المغرب: تراجع مؤشرات الإجرام 20 %

بروز جرائم ظرفية مرتبطة بجائحة «كورونا»

أحد أفراد الأمن المغربي خلال تنظيم حركة السيارات (ي.ب.أ)
أحد أفراد الأمن المغربي خلال تنظيم حركة السيارات (ي.ب.أ)
TT

المغرب: تراجع مؤشرات الإجرام 20 %

أحد أفراد الأمن المغربي خلال تنظيم حركة السيارات (ي.ب.أ)
أحد أفراد الأمن المغربي خلال تنظيم حركة السيارات (ي.ب.أ)

سجّل مؤشر الجريمة في المغرب، خلال مارس (آذار) الماضي، انخفاضاً ملحوظاً بنسبة فاقت 20 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من السنة الماضية، الذي سجل 55 ألفاً و451 قضية، دون احتساب أن مصالح الأمن عززت بنيتها الشرطية بأكثر من 23 مصلحة جديدة، ما بين مارس 2019 ومارس 2020، وهو ما زاد عدد القضايا، ولكن بقيت النسبة منخفضة بفضل بداية الحجر الصحي في 20 مارس.
وقال مصدر في المديرية العامة للأمن الوطني المغربي (الأمن العام) لـ«الشرق الأوسط»، إنه مقارنة بتراجع كل مؤشرات الإجرام، بما فيها انخفاض السرقات بالنشل أو الخطف بنحو 19 في المائة، يلاحظ تسجيل بروز جرائم ظرفية مرتبطة بسياق الجائحة، من قبيل جرائم النصب والاحتيال بدعوى جمع التبرعات لمصلحة الفئات الاجتماعية الهشة، وصنع كمامات واقية لا تستجيب لمعايير السلامة، أو تزييف كمامات طبية، أو محاولة تهريبها من المغرب، حيث جرى توقيف 176 شخصاً، وحجز 248 ألفاً و273 كمامة؛ إلى جانب تكاثر قضايا نشر المحتويات الرقمية الزائفة التي تمس بالشعور بالأمن لدى المواطنين، أو تنشر أخباراً مغلوطة حول وباء «كورونا»، وقد خضع في هذا السياق 130 شخصاً للتحقيق وأحيلوا على العدالة.
وسجلت مصالح الأمن الوطني المغربي خلال مارس الماضي 44 ألفاً و584 قضية زجرية، تم استجلاء حقيقة41 ألفاً و21 قضية منها، بمعدل زجر، أي حل الجرائم، ناهز 92 في المائة؛ ومثل 44 ألفاً و945 شخصاً أمام المحاكم، من بينهم 1613 قاصراً (أقل من 18 سنة).
وكشف المصدر ذاته أن الجرائم العنيفة التي تمس بالإحساس بالأمن تراجعت بنسبة 26 في المائة، بينما بلغ معدل الزجر (أي الحل) 74.51 في المائة؜، وجرى توقيف 2853 شخصاً من أجل هذا النوع من القضايا، من بينهم 204 قُصّر.
وأوضح المصدر أن جرائم القتل والضرب والجرح المفضي للموت تراجعت بنسبة 62 في المائة، والسرقات المشددة والموصوفة بنسبة 26 في المائة؜.
وكشف المصدر ذاته، أيضاً، أن القضايا الماسة بالممتلكات انخفضت 22.52 في المائة، بينما انخفضت القضايا الماسة بنظام الأسرة والأخلاق 23 في المائة، أما القضايا الماسة بالأشخاص فانخفضت 13 في المائة، في حين انخفضت الجرائم الاقتصادية والمالية 23 في المائة.
في غضون ذلك، تزايد العنف ضد النساء في ظل الحجر الصحي. وسجلت النيابات العامة ما بين 20 مارس و20 أبريل (نيسان) 892 شكوى تتعلق بمختلف أنواع العنف ضدهن.
وجاء في مذكرة حول قضايا عنف النساء خلال الحجر الصحي، وجهها رئيس النيابة العامة إلى مختلف السلطات القضائية بالبلاد، أخيراً، أنه يستفاد من ذلك أن عدد المتابعات من أجل العنف ضد النساء انخفض خلال هذه الفترة 10 مرات عن المعدل الشهري (148 متابعة بدل 1500 متابعة شهرياً في الأحوال العادية).


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».