ناجي الأسطا: حالتي المادية متواضعة.. وأتطلع للوصول إلى مكانة الراحل نصري شمس الدين

المغني اللبناني أكد أن ظهوره في حلقة «سبيسيال» على «إم تي في» لم يكن بدافع تكريم نفسه

ناجي الأسطا
ناجي الأسطا
TT

ناجي الأسطا: حالتي المادية متواضعة.. وأتطلع للوصول إلى مكانة الراحل نصري شمس الدين

ناجي الأسطا
ناجي الأسطا

قال ناجي الأسطا، إن الفنان الذي يصرف على عمله ينصفه جمهوره وفنه معا. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن أن تعطي وألا يعطى لك، ولذلك أجد أن الكرم من صفات الفنان الناجح الذي يجتهد للوصول إلى الأفضل. فالفنان البخيل لن يقدم عمله على مستحقات فنه فيقع في فخ المنتج المستهلك والركيك، وذلك من باب التوفير الذي يعتمده.» ورأى ناجي الأسطا الذي لمع نجمه في لبنان والعالم العربي منذ نحو 3 سنوات، أنه كان يتمنى أن يصرف المزيد من المبالغ على أعماله وإنتاجاته الفنية، إلا أن وضعه المادي العادي لم يسمح له بذلك. وتابع قائلا: «كثيرون يعتقدون أنني فنان ثري ولدي ثروة طائلة، فأنا في ظرف 3 سنوات أنتجت 8 أغنيات وصورت أكثر من كليب. حتى إن البعض وصف ظهوري في حلقة (سبيسيال) على شاشة (إم تي في) بأنه بذخ في حد ذاتها وما زال الوقت باكرا عليه، إذ رأوا أن تاريخي الفني لا يسمح لي بأن أطل في حلقة تلفزيونية كاملة يدور موضوعها عني أنا فقط». واعترف ناجي الأسطا صاحب أغنية «مش طبيعي» الشهيرة، بأنه خطط لظهوره في هذه الحلقة التي يعدها نوعا من إعلان تجاري يروج له، وأن السبب الرئيسي لقيامه به هو لتعريف الناس بموهبته الفنية ليس أكثر، وخصوصا أن الأمر جرى في العام الماضي، أي في السنة الثانية من مسيرته الغنائية، والحقيقة بعيدة كل البعد عما خيل للبعض بأنه بمثابة تكريم له.
وأشار الأسطا إلى أن الشركة المنتجة لأعماله «تايغر» هي التي تتكفل بكل المصاريف التي يتكبدها على أعماله الفنية.
وعن مواضيع الأغاني التي يختارها، والتي عادة ما يعالج فيها أمورا حياتية ويومية، قال: «نعم، قصدت اختيار مواضيع أغاني على هذا الشكل، إذ إنني أردت أن أخاطب الناس بلسانهم، وأن أكون واحدا منهم بشكل أو بآخر. وعادة ما يطلعني الشعراء الذين أتعامل معهم أمثال سليم عساف، ومنير بوعساف، وغيرهما، على مواضيع قصائد شعر معينة تنسجم مع تطلعاتي لأنهم حفظوا طريقة تفكيري وهويتي الفنية التي لا تشبه أحدا على الساحة الغنائية». وعن صحة القول إن أغانيه تشبه إلى حد ما أغاني محمد إسكندر وفارس كرم، رد موضحا: «هذا الأمر ليس صحيحا، فأغاني تشبهني وتحكي بلغتي الفنية، حتى إن بعض الفنانين صاروا يقصدون الشعراء الذين أتعامل معهم ليزودوهم بأغان شبيهة في الأسلوب الذي أؤديه، وأنا سعيد بهذا الأمر».
وعن كيفية تطور عمله منذ 3 سنوات حتى اليوم، أجاب: «إنني أعمل جاهدا لأقدم الأفضل، ولذلك أتمرن أسبوعيا على الغناء لدى أستاذ الفوكاليز طوني البايع، واكتشفت مع الوقت أنني أملك مساحات واسعة في صوتي لم أستخدمها بعد، وهذا الأمر يأتي مع الوقت ويشعر به الفنان من جراء التمارين التي يمارسها». ويتابع: «اشتغلت أيضا على مظهري الخارجي، وهذا الأمر أوليه اهتماما كبيرا لأنني أجده يشكل عنصرا أساسيا من عناصر نجاح الفنان اليوم». وعما إذا كان يستوحي هذه التغييرات في «اللوك» من فنانين عالميين، أجاب: «لا، بل من أبطال رياضة عالميين، فهؤلاء يعدون في بلدانهم أشهر من الفنانين، وقد تأثرت بمظهر اللاعب العالمي كريستيانو رونالدو، وزميله البريطاني ديفيد بيكام».
وعما إذا هو ينوي في المستقبل أداء الأغنية المصرية، رد قائلا: «ما زال الوقت باكرا لأغني بهذه اللهجة، فأنا أرغب أولا في تثبيت هويتي اللبنانية وبعدها أنتقل إلى باقي اللهجات بالطبع».
وكان الفنان اللبناني قد أطلق مؤخرا أغنية «ست الصبايا» التي يصفها بالأغنية التي حصدت نجاحا كبيرا، وهي من تأليف وتلحين سليم عساف، كما