أحزاب مصرية تُمهد لاستحقاقات انتخابية مرتقبة

«الوفد» أعلن موعد تلقي طلبات الراغبين في الترشح للبرلمان

TT

أحزاب مصرية تُمهد لاستحقاقات انتخابية مرتقبة

رغم ضبابية المشهد بسبب أزمة فيروس «كورونا المستجد»، بدأت أحزاب مصرية تحركات تمهيدية استعداداً لاستحقاقات انتخابية مقبلة، مزمع إجراؤها نهاية العام الحالي، وفق تعديلات دستورية، جرت في أبريل (نيسان) العام الماضي.
وتشمل قائمة الاستحقاقات، انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، وانتخابات مجالس المحليات. وبينما يتوقع أن تجري انتخابات البرلمان، في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لم يُعرف بعد موعد المحليات. وقرر حزب الوفد فتح باب تقديم الطلبات للراغبين في الترشح لانتخابات مجلسي النواب والشيوخ لأعضاء الحزب على مستوى البلاد. ووفق القرار الذي أصدره المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس الحزب، فإن تقديم الطلبات يبدأ اعتباراً من 9 مايو (أيار) الحالي، ويستمر حتى 30 يونيو (حزيران) المقبل.
وقال أبو شقة إنه استناداً إلى الدستور وتعديلاته وقرب انتهاء الدورة البرلمانية الحالية تقرر فتح باب الترشح أمام جميع الراغبين، مع مراعاة جميع الاحتياطات والتعليمات الصادرة بشأن الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد. وتنتهي الدورة الحالية والأخيرة لمجلس النواب المصري في 9 يناير (كانون الثاني) 2021. لذا من المفترض أن تجرى الانتخابات خلال الفترة من 9 نوفمبر 2020 حتى 9 يناير 2021 (60 يوماً حددها الدستور). بينما ينتظر أن يُعد مجلس النواب في دورته الحالية مشروعات قوانين تلك الاستحقاقات الثلاثة.
ورغم إعلانه الاستعداد لخوض الانتخابات وتكليف رؤساء اللجان في المحافظات بالبدء في تلقى طلبات الراغبين للترشح وإعداد قائمة بأسماء المرشحين المحتملين، يعتقد رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، رؤوف السيد علي، أن تفشي فيروس كورونا أثّر سلباً على كل مناحي الحياة، بما فيها الحياة الحزبية والسياسية، لذا يتوقع تأجيل الاستحقاقات الانتخابية حال عدم الوصول لعلاج ناجع لفيروس كورونا.
واعتبر السيد علي في بيان له أن «التأجيل قرار منطقي وعقلاني في ظل الظرف القهري الراهن في حال عدم انتهاء الأزمة»، مؤكداً أن الدولة وأجهزتها تتحمل حالياً عبئاً رهيباً وثقيلاً في مواجهة تداعيات تلك الجائحة.
بدوره، قال الربان عمر صميدة، رئيس حزب المؤتمر، في تصريحات إعلامية، إن الحزب لديه لجنة تعكف في الوقت الراهن على اختيار مرشحين للدفع بهم في الانتخابات المقبلة، في انتظار إقرار البرلمان لقوانين الانتخابات وتحديد شكل العملية الانتخابية.
من جهته، كثّف حزب «مستقبل وطن»، صاحب الأكثرية داخل مجلس النواب، من أنشطته في جميع المدن والمحافظات، والتي شملت توزيع مواد غذائية ومساعدات للمحتاجين، والمشاركة في تعقيم المنشآت والشوارع. كما أعلن الحزب عن عزمه إطلاق قناة تحمل اسمه على موقع «يوتيوب» قريباً. ونشر الحزب، عبر صفحته على «فيسبوك»، فيديو دعائياً شارك فيه بعض النجوم للإعلان عن القناة. وكان سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب، قد توقع إجراء انتخابات مجلس النواب مع مجلس الشيوخ في التوقيت نفسه.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.