عاد دور شركة «طيران ماهان» الإيرانية المرتبطة بـ«الحرس الثوري» وإسهام رحلاتها إلى المدن الصينية رغم تفشي جائحة «كورونا»، إلى الواجهة بعد تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية عبر الخدمتين الفارسية والعربية، لكن الجديد هو دور رحلات الشركة من طهران إلى عدة دول إقليمية، في تحوّل منطقة الشرق الأوسط إلى مركز للوباء. وأوضح تعقب «بي بي سي» لرحلات «طيران «ماهان»» خرقاً تكرر مئات المرات، لقرارات حظر فرضتها دول عدة مما أسهم في انتشار فيروس «كورونا المستجد».
وذكر التحقيق أن الرحلات «تم تسييرها بالاتجاهين بين إيران والعراق والإمارات وسوريا».
والنقاش حول دور شركة «ماهان» ليس جديداً في إيران منذ إعلان تفشي الوباء. فقد احتجّ النواب والسياسيون ووسائل إعلام عدة مرات، على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة، ضد استمرار رحلات الشركة إلى الصين رغم إعلان السلطات الإيرانية وقف الرحلات منذ 31 يناير (كانون الثاني).
واستند التحقيق إلى دليل يؤكد أن أفراد طاقم الطائرات أُسكتوا رغم القلق المتزايد بخصوص الدور الذي كانت تلعبه «ماهان» في نشر الفيروس. وهددت الشركة طاقمها بمحاكمة جنائية إذا جاهروا بمخاوف.
وفي نهاية فبراير (شباط)، بدأت تظهر أعراض الإصابة بالفيروس على أكثر من 50 فرداً من أفراد طاقمها حسب مصادر في شركة «ماهان».
وفي 27 فبراير، نشرت صحيفة «شرق» الإيرانية، تقريراً عن قلق طاقم طيران «ماهان» من عدم السماح لهم بالعزل الانفرادي بعد عودتهم من الصين وأنهم أُجبروا على مواصلة العمل في رحلات داخلية وإلى دول المنطقة، قبل أن يوقع 1300 من العاملين في طيران «ماهان»، في 18 أبريل (نيسان)، على رسالة مفتوحة يتهمون فيها إدارة الشركة بسوء إدارة الأزمة، حسبما نقلت «بي بي سي» عن الرسالة.
ويشير التحقيق إلى وصول أول حالتي إصابة إلى مدينة النجف العراقية وبيروت على متن رحلات «ماهان»، في الأسبوع الأول بعد تفشي الفيروس في إيران، ما دفع دولاً عدة إلى منع الرحلات القادمة من إيران.
وتملك «ماهان» المعروفة بصلاتها مع جهاز «الحرس الثوري» 55 طائرة، وتشير بياناتها إلى نقل خمسة ملايين مسافر سنوياً.
ومنذ 2011 تفرض الولايات المتحدة عقوبات على الشركة لدورها في نقل السلاح وعناصر «الحرس الثوري» إلى سوريا والعراق ولبنان. وعلى متن إحدى طائراتها عادت جثث قتلى إيران من هناك وكان أبرزهم القيادي في «الحرس الثوري» قاسم سليماني.
وتعهد نواب إيرانيون في مارس (آذار) الماضي، بملاحقة قضائية ضد شركات طيران إيرانية واصلت تسيير رحلات إلى الصين.
وفي 13 مارس قال النائب بهرام بارسايي، إن المتهم رقم واحد في تفشي فيروس «كورونا» هي شركات الطيران الإيرانية. وقال: «كانت بلادنا، مثل العديد من البلدان الأخرى، خالية من هذا التلوث، لكن إذا أردنا أن نصنّف المتهمين في تفشي (كورونا)، فالمتهم رقم واحد مَن كانوا سبباً في دخول الفيروس إلى البلد».
وتابع بارسايي قائلاً: «من المؤكد أن منظمة الطيران الإيراني التي لم تمنع الرحلات إلى الصين إلى جانب (ماهان إيران) المتهم رقم واحد».
وفي 24 مارس، وصف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، شركة «ماهان» بـ«أكبر طيران إرهابي إيراني» واتهمها بجلب «فيروس ووهان» عبر تسيير ما لا يقل عن 55 رحلة إلى الصين، مضيفاً أن النظام «يواصل الكذب على الشعب الإيراني والعالم بشأن عدد الإصابات والوفيات، الذي هو للأسف أكبر بكثير مما يعترف به النظام».
«ماهان الإيرانية» المتهم الأول في جعل الشرق الأوسط مركزاً للوباء
«ماهان الإيرانية» المتهم الأول في جعل الشرق الأوسط مركزاً للوباء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة