توصيات للرئيس الفلسطيني بتجديد الطوارئ رغم خلافات قانونية

TT

توصيات للرئيس الفلسطيني بتجديد الطوارئ رغم خلافات قانونية

أوصى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، الرئيس محمود عباس بتجديد حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية شهراً إضافياً، لكن المرسوم الرئاسي لم يصدر على الفور. وأرسل أشتية إلى عباس ليلة الأحد - الاثنين، توصية تقضي بتجديد حالة الطوارئ لمدة شهر.
جاء ذلك عقب اجتماعات ترأسها أشتية، ضمت لجنة الطوارئ الوطنية، وقادة الأجهزة الأمنية، واللجنة الوبائية التابعة لوزارة الصحة، وبعد استمزاج مجلس الوزراء، والتي رأت بضرورة تجديد حالة الطوارئ لمدة شهر، تم تكليف المستشار القانوني للرئيس بتقديم المسوغ القانوني لحالة الطوارئ الجديدة.
وأكدت الحكومة، أنها ستواصل إجراءاتها بما يحافظ على الأولوية الصحية والأمنية للمواطنين مع التوازن بين الإجراءات الصحية والضرورات الحياتية لهم، عبر السماح بزيادة ساعات العمل لدى بعض القطاعات الاقتصادية الحيوية.
توصية أشتية التي يفترض أن يرد عليها عباس في وقت متأخر أمس، جاءت بعد انتهاء حالة الطوارئ القديمة بيوم من أجل إصدار تجديد للحالة وليس تمديدها بسبب خلاف قانوني.
وكان عباس أعلن حالة طوارئ بداية شهر مارس (آذار) ومددها بداية شهر أبريل (نيسان) حتى نهاية يوم الأحد.
واضطرت السلطة إلى ذلك تجنباً لخلاف قانوني بعد اعتراض نقابة المحامين على تمديد الطوارئ لمرة ثالثة، وقالت النقابة مع مؤسسات حقوقية، إن الدستور لا يسمح بذلك.
وكانت النقابة طالبت عباس بعدم تمديد حالة الطوارئ مرة أخرى لعدم قانونيته، كما طالبته بإصدار تعليماته بإعادة الحياة وتدوير عجلة الإنتاج ضمن إجراءات الوقاية والسلامة التي نص عليها قانون الصحة العامة.
وقالت النقابة في كتاب موجه للرئيس، إنه «استناداً للقانون الأساسي في المادة 110 المتعلقة بتمديد حالة الطوارئ فإن حالة الطوارئ في دولة فلسطين تنتهي يوم غد الاثنين الموافق 4-5-2020، وعليه فإننا نأمل من فخامتكم عدم اللجوء لخيار التمديد نظراً لعدم قانونيته، وفقاً للقانون الأساسي الذي يعتبر الوثيقة الأسمى في فلسطين وبمثابة الدستور ويجب أن يبقى مصان».
ورفض سياسيون ونقابيون وناشطون تجديد حالة الطوارئ.
وقال عضو مجلس نقابة المحامين داود الدرعاوي، إن «إعلان حالة الطوارئ بحكم القانون الأساسي لم تؤدِ إلى اتخاذ أي إجراءات استثنائية لا تتكفل نصوص قانون الصحة العامة وقانون الدفاع المدني باتخاذها... إعلان حالة الطوارئ من جديد ودون إعلان الحجر الصحي في فلسطين هو إجراء سياسي بحت لا تتطلبه الحاجات الصحية المعلنة».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».