معدلات الانتشار تتسارع في روسيا... وعمدة موسكو: لا أحد بمأمن

مخاوف من استغلال الروس العطلات الحالية للتجمع

عامل يعقم مبنى حكومياً في موسكو أمس (أ.ف.ب)
عامل يعقم مبنى حكومياً في موسكو أمس (أ.ف.ب)
TT

معدلات الانتشار تتسارع في روسيا... وعمدة موسكو: لا أحد بمأمن

عامل يعقم مبنى حكومياً في موسكو أمس (أ.ف.ب)
عامل يعقم مبنى حكومياً في موسكو أمس (أ.ف.ب)

شهدت روسيا قفزة جديدة أمس الجمعة في معدلات انتشار الفيروس، وازدادت التحذيرات من «أسابيع مؤلمة» تنتظر الروس، وسط دعوات للالتزام الصارم بتدابير العزل والتباعد الاجتماعي، زاد من سخونتها الإعلان أول من أمس عن إصابة رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين بالعدوى.
وسجلت حصيلة الإصابات بفيروس «كورونا» في روسيا خلال الساعات الـ24 الماضية ارتفاعاً قياسياً لليوم الثاني على التوالي، بعدما أكدت السلطات الصحية 7933 إصابة جديدة بالفيروس، ليصل العدد الإجمالي للإصابات إلى أكثر من 114 ألف حالة. وبالمقارنة مع الإصابات المؤكدة أول من أمس 7099، أظهرت الأرقام تسارعاً في معدلات الانتشار نقل روسيا إلى المرتبة الثامنة على لائحة البلدان الأكثر تعرضاً لتفشي الوباء في العالم، وسط توقعات متشائمة في حال واصل الانتشار معدلاته الحالية في الأيام المقبلة.
وأعلنت السلطات الروسية وفاة 96 شخصاً جراء الفيروس خلال اليوم الأخير، لترتفع حصيلة ضحايا الوباء في البلاد إلى 1169 شخصاً. وسجَّلت روسيا بذلك تراجعاً طفيفاً في الوفيات عن معدلات اليومين الأخيرين 108 و101 على التوالي. وتوزَّعت الإصابات الجديدة بين 85 من مناطق البلاد، و3561 إصابة في العاصمة موسكو التي لا تزال أكبر بؤرة للفيروس في البلاد بـ57300 إصابة و658 وفاة.
في المقابل، أُعلن عن تماثل 1601 مريض للشفاء من «كورونا» في روسيا خلال الساعات الـ24 الماضية، ليبلغ مجموع المتعافين 13220 شخصاً. وأثار التصاعد الواسع في معدلات الانتشار خلال الأيام الأخيرة، مخاوف جدية من أن تكون التدابير التي اتُّخذت حتى الآن ليست كافية لكبح جماح الانتشار، علماً بأن الكرملين كان قد أعلن في وقت سابق عن ارتياح لتحقيق نجاح في منع «انفجار» في تفشي الوباء، ولفت إلى تجنب روسيا السيناريو الإيطالي أو سيناريو نيويورك، بسبب الإجراءات الحازمة والمبكرة التي تم اتخاذها.
ويهدد هذا التصاعد خطة الرئيس فلاديمير بوتين للبدء بتخفيف تدريجي على القيود المفروضة على قطاعات اقتصادية عدة، بعد انتهاء مهلة العزل المحددة حتى 11 مايو (أيار) المقبل، إذ كان بوتين قد كلَّف الحكومة تقديم خطة في هذا الشأن الأسبوع المقبل؛ لكن الأوساط الحكومية قالت إن أي خطوة لتخفيف القيود سوف تعتمد على تطور الوضع حول الانتشار.
وشكل الإعلان عن إصابة رئيس الوزراء بالفيروس ضربة قاسية في هذا الشأن؛ لأنه كشف كما قال عمدة موسكو سيرغي سوبيانين أن «لا أحد بمأمن من الإصابة، حتى لو كان مثل ميشوستين الذي حرص على إجراء فحوصات دورية، والتزم بشكل صارم بتدابير التباعد الاجتماعي».
واستغل سوبيانين المناسبة المقلقة ليوجه تحذيراً جديداً للروس، عبر حوار تلفزيوني قال فيه إن «بيد الروس وحدهم تحقيق قفزة معاكسة في كبح جماح الانتشار، إذا التزموا بشكل حازم جداً بالتدابير المفروضة». وجاء هذا الحديث وسط مخاوف من استغلال الروس العطلات الحالية الطويلة لممارسة عادات تقليدية في مثل هذا الوقت من العام، بينها تنظيم حفلات شواء وتجمعات كبيرة في البيوت الريفية، علماً بأن هذه العطلات تمتد في روسيا من عيد العمال إلى العاشر من الشهر الجاري، أي اليوم التالي للاحتفال بذكرى النصر على النازية. ودفع ذلك السلطات إلى إطلاق حملات دعائية تحذيرية واسعة النطاق، وصلت إلى التلويح بتنظيم عمليات دهم واسعة في المناطق الريفية، في حال الاشتباه بتنظيم تجمعات أو إقامة حفلات شواء. وتخشى السلطات هذه الفترة تحديداً؛ لأنها تعد مرحلة الوصول إلى الذروة في التفشي، وفقاً لتقديرات.
وأثار مرض ميشوستين قلقاً من جانب آخر؛ حيث أُصيب على الرغم من أن كل الاجتماعات الحكومية والنقاشات التي جرت مع الرئيس الروسي خلال الشهر الأخير كان يجري تنظيمها عبر دوائر تلفزيونية مغلقة. ولم يتضح بعد كيف انتقلت العدوى إلى رئيس الوزراء، ومَن خالط من أركان الحكومة أو الرئاسة خلال الأسابيع الأخيرة، ما دفع إلى ترجيح إعادة إجراء فحوص للطاقم الحكومي كله، ولأركان الرئاسة.
وفي مقابل القلق الذي سببه ذلك، أكدت أوساط روسية أن مرض رئيس الوزراء لن يسبب هزات على عمل الحكومة في مواجهة الفيروس، وفي تخفيف التأثيرات الاقتصادية والمعيشية المحتملة؛ خصوصاً مع مسارعة الرئيس الروسي إلى تعيين النائب الأول لرئيس الوزراء أندريه بيلووسف قائماً بأعمال رئاسة الحكومة، وهو شخص مقرب من بوتين، كما أنه المسؤول عن ملف السياسة الاقتصادية لروسيا.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.