قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه يمكنه القول «وبدرجة عالية من الثقة» إن أصل فيروس كورونا أتى من مركز ووهان للأبحاث الفيروسية. وأضاف «إنه شيء كان يمكن احتواؤه في مكان المنشأ. وأعتقد أنه كان من الممكن احتواؤه بسهولة كبيرة».
وتزامنت تعليقات ترمب مع إجراء تحقيقات استخباراتية أميركية حول مصدر انتشار الفيروس في الصين، وتأكيدها أول من أمس أن الفيروس ليس مصنّعاً من طرف الإنسان. ووضع ترمب في خطاب ألقاه بمناسبة تكريم المتقدمين بالسن، احتمالين قائلاً «الصين إما فشلت في احتواء فيروس كورونا، أو تركته ينتشر بشكل متعمد». ورفض الرد على سؤال عما إن كان يحمّل الرئيس الصيني شي جينبينغ مسؤولية تفشي الفيروس حول العالم وانعدام الشفافية في توفير المعلومات من قبل السلطات الصينية، وأضاف أنه يدرس فرض رسوم على الصين على خلفية فيروس كورونا.
وكانت الاستخبارات الأميركية أعلنت، الخميس، أنّها توصلت إلى خلاصة مفادها أن فيروس كورونا المستجد «ليس من صنع الإنسان أو عدّل جينياً». وتواصل أجهزة الاستخبارات بحثها لـتحديد ما إذا كان الوباء بدأ باحتكاك مع حيوانات مصابة، أو أنه نتيجة حادث مخبري في ووهان، المدينة الصينية حيث بدأ تفشيه، وفق بيان من إدارة الاستخبارات الوطنية.
إلى ذلك، سجّلت الولايات المتحدة 2053 وفاة جرّاء فيروس كورونا المستجدّ خلال 24 ساعة، حسب بيانات جامعة جونز هوبكنز مساء الخميس. وبعد تراجع طفيف في عدد الوفيّات يومي الأحد والاثنين، سجّلت الولايات المتحدة الخميس أكثر من ألفَي حالة وفاة لليوم الثالث على التوالي، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الوفيّات على أراضيها منذ بدء الجائحة إلى 62.906، حسب بيانات جامعة جونز هوبكنز. والولايات المتّحدة التي سجّلت فيها أول وفاة بالفيروس في نهاية فبراير (شباط) هي الدولة الأكثر تضرّراً في العالم من جرّاء وباء «كوفيد – 19»، سواء من حيث عدد الوفيات أو الإصابات.
في هذا الوقت قررت حاكمة ولاية ميشيغان غريتشين ويتمان تمديد إعلان حالة الطوارئ والاستمرار في إغلاق الولاية حتى 28 من مايو (أيار)، على الرغم من المظاهرة المسلحة التي نظمها متشددون أمام مبنى الكابيتول في الولاية، وتهديدات عدد من نواب الحزب الجمهوري بمقاضاتها، رداً على استخدام أوامر تنفيذية. وكانت مهلة حالة الطوارئ قد انتهت مساء الخميس وتحتاج إلى موافقة تشريعية لتمديدها، ما لم تقم الحاكمة باستخدام سلطاتها بإصدار أوامر تنفيذية.
وتجمّع عشرات المتظاهرين، بينهم مسلّحون، أمام مدخل الكابيتول، مقرّ برلمان ميشيغان في لانسنغ عاصمة الولاية، للمطالبة برفع قيود الإغلاق وهتفوا بشعارات تندد بالحاكمة الديمقراطية للولاية، من دون ارتداء الأقنعة، وصاح بعضهم بغضب في وجه عناصر الشرطة للمطالبة بدخول المبنى. وكتبت السيناتورة داينا بوليهانكي، على «تويتر»، أن هناك «رجالاً يحملون بنادق يصرخون علينا»، مرفقة تغريدتها بصورة تظهر 4 رجال بدا أنّ أحدهم يحمل سلاحاً. وأضافت «بعض زملائي الذين لديهم سترات واقية من الرصاص قاموا بارتدائها».
