ملل «كورونا» يصيب حيوانات السيرك المصري

حيوانات الحدائق والسيرك تصاب بالملل (الشرق الأوسط)
حيوانات الحدائق والسيرك تصاب بالملل (الشرق الأوسط)
TT

ملل «كورونا» يصيب حيوانات السيرك المصري

حيوانات الحدائق والسيرك تصاب بالملل (الشرق الأوسط)
حيوانات الحدائق والسيرك تصاب بالملل (الشرق الأوسط)

غلف الصمت خيمة السيرك التي اعتادت على ضحكات الكبار وصرخات الأطفال، وساد الحزن طرقات أحد أقدم حدائق حيوان العالم بمحافظة الجيزة المصرية، بينما جلس سكانها ساكنين في أقفاصهم، بعدما تجاوز تأثير «جائحة كورونا» البشر، وامتد إلى الحيوانات التي تجلس في هدوء تنتظر من يفرحها مجدداً، بعدما أبهجت أجيالاً لعقود ماضية.
يقول الدكتور محمد رجائي، مدير حدائق الحيوانات بوزارة الزراعة المصرية إنّها «اعتادت على التفاعل والتجاوب مع الزوار»، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ «بعضها خاصة الشمبانزي وإنسان الغاب، والدببة، ربما تفتقد الزيارات».
وللتخفيف عن الحيوانات التي تشعر بالملل بسبب غياب الزوار، تنظم حديقة حيوانات الجيزة مجموعة من برامج الإثراء البيئي لبعضها، من بينها، مجموعة من الألعاب والتلوين، والمراجيح، كما يقدم لبعضها وجبات غذائية كالآيس كريم للشمبانزي كنوع من الترفيه عنها في ظل إغلاق الحديقة، حسب رجائي.
ويقف البغبغان وحيداً في الحديقة من دون أن يجد من يداعبه ويدفعه للكلام، بعد أن اعتاد أن يردّد كلمات بسيطة خلف الزوار، «لكنّه الآن لا يفعل ذلك بسبب عدم وجود زيارات، فالأمر يحتاج إلى تدريب مستمر»، وفق مدير حدائق الحيوانات.
لكنّ الأمر قد يكون مختلفاً بالنسبة لحيوانات السيرك، إذ يوضح الكابتن، مدحت كوتة، مدرب الأسود بالسيرك القومي المصري، أن «فترة الإغلاق الجارية تعد بمثابة فترة راحة وإجازة طبيعية، بالنسبة للحيوانات، خصوصاً أنها تزامنت مع فترة التزاوج»، مشيراً إلى أنّ «الحيوانات تتعامل بنفس الطريقة التي اعتادت عليها في مثل هذا الوقت من العام قبل جائحة كورونا، حيث تُغذّى وتنظّف بشكل جيّد، والسماح لها بالحركة واللعب في ممرات السيرك، مع توقف التدريبات»، مشبهاً الفترة الجارية بفترة توقف تدريبات كرة القدم، فعند عودة اللاعبين للتدريب سيحتاجون وقتاً لاستعادة لياقتهم.
ولا يمتلك السيرك القومي الحيوانات التي تعمل به، فهي ملك لمدربيها، ويوفر السيرك لهم الإيواء، والغذاء، وأجر الفقرة للمدرب، وفقاً لوليد طه، مدير السيرك القومي المصري، الذي أُسّس عام 1962.
ويستغل القائمون على حديقة الحيوانات فترة الإغلاق في إعطاء التحصينات والتطعيمات اللازمة للحيوانات، وتنظيف وتطوير الحديقة، وتعقيمها باستمرار، لتكون مستعدة لاستقبال الزوار، بعد انتهاء الوباء، وفق رجائي الذي يؤكد أنّ «جميع الحيوانات بصحة جيدة، وتحظى بأفضل رعاية ممكنة في هذه الفترة». ولا يختلف الأمر كثيراً في السيرك، حيث يتبع السيرك القومي بالعجوزة الإجراءات الاحترازية التي وضعتها الدّولة، حسب وليد طه، مدير السيرك القومي، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ «درجات الحرارة تُقاس على البوابات، ويُنظف السيرك بالمنظفات المتفق عليها، ويُعقّم أكثر من مرة».
ويوجد في مصر تسع حدائق حيوان في مختلف، وتعد حديقة الحيوان بالجيزة، التي افتُتحت عام 1891. أشهرها، وتضمّ نحو ستة آلاف، ويزورها وفقاً للأرقام الرسمية نحو ثلاثة ملايين زائر سنوياً. وتعد فقرة استعراض الأسود والنمور من ضمن أشهر فقرات السيرك القومي بالعجوزة، التابع لوزارة الثقافة المصرية، والمقر الرئيسي للسيرك القومي بمنطقة العجوزة على كورنيش النيل، وفي منتصف عام 2018 أعيد افتتاح الفرع بمدينة 15 مايو (أيار)، حيث كانت توجد صالات التدريب الخاصة بالسيرك القومي، كما تقدم في مصر مجموعة أخرى من عروض السيرك الخاصة.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.