المستوطنون يتهمون واشنطن بـ{الاحتيال} لإقامة دولة فلسطينية

عشية زيارة بومبيو لإسرائيل لبحث الأوضاع في سوريا وإيران وربما «صفقة القرن»

TT

المستوطنون يتهمون واشنطن بـ{الاحتيال} لإقامة دولة فلسطينية

عشية زيارة خاطفة، سيقوم بها لإسرائيل، وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الثلاثاء المقبل، أطلق قادة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، حملة أمس يهاجمون فيها الإدارة الأميركية ويتهمونها بأكبر عملية احتيال، وذلك بدعوى أنها توافق على ضم أراض من الضفة الغربية حتى تستر على هدف أكبر وأخطر هو إقامة دولة فلسطينية. وهددوا بملء الشوارع الإسرائيلية بالمظاهرات ضد هذه الخطوة.
وقال رئيس المجلس العام للمستوطنات، دافيد الحياني، إن «الإدارة الأميركية تسوق لنا خطة (أ) لكي تستر على خطتها (ب). فهم يريدوننا أن ندفع ثمنا باهظا جدا مقابل الضم. فهم يوافقون على ضم غور الأردن وشمال البحر الميت وأراضي المستوطنات، ويشترطون علينا بالمقابل أن نوافق على إقامة دولة فلسطينية على حوالي 70 في المائة من الأرض (الضفة الغربية)». وقال رئيس مجلس مستوطنات «السامرة»، يوسي دجان، الذي قام بعدة زيارات للبيت الأبيض في عهد الرئيس دونالد ترمب: «لن نوافق على إقامة دولة فلسطينية كجزء من خطة الضم. فالضم هو مسالة أمنية وتراثية تاريخية وهم يريدون أن نقيم في قلب بلادنا دولة إرهاب». المعروف أن مسؤولين إسرائيليين مطلعين أكدوا أن بومبيو سيصل إلى إسرائيل في زيارة خاطفة لمدة 24 ساعة. وقد اعتبروها في تل أبيب مهمة للغاية كونها الزيارة الأولى لبومبيو خارج البلاد منذ اندلاع أزمة «كورونا». ولم يتضح بعد سبب هذه الزيارة الاستثنائية، خصوصا بعد أن تفوهت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورغان أورتيغاس، عنها بشكل بارد وقالت: «لا يوجد لدينا ما نعلن عنه حول سفريات وزير الخارجية بومبيو». ومع أن أوساطا عسكرية أكدت أن بومبيو سيبحث الموضوع الإيراني والأوضاع في سوريا، إلا أن معلومات وصلت إلى المستوطنين تفيد بأنه جاء لبحث في الأساس في دفع صفقة القرن وفي قضية الضم.
وذكروا أن بومبيو كان قد هنأ نتنياهو وغانتس على تشكيل حكومة وحدة بينهما، وكتب على تويتر قبل أسبوعين، عن الضم: «فرض السيادة الإسرائيلية على منطقة غور الأردن، وشمال البحر الميت، وأراضي المستوطنات هو قرار يجب على إسرائيل اتخاذه».
من جهة ثانية، قال المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية، جو بايدن، أمس، إنه يعتقد بأن على الولايات المتحدة ممارسة الضغط على إسرائيل لمنع فرض السيادة في الضفة الغربية والأغوار «لأن ذلك يعرض حل الدولتين للخطر». ففي مقابلة مع وكالة JTA ، قال بايدن إنه إذا انتخب رئيسا، فسيستأنف مساعدة الولايات المتحدة للفلسطينيين، ويعيد فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية ويسعى لإعادة فتح مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. وأضاف بايدن: «الخطوات التالية للسلام الإسرائيلي الفلسطيني يجب أن تكون استئناف الحوار الأميركي مع الفلسطينيين بكل الطرق، وكذلك الضغط على إسرائيل حتى لا تتخذ إجراءات تجعل حل الدولتين مستحيلا».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».