كارلوس... قلب دفاع تحوّل إلى حارس مرمى بالخطأ

حمى عرين المنتخب البرازيلي خلال 18 عاماً وشارك في 37 مباراة دولية

كارلوس حارس البرازيل يعرقل اللاعب ابيلون ما جعله يفشل في إحراز هدف محقق لمنتخب فرنسا في مونديال 1986
كارلوس حارس البرازيل يعرقل اللاعب ابيلون ما جعله يفشل في إحراز هدف محقق لمنتخب فرنسا في مونديال 1986
TT

كارلوس... قلب دفاع تحوّل إلى حارس مرمى بالخطأ

كارلوس حارس البرازيل يعرقل اللاعب ابيلون ما جعله يفشل في إحراز هدف محقق لمنتخب فرنسا في مونديال 1986
كارلوس حارس البرازيل يعرقل اللاعب ابيلون ما جعله يفشل في إحراز هدف محقق لمنتخب فرنسا في مونديال 1986

يمكن أن تمنحك كرة القدم فكرة خاطئة تماماً عن بعض الأشخاص، حيث يمكن لموقف واحد خلال إحدى المباريات أن يجعلك تأخذا تصورا معينا عن شخص ما. فلسنوات طويلة ظننت أنني أكره كارلوس، حارس المرمى البرازيلي، الذي خرج من مرماه وعرقل اللاعب الفرنسي برونو بيلون بعد تلقيه تمريرة سحرية من ميشيل بلاتيني، ما جعله يفقد توازنه ويفشل في إحراز هدف محقق لمنتخب «الديوك الفرنسية» في الدور ربع النهائي لكأس العالم 1986. والغريب أن حكم المباراة لم يحتسب أي خطأ ضد حارس المرمى البرازيلي.
وتساءلت: كيف يمكن - بعد أربع سنوات من التدخل العنيف من قبل حارس مرمى منتخب ألمانيا الغربية هارالد شوماخر على اللاعب الفرنسي باتريك باتيستون في كرة مشتركة داخل منطقة الجزاء دون أن يحتسب حكم اللقاء أي شيء – أن يتعرض هذا المنتخب الفرنسي القوي بقيادة بلاتيني وتيغانا لهذا الظلم التحكيمي الصارخ مرة أخرى؟ وكيف يمكن أن يكون هذا الظلم التحكيمي ناجما عن خداع حارس مرمى مرة أخرى؟ صحيح أن تدخل كارلوس لم يكن بقوة وعنف تدخل شوماخر، لكنه كان واضحا للجميع إلا حكم المباراة.
ثم قابلت هذا الحارس البرازيلي، عندما كنت في البرازيل أقوم ببعض الأبحاث المتعلقة بكتابي عن حراس المرمى، وأرسلت الكثير من الطلبات للاعبين لكي أجري مقابلات شخصية معهم. وتحدثت إلى إيميرسون لياو، ووالدير بيريز، ونيلسون، لكن كان من الصعب الوصول إلى كارلوس، الذي لم يرفض إجراء المقابلة، لكنه كان يختلق الحجج والأعذار.
وفي آخر يوم لي في ساو باولو، قال إنه تم استدعاؤه خارج الولاية بشكل غير متوقع. لكن عندما ذهبت إلى مدرسة حراسة المرمى التي يديرها زيتي، الذي كان يحرس مرمى نادي ساو باولو عندما فاز بكأس كوبا ليبرتادوريس عام 1992. وجدت كارلوس هناك وهو يحتسي القهوة، لكنه أصبح أنحف من ذي قبل وظهرت عليه علامات التقدم في السن، وهو الأمر الذي جعلني غير قادر على التعرف عليه من النظرة الأولى.
من الواضح أنه كان لا يزال متردداً في إجراء المقابلة الصحافية، لكن زيتي أقنعه بذلك. في الحقيقة، لم أكن مستعداً إلى حد كبير لهذه المقابلة لأنها جاءت بغير ترتيب، كما أنه لم يكن يشعر بالراحة، وبالتالي كنت أتوقع ألا تستمر هذه المقابلة أكثر من 15 دقيقة يقول خلالها الحارس البرازيلي السابق جملتين فقط لا أكثر. لكن بمجرد أن تخلى كارلوس عن خجله، سرعان ما بدأ يتحدث بأريحية شديدة.
كان كارلوس ذكياً وحساساً، وشارك مع المنتخب البرازيلي من عام 1975 وحتى عام 1993. كما لعب 37 مباراة دولية مع منتخب «راقصي السامبا»، وحصل على المركز الثاني مرتين في جائزة أفضل لاعب في الدوري البرازيلي. لكن علاقته بكرة القدم كانت متناقضة للغاية، حيث كان يريد في البداية أن يكون مهندساً معمارياً، لكنه بدلا من ذلك أصبح حارس مرمى، عن طريق الخطأ تقريباً! بدأ كارلوس مسيرته الكروية في مركز قلب الدفاع، ويقول عن ذلك: «لم أكن أمتلك مهارات كبيرة، لكنني كنت أقرأ الملعب بشكل جيد. كان لدي إحساس جيد بتمركزي داخل الملعب، لكنني كنت أخاف من لعب الكرة برأسي».
