الإرهابيين، حتى اقتلاع جذورهم من لبنان»، مؤكدا أن القيادة العسكرية ستواصل بذل أقصى الجهود ولن تدخر وسيلة، في سبيل تحرير الجنود المختطفين.
ودعا قهوجي العسكريين، في موازاة مواجهتهم للإرهاب، ليكونوا «على أتم الاستعداد لمواجهة العدو الإسرائيلي، الذي يعمل على استغلال الظروف الإقليمية للإمعان في خروقاته واعتداءاته»، مشددا على وجوب الحرص على التزام القرار 1701 ومندرجاته بالتنسيق والتعاون مع القوات الدولية، وحماية المياه الإقليمية من محاولة هذا العدو استحداث منطقة بحرية عازلة، والمواظبة على حماية مسيرة السلم الأهلي في البلاد.
وأعرب قائد الجيش عن أمله في أن تشهد البلاد انتخابا لرئيس الجمهورية في أسرع وقت ممكن: «ما يسهم بكل تأكيد في انتظام عمل المؤسسات الدستورية وعودة الحياة الوطنية إلى مسارها الطبيعي».
بدوره، وصف رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري بـ«الأمر الشائن والمريب، أن يحل عيد الاستقلال وليس بيننا رئيس للجمهورية، يعطيه الدستور حصرا شرف القسم للمحافظة على استقلال الوطن وسلامة أراضيه». وتساءل: «ما الاستقلال، إذا لم يكن ترجمة لمفاهيم السيادة والحرية والعدالة وتداول السلطة؟ بل أي معنى يبقى من الاستقلال إذا كانت الغاية من الحياة السياسية استبدال سلطة الانتداب بسلطة الفراغ في المؤسسات الدستورية؟».
واعتبر الحريري أن «الإصرار على الدوران في حلقة الشغور وإبقاء رئاسة الجمهورية رهينة متغيرات خارجية، هو إصرار على بقاء لبنان في دوامة الانقسام والضياع، وأكبر إساءة توجه لتلك النخبة من رجال لبنان، التي صنعت الاستقلال وجعلته قاعدة لولادة الميثاق الوطني وتأكيد صيغة العيش المشترك».
وقال: «عيد الاستقلال مناسبة لتجديد الدعوة إلى خارطة الطريق التي تحمي لبنان من العواصف المحيطة، والمبادرة دون أدنى تأخير لإجراء مشاورات للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، يضع في أولوياته إحياء الحوار الوطني وتعطيل ألغام الفتنة، وفك الاشتباك الأمني والعسكري مع الحرب السورية. هذه الخارطة تشكّل القاعدة المتينة للاستقرار المطلوب، والبيئة الحاضنة للجيش ودوره في ضبط الحدود ومكافحة الإرهاب واسترداد العسكريين المخطوفين، وجسر العبور إلى دولة الاستقلال التي كانت وستبقى محط أنظار جميع اللبنانيين».
وحذر الحريري من مواصلة اعتماد سياسة «الهروب إلى الأمام» و«التحصّن وراء العناد السياسي وطرح الحلول المستحيلة، لنبرر لأنفسنا كسر قواعد الإجماع الوطني واستسهال التفرد بالقرارات المصيرية وحشر البلاد في المربعات الصغرى للحرائق الإقليمية».
واعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل أن «الجيش بمحاربته الإرهاب لا يدافع عن لبنان وحسب، إنما يدافع أيضا عن الدول التي وعت مدى خطورة هذا الإرهاب»، متوجها بالشكر لـ«جميع الدول التي ساهمت وتساهم بمساعدات عسكرية للجيش اللبناني وباقي الأجهزة الأمنية من عدة وعتاد وتدريب».

رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام يضع إكليلا من الزهور عند قبر والده رئيس الوزراء الراحل صائب سلام أمس تزامنا مع عيد الاستقلال (دالاتي ونهرا)



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.