وفي الخارج، رفع متظاهرون لافتات ضدّ الحجْر، تُصوّر إحداها الحاكمة الديمقراطية غريتشين ويتمان على هيئة أدولف هتلر. وأطلق على المظاهرة اسم «التجمّع الوطني الأميركي» نظّمتها مجموعة تسمى «ميشيغان متحدة من أجل الحرّية». وقالت الشرطة المحلّية لشبكة «إن بي سي نيوز»، إن حمل أسلحة في مبنى الكابيتول في ولاية ميشيغان قانونيّ، كما هي الحال في بقيّة الولاية.
وهذه المرة الثانية في أبريل (نيسان) التي يتجمّع فيها متظاهرون، مسلّحون أحياناً، في لانسنغ، للمطالبة بإنهاء الحجر في ميشيغان التي سجّلت أكثر من 3500 وفاة مرتبطة بـ«كوفيد - 19»، وفق بيانات جامعة جونز هوبكنز. هذا وبدأت ولاية تكساس الجمعة في إعادة فتح اقتصادها، وهو ما يشكل حدثاً ينبغي مراقبة تداعياته نظراً لأهمية الولاية ودورها، وخصوصاً في هذه السنة الانتخابية على الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في أعقاب جائحة كورونا. وستبدأ المطاعم وتجار التجزئة في فتح أبوابهم بموجب أمر من حاكم الولاية الجمهوري جريج أبوت.
على صعيد آخر، تنفق وزارة الدفاع الأميركية مئات ملايين الدولارات على الأقنعة الواقية ومعدّات الفحص والمنتجات الدوائية في وقت تسعى لإعادة إحياء قطاع صناعي خسرته الولايات المتحدة على مدى سنوات لصالح الصين. وفي إطار جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد، حصلت وزارة الدفاع (بنتاغون) على مليار دولار بموجب قانون الإنتاج الدفاعي الذي يسمح للحكومة الفيدرالية بتعبئة صناعات القطاع الخاص لسد احتياجات الأمن القومي.
وقالت مساعدة وزير الدفاع للتملّك والاكتفاء الذاتي، إلين لورد، إن «زيادة الإنتاج سيضمن حصول الحكومة الأميركية على إمكانات صناعية مخصصة طويلة الأمد للمساعدة على سد احتياجات البلاد». وأفادت الصحافيين خلال مؤتمر الخميس «ما أود رؤيته هو امتلاك الولايات المتحدة الطاقة والإنتاجية للاهتمام بأنفسنا في أوقات الحاجة». وأقرّت في الوقت ذاته بأن الولايات المتحدة تعتمد بشكل مبالغ فيه على الصين.
وقالت، إن «لدينا في هذه المرحلة بعض الخلافات المرتبطة بالأمن القومي مع الصين. أعتقد أننا توصلنا إلى قناعة أن اعتمادنا على الصين هو أكثر مما ينبغي»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وتم منح عقود عدة أحدها بقيمة 133 مليون دولار لشركات «3إم» و«هانيويل» و«أوينز أند ماينر» لتصنيع أقنعة من نوع «إن95» التي تنقّي نحو 95 في المائة من الجسيمات المعلّقة التي تنتقل في الجو. ومن شأن هذه العقود التي أعلن عنها في 20 أبريل أن ترفع إنتاجية الولايات المتحدة لأقنعة «إن95» - التي تعد غاية في الأهمية كمعدات وقاية في مجال الرعاية الصحية - إلى نحو 13 مليوناً كل شهر.
وقبل أزمة كورونا المستجد، كانت الصين تنتج نحو نصف الأقنعة التي تستوردها الولايات المتحدة.
مظاهرات مسلحة في ميشيغان... وتكساس تفتح اقتصادها رغم تصاعد الوفيات
ترمب يحمّل الصين مسؤولية الوباء ويدرس فرض رسوم عليها
مظاهرات مسلحة في ميشيغان... وتكساس تفتح اقتصادها رغم تصاعد الوفيات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة