مع تزايد الحديث عن تقدم في المفاوضات بين حكومة إسرائيل وبين حركة «حماس» من أجل صفقة تبادل أسرى، أطلقت منظمات اليمين المتطرف في إسرائيل حملة، أمس (الثلاثاء)، لعرقلة هذه الصفقة. وخرج عدد من الإرهابيين اليهود، المحكومين بالسجن بسبب قتلهم مواطنين فلسطينيين أبرياء، بالدعوة لأخذهم في الحساب وإصدار عفو عنهم في حال تمت الصفقة وخرج إلى الحرية أسرى فلسطينيون.
وقد بدأت حملة اليمين بنصب خيمة، أمس، أمام مقر رئيس الحكومة للمطالبة، باسم عدد من العائلات اليهودية الثكلى، بـ«عدم إطلاق سراح جماعي للإرهابيين الفلسطينيين». وقد شاركت في إقامة الخيمة منظمة «إم ترتسو»، التي تدير معركة قديمة وطويلة ضد إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وتقول إن «على إسرائيل أن تغيّر نهجها وتطلق سراح جثث مقابل جثث وأسير فلسطيني واحد مقابل جندي إسرائيلي واحد». واتهمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالتراجع عن تعهداته للجمهور، وقالت إن بإمكان الحكومة تفعيل ضغوط أخرى على «حماس» تجبرها على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، مثل الضغط الاقتصادي ومنع وصول الأموال التي تدفعها قطر شهرياً، وكذلك الضغط العسكري.
وقال أحد المبادرين، هرتسل حجاج، الذي كان قد فقد ابنته بعملية مسلحة نفذها شاب فلسطيني في القدس، إن «على إسرائيل أن توقف هذا التدهور الجنوني، فكل إرهابي يطلق سراحه سيعود حتماً إلى نشاطه السابق وسيشجع شباناً غيره على تنفيذ مزيد من العمليات. وهذا هدر للدماء نضعه برقبة نتنياهو وحكومته».
من جهة أخرى، توجه الإرهابي يعقوب طايطل، إلى نتنياهو مطالباً بإطلاق سراح جميع الإرهابيين اليهود من السجون، في إطار الصفقة مع «حماس». وطايطل، هو مستوطن يهودي من أصول أميركية، محكوم بالسجن المؤبد مرتين وست سنوات إضافية منذ سنة 2009 لقتله الشابين الفلسطينيين سمير بلبيسي من القدس، وعيسى جبارين من يطا الخليل (سنة 1997)، وقيامه بوضع عبوة ناسفة على مدخل بيت البروفسور زئيف شترنهال، المعروف بمواقفه المعادية للاحتلال. وهو واحد من 142 إرهابياً يهودياً يمضون محكوميات ضدهم في السجن بعد إدانتهم بعمليات إرهاب. ويطالب بأن يصدر رئيس الدولة رؤوبين ريفلين، عفواً عنهم جميعاً في حال تم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
ويقول طايطل: «في سنة 1999، أقدم رئيس الدولة عيزر فايسمان، على إصدار عفو عن 7 سجناء يهود أمنيين مقابل توقيع صفقة تبادل صغيرة مع (حزب الله) وقد مضى منذ ذلك الوقت 21 عاماً، تم خلالها إطلاق سراح ألوف الفلسطينيين ولم يطلق سراح أي سجين أمني يهودي. لقد حان الوقت لأن تقرر الحكومة إعطاء توصية لرئيس الدولة رؤوبين رفلين بأن يصدر عفواً عنا. وأنا أقول لكم بملء الفم وباسمي وباسم جميع السجناء اليهود الأمنيين، إننا نستطيع أن نتعهد من الآن، بألا نعود إلى تكرار أفعالنا، على عكس الفلسطينيين. ولكننا نحن مستعدون للتوقيع على تعهد رسمي بالامتناع عن هذه العمليات وعن أي مساس بالقانون».
وتوجه طايطل وغيره من السجناء اليهود إلى عدد من الوزراء وأعضاء الكنيست (البرلمان) من اليمين، طالبين دعمهم في الحصول على عفو. وأبدى وزير السياحة زئيف إلكين، تجاوباً مع مطلبهم وأيده.
اليمين الإسرائيلي يضع عراقيل أمام صفقة مع «حماس»
اليهود الإرهابيون يطالبون بالعفو مع إطلاق الأسرى الفلسطينيين
اليمين الإسرائيلي يضع عراقيل أمام صفقة مع «حماس»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة