اليمين الإسرائيلي يضع عراقيل أمام صفقة مع «حماس»

اليهود الإرهابيون يطالبون بالعفو مع إطلاق الأسرى الفلسطينيين

رجال شرطة فلسطينيون تابعون لـ«حماس» عند نقطة تفتيش بقطاع غزة (رويترز)
رجال شرطة فلسطينيون تابعون لـ«حماس» عند نقطة تفتيش بقطاع غزة (رويترز)
TT

اليمين الإسرائيلي يضع عراقيل أمام صفقة مع «حماس»

رجال شرطة فلسطينيون تابعون لـ«حماس» عند نقطة تفتيش بقطاع غزة (رويترز)
رجال شرطة فلسطينيون تابعون لـ«حماس» عند نقطة تفتيش بقطاع غزة (رويترز)

مع تزايد الحديث عن تقدم في المفاوضات بين حكومة إسرائيل وبين حركة «حماس» من أجل صفقة تبادل أسرى، أطلقت منظمات اليمين المتطرف في إسرائيل حملة، أمس (الثلاثاء)، لعرقلة هذه الصفقة. وخرج عدد من الإرهابيين اليهود، المحكومين بالسجن بسبب قتلهم مواطنين فلسطينيين أبرياء، بالدعوة لأخذهم في الحساب وإصدار عفو عنهم في حال تمت الصفقة وخرج إلى الحرية أسرى فلسطينيون.
وقد بدأت حملة اليمين بنصب خيمة، أمس، أمام مقر رئيس الحكومة للمطالبة، باسم عدد من العائلات اليهودية الثكلى، بـ«عدم إطلاق سراح جماعي للإرهابيين الفلسطينيين». وقد شاركت في إقامة الخيمة منظمة «إم ترتسو»، التي تدير معركة قديمة وطويلة ضد إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وتقول إن «على إسرائيل أن تغيّر نهجها وتطلق سراح جثث مقابل جثث وأسير فلسطيني واحد مقابل جندي إسرائيلي واحد». واتهمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالتراجع عن تعهداته للجمهور، وقالت إن بإمكان الحكومة تفعيل ضغوط أخرى على «حماس» تجبرها على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، مثل الضغط الاقتصادي ومنع وصول الأموال التي تدفعها قطر شهرياً، وكذلك الضغط العسكري.
وقال أحد المبادرين، هرتسل حجاج، الذي كان قد فقد ابنته بعملية مسلحة نفذها شاب فلسطيني في القدس، إن «على إسرائيل أن توقف هذا التدهور الجنوني، فكل إرهابي يطلق سراحه سيعود حتماً إلى نشاطه السابق وسيشجع شباناً غيره على تنفيذ مزيد من العمليات. وهذا هدر للدماء نضعه برقبة نتنياهو وحكومته».
من جهة أخرى، توجه الإرهابي يعقوب طايطل، إلى نتنياهو مطالباً بإطلاق سراح جميع الإرهابيين اليهود من السجون، في إطار الصفقة مع «حماس». وطايطل، هو مستوطن يهودي من أصول أميركية، محكوم بالسجن المؤبد مرتين وست سنوات إضافية منذ سنة 2009 لقتله الشابين الفلسطينيين سمير بلبيسي من القدس، وعيسى جبارين من يطا الخليل (سنة 1997)، وقيامه بوضع عبوة ناسفة على مدخل بيت البروفسور زئيف شترنهال، المعروف بمواقفه المعادية للاحتلال. وهو واحد من 142 إرهابياً يهودياً يمضون محكوميات ضدهم في السجن بعد إدانتهم بعمليات إرهاب. ويطالب بأن يصدر رئيس الدولة رؤوبين ريفلين، عفواً عنهم جميعاً في حال تم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
ويقول طايطل: «في سنة 1999، أقدم رئيس الدولة عيزر فايسمان، على إصدار عفو عن 7 سجناء يهود أمنيين مقابل توقيع صفقة تبادل صغيرة مع (حزب الله) وقد مضى منذ ذلك الوقت 21 عاماً، تم خلالها إطلاق سراح ألوف الفلسطينيين ولم يطلق سراح أي سجين أمني يهودي. لقد حان الوقت لأن تقرر الحكومة إعطاء توصية لرئيس الدولة رؤوبين رفلين بأن يصدر عفواً عنا. وأنا أقول لكم بملء الفم وباسمي وباسم جميع السجناء اليهود الأمنيين، إننا نستطيع أن نتعهد من الآن، بألا نعود إلى تكرار أفعالنا، على عكس الفلسطينيين. ولكننا نحن مستعدون للتوقيع على تعهد رسمي بالامتناع عن هذه العمليات وعن أي مساس بالقانون».
وتوجه طايطل وغيره من السجناء اليهود إلى عدد من الوزراء وأعضاء الكنيست (البرلمان) من اليمين، طالبين دعمهم في الحصول على عفو. وأبدى وزير السياحة زئيف إلكين، تجاوباً مع مطلبهم وأيده.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.