لكنه كان يشعر بانجذاب لمركز حراسة المرمى بسبب الراديو، ويوضح ذلك قائلا: «لم أكن قادرا على متابعة المباريات على شاشة التلفزيون، لذلك كنت أستمع إليها عبر الراديو. ودائما ما يكون اللعب الأكثر إثارة أمام المرمى، فإما يتم إحراز هدف أو يقوم حارس المرمى بإنقاذ فرصة محققة. لذلك عندما لعبت حاولت تقليد ما سمعته وتخيلته. في ذلك الوقت، كان هناك اعتقاد بأن حارس المرمى هو مجرد لاعب لا يستطيع اللعب خارج منطقة الجزاء، لذلك لم يكن كثيرون يريدون اللعب في هذا المركز. لكنني أحببت اللعب في مركز حراسة المرمى».
وكان نادي «بونتي بريتا» المحلي سيلعب مباريات ودية أمام أندية محلية، وبعد أن رأوا كارلوس يلعب بشكل جيد أمامهم أرسلوا إليه دعوة للتدريب معهم وقضاء فترة اختبار. يقول كارلوس عن ذلك: «كنت أعشق كرة القدم، لكنني لم أكن أتقبل فكرة أن أكون حارس مرمى على مستوى المحترفين بسبب الضغوط الهائلة التي تقع على اللاعبين في هذا المستوى. ورغم أنني كنت ألعب مع أشخاص في نفس عمري، فقد كنت أشعر بالمسؤولية وضرورة تقديم مستويات جيدة. لم استمتع بذلك ولم أكن أشعر بالراحة».
ويضيف: «ذهبت إلى هناك ذات صباح وأخبرتهم بأنني لا أريد مواصلة الأمر، لكن المدير الفني الذي نقلني إلى بونتي بريتا أصر على استمراري في هذه التجربة. لقد تحدث إلى والدي، واتفقنا على أن أنتقل إلى مدرسة أخرى تكون قريبة من النادي. لقد كان الكثيرون من أصدقائي يريدون أن يكونوا لاعبين محترفين لكنهم لم ينجحوا في ذلك. لذلك، رغم أنني لم استمتع بذلك الأمر فقد شعرت بأنه لدي مسؤولية تجاههم».
وتم استدعاء كارلوس لصفوف المنتخب البرازيلي تحت 18 عاما. ومرة أخرى، شعر بتردد بشأن هذا الأمر، ويقول عن ذلك: «لم يكن من السهل الاستمتاع باللعب في هذا المستوى، لكن بمجرد استدعائي لصفوف المنتخب الوطني استمروا في اختياري للعب على المستوى الدولي». ويمكن القول إن مسيرة كارلوس كانت جيدة للغاية بأي معاير معقولة في عالم كرة القدم. فبعد تجربته مع نادي بونتي بريتا، أمضى أربع سنوات مع نادي كورينثيانز وقاده للفوز ببطولة الولاية المحلية.
كما لعب في دورة الألعاب الأولمبية وكأس العالم، وحصل على الميدالية الذهبية دورة الألعاب الأميركية. يقول كارلوس: «لقد جاءت المتعة من الألقاب والإنجازات التي حققتها، لكنني كنت أعاني من قلق مستمر وكان يتعين علي أن أحارب هذا الشعور بالقلق. لقد كنت أفكر كثيرا، وكاد التردد يقتلني. في بعض الأحيان كنت أقول لنفسي وأنا في صفوف المنتخب الوطني إنه يتعين علي أن أطور وأحسن مستواي بشكل أفضل، لأن هناك حراس مرمى آخرين يمكن أن يكونوا في مكاني. ومع ذلك، كنت دائما ما أنضم لصفوف المنتخب الوطني. كان لدي شعور بالتناقض، فقد كنت أقول لنفسي: أنا هنا لكن لا يمكنني أن أكون هنا، لكن يجب أن أكون هنا لأنني جيد بما يكفي لكي أكون في صفوف المنتخب الوطني!».
في الواقع، إن هذه الشكوك والمشاعر المتناقضة هي التي تجعله بشرا عاديا، وليس مجرد شخص متحجر نراه على الشاشة يقوم بخداع حكم المباراة في نهائيات كأس العالم قبل أكثر من ثلاثة عقود. وهناك بعض اللاعبين الذين يشعرون بالفخر والاعتزاز عندما تسلط عليهم الأضواء، لكن كارلوس يمثل الجانب الآخر من ذلك، حيث يشعر بالقلق والخوف ويتوقع دائما تعرضه للانتقادات.
يقول كارلوس عن الخطأ الذي ارتكبه أمام منتخب فرنسا في نهائيات كأس العالم عام 1986 «أنا لا أشعر بالذنب، فقد كان المهاجم في مواجهتي بمفردي. لقد نجح في تمرير الكرة من خلفي وكنت أريد أن أسحبه من الخلف لكي أقلل من سرعته حتى يأتي مدافع من فريقي ويتمكن من قطع الكرة. لم يحتسب حكم اللقاء أي خطأ لأنه كان يرى أن المهاجم لديه الأفضلية ويجب منحه الفرصة. لقد كنت محظوظا في حقيقة الأمر. في تلك الأيام، لم يكن القانون ينص على منح من يرتكب مثل هذا الخطأ بطاقة حمراء، لذلك فعلت ما فعلت. أما الآن، فالقوانين مختلفة، وبالتالي كنت سأتصرف بشكل مختلف لو كان القانون الحالي مطبقا آنذاك».


مقالات ذات صلة

البرازيلي أوسكار يعود إلى ساو باولو

رياضة عالمية أوسكار نجم الدفاع البرازيلي خلال رحلته الإحترافية في الصين (أ.ب)

البرازيلي أوسكار يعود إلى ساو باولو

عاد لاعب الوسط البرازيلي الدولي أوسكار، لاعب تشيلسي الإنجليزي السابق، إلى ساو باولو حيث بدأ مسيرته، وفقا لما أعلن النادي الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
رياضة عالمية ألقي القبض على كانديلا وكاميلا وخوانا وميلاغروس بعد مباراة ريفر بليت وغريميو (الشرق الأوسط)

احتجاز لاعبات أرجنتينيات في البرازيل بسبب العنصرية

قضت السلطات البرازيلية أمس (الاثنين) باحتجاز 4 لاعبات كرة قدم من الأرجنتين في الحبس الاحتياطي، بعد تورطهن المزعوم في حادثة عنصرية خلال بطولة كأس ليديز.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
رياضة عالمية مهاجم البرازيل السابق رونالدو (أ.ف.ب)

رونالدو سيترشح لرئاسة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم

قال مهاجم البرازيل السابق رونالدو (48 عاماً) أمس الاثنين إنه سيترشح لرئاسة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
رياضة سعودية نيمار لاعب الهلال السعودي (نادي الهلال)

نيمار: انضمامي للهلال كان قرار جيداً... وسنواتي الأفضل قضيتها مع باريس

قال البرازيلي نيمار لاعب فريق الهلال السعودي وقائد منتخب البرازيل إنه اتخذ القرار الجيد بالانضمام إلى صفوف الأزرق العاصمي، مشيراً إلى تطلعه لتمثيل منتخب بلاده.

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة عالمية البرازيل تعود إلى ملعب فونتي نوفا لاستضافة ضيف ثقيل هو منتخب أوروغواي (رويترز)

تصفيات كأس العالم: البرازيل للعودة للانتصارات... والأرجنتين للبقاء في الصدارة

بعد تعادل مخيّب مع فنزويلا وإهدار المهاجم فينيسيوس جونيور ركلة جزاء، تعود البرازيل الأربعاء إلى ملعب فونتي نوفا لاستضافة ضيف ثقيل هو منتخب أوروغواي المنتشي.

«الشرق الأوسط» (سالفادور دي باهيا (البرازيل))

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)
TT

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)

قال الإسباني خيسوس كاساس، مدرب العراق، إنه سيحلل الأخطاء التي أدت لهزيمة فريقه 2 - صفر أمام البحرين، اليوم الأربعاء، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية ببطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26) بالكويت، استعداداً لمواجهة السعودية.

وقال كاساس، في المؤتمر الصحافي عقب المباراة: «مباراة السعودية لن تكون سهلة على الإطلاق. سنحاول تحليل أخطائنا وإيجاد أكبر عدد من اللاعبين اللائقين بدنياً للعب المباراة وسنفعل كل ما يجب علينا فعله، لكن بكل حال، لن تكون المباراة سهلة».

وأكد أن مواجهة البحرين «لم تكن سهلة ولا بد أن نهنئ البحرين على الفوز والتأهل».

وأضاف: «ظهر علينا الإرهاق وغياب بعض اللاعبين أثر علينا».

وأكد أنه فضّل اليوم الدفع بلاعبين يتمتعون بالحيوية وليسوا مرهقين نظراً لأنه لاحظ إرهاق بعض عناصر الفريق.

وأضاف أن العراق لم يكتفِ بالتأمين الدفاعي في الشوط الثاني، وإنما كان الأكثر هجوماً، موضحاً: «لكنني بالتأكيد لست سعيداً بالأداء ولا أشعر بالرضا عنه».

وقال كاساس: «هناك شيء إيجابي اليوم وهو وجود عدد من اللاعبين صغار السن وهذا سيساعدهم في المستقبل لأنهم يكتسبون الخبرة من هذه البطولة. البحرين تفوقت علينا في الالتحامات اليوم، وهذا ساعدهم في الفوز لكن لاعبينا الصغار اكتسبوا خبرة وهذا أمر إيجابي».