المغاربة يواصلون رفضهم مشروع قانون الشبكات الاجتماعية

وزير حقوق الإنسان ينفي وقوفه وراء تسريبه

TT

المغاربة يواصلون رفضهم مشروع قانون الشبكات الاجتماعية

واصلت مكونات حزبية من المعارضة المغربية، ومن عموم الرأي العام، تأكيد رفضها مشروع القانون المتعلق باستعمال شبكات التواصل الاجتماعي، وشبكات البث المفتوح، والشبكات المماثلة، ولتوقيت طرحه أيضاً.
وفي سياق التداعيات المرتبطة بتسريب المشروع، وغيرها من الوثائق المرتبطة به، أصدر ديوان المصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف حقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، بياناً، ينفي فيه أن يكون وراء التسريب. وجاء في البيان أنه «تبعاً لبعض البيانات والتدوينات الصادرة عن جهات حزبية»، التي «نسبت» للرميد كونه «قام بتسريب مشروع القانون 20.22 المتعلق باستعمال شبكات التواصل الاجتماعي وشبكات البث المفتوح، والشبكات المماثلة، فضلاً عن تسريب وثيقة ملاحظات وزير الدولة حول الموضوع نفسه»، فإن وزير الدولة «إذ يؤكد أنه، وإن كان مشروع القانون، وكذا الوثيقة التي وجهها إلى رئيس الحكومة بشأن ملاحظاته على مشروع القانون، لا تكتسي طابع السرية»، فإنه «ينفي نفياً قاطعاً تسريبهما، أو تسريب أي وثيقة كيفما كان نوعها»، و«يعبر عن أسفه على الاتهامات المجانية التي لم يكلف أصحابها أنفسهم بأدنى مستويات التحري بالاتصال لمعرفة الحقيقة».
في غضون ذلك، تواصل التعبير عن رفض مشروع القانون على مستوى جزء من الرأي العام ومن المعارضة. إذ قال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، إن حزبه «لا يمكنه إلا أن يندد وأن يرفض رفضاً باتاً» هذا القانون، كما «لا يمكن أن نقبل بضرب حق من حقوق المستهلك، وهو الحق في الاختيار بين العديد من المنتوجات».
كما شدد بركة على أن الروح التي جاء بها مشروع القانون لها طابع «زجري وعقابي»، قبل أن يختم: «نرفض رفضاً باتاً مشروع القانون، ونرى أنه ينبغي إعادة صياغته بأكمله في إطار الاحترام التام لما جاء به الدستور من حقوق».
من جهته، عبر المكتب السياسي لحزب «التقدم والاشتراكية» عن «رفضه المطلق لمشروع القانون المتعلق باستعمال شبكات التواصل الاجتماعي، المُسَرَب والمُتداول في أوساط الرأي العام، وذلك بالنظر إلى ما تضمنه من مقتضيات تشكل مَساً بالحريات والمكاسب الحقوقية».
وتأسيساً على كل ما سبق، طالب الحكومة بـ«سحب المشروع فوراً ونهائياً»، فيما اعتبر «تسريب المشروع من داخل أوساط حكومية، وفي هذه الظرفية الصعبة التي تعيشها بلادنا، سلوكاً غير مسؤول، خصوصاً وأننا نوجد في وضع وطني يتطلب أقصى درجات التماسك والوحدة، والتلاحم في المعركة الوطنية ضد جائحة (كورونا)، حيث يتعين عدم تحويل حالة الطوارئ الصحية إلى حالة طوارئ ديموقراطية تَمسُ بثابت الاختيار الديموقراطي الذي ينص عليه دستور بلادنا».
من جانبها، قالت نبيلة منيب، الأمينة العامة لـ«الحزب الاشتراكي الموحد»، إن «مشروع القانون جاء في ذروة الثورة الرقمية والذكاء الرقمي»، وبالتالي فإن «وضع قوانين لتقنين الفضاء الرقمي لا يعني غلق الباب أمام إمكانية استعمال المغاربة لهذا المجال».
وانتقدت منيب طريقة وسياق تسريب مشروع «القانون المشؤوم»، حسب وصفها، متسائلة: «كيف يعقل أن تصمت الحكومة عن المشروع الذي صادقت عليه في 19 مارس (آذار) الماضي، من دون أن تعمل على نشره»، مشيرة إلى أن الحكومة «تكتمت» على المشروع «لأنها تعرف أنها تأتي بشيء غير مقبول»، موضحة أن المشروع «جاء دون فتح نقاش لوضع اتفاق حول الحريات التي يجب ضمانها»، قبل أن تبدي ملاحظات بخصوصه، مشددة على أنه «تجاوز للدستور وللقوانين التي صادق عليها المغرب»، و«جرْي من أجل سن قوانين على المقاس لفائدة أشخاص ولوبيات»، منتقدة «استغلال فرصة (كورونا) لكي يتم دفع الدولة لتمرير قوانين منافية لحرية التعبير والرأي».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.