الوافدون... تحدٍّ جديد للبنان يعيده إلى نقطة الصفر

الوافدون... تحدٍّ جديد للبنان يعيده إلى نقطة الصفر
TT

الوافدون... تحدٍّ جديد للبنان يعيده إلى نقطة الصفر

الوافدون... تحدٍّ جديد للبنان يعيده إلى نقطة الصفر

بدأ لبنان مرحلة جديدة مع اللبنانيين الوافدين القادمين إلى البلاد، ليمثلوا تحدياً جديداً يهدد بإعادة التدابير من الصفر، بعدما سجلت وزارة الصحة العامة أمس 33 إصابة بفيروس «كورونا» في صفوف الوافدين من الخارج إلى لبنان، تُضاف إلى إصابة واحدة في صفوف المقيمين، ليرتفع بذلك إجمالي الإصابات بالفيروس إلى 784.
وقال وزير الصحة حمد حسن، أمس: «إننا بدأنا مرحلة جديدة في عودة المغتربين»، ولفت إلى أن هذه الخطوة «تشكل تحدياً وتستوجب منا إعادة اتخاذ التدابير من الصفر»، مشدّداً على أنه لن يتم توقيف هذه الرحلات.
وأوضح أن الوزارة تعول على ضمير الوافدين لحماية المجتمع المحيط بهم، والالتزام بالإجراءات المتخذة من قبل الوزارة والسلطات المعنية. كما أشار وزير الصحة إلى أنه يمكن وصف حالات الإصابة بفيروس كورونا التي تسجّل في صفوف المقيمين بـ«اللا شيء».
ورفع الوافدون أرقام الإصابات بشكل كبير، إذ أفيد عن نقل 25 شخصاً من الذين أتت فحوصهم إيجابية بعد وصولهم من الرحلة القادمة من نيجيريا إلى مستشفى رفيق الحريري. ومن ضمن هذا الرقم، سجلت وحدة إدارة الكوارث في مدينة صور في جنوب لبنان 12 إصابة مثبتة لوافدين، ما رفع عدد الإصابات في المدينة إلى 15 إصابة، شفي 4 منها.
بالتزامن، وصل عدد من اللبنانيين القادمين من سوريا، بعد أن اضطروا للبقاء هناك بسبب إجراءات التعبئة العامة وإقفال الحدود البرية. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، بانطلاق عملية إجراء فحوصات PCR الخاصة بفيروس «كورونا» المستجد عند معبر العبودية الحدودي الشرعي، شمالاً مع سوريا، للبنانيين الراغبين بالعودة إلى لبنان، في المرحلة الثانية المقررة في إطار الخطة التي أقرّها المجلس الأعلى للدفاع، بإشراف الأمن العام، وحضور فريق طبي وتمريضي من وزارة الصحة المكلف بأخذ العينات، ونقلها إلى مختبرات المستشفى الحكومي في طرابلس، بحضور رئيس مركز طبابة، بمحافظة عكار، الدكتور حسن شديد، وفريق من وحدة الترصد الوبائي في طبابة، قضاء عكار، وفريق من «الصليب الأحمر».
وقد تم اتخاذ تدابير مشددة عند نقطة العبودية؛ حيث تم استقدام عدة حافلات من النقل المشترك لتأمين نقل اللبنانيين العائدين إلى الأماكن التي تم تخصيصها لهم للحجر الوقائي بانتظار صدور النتائج المخبرية لعيناتهم.
وأعلنت وزارة الصحة العامة، في بيان، أن نتائج فحوصات PCR التي تم إجراؤها للوافدين عبر معبري المصنع، وعددها «91» فحصاً، والعبودية وعددها «102» أتت كلها سلبية. وسيتم تطبيق الحجر الصحي المنزلي المشدد لهذه الحالات السلبية، علماً أنه ستتم متابعتهم يومياً من قبل الوزارة، وسيحال من تظهر عليه أي عوارض إلى المستشفى لإعادة الفحص المخبري.


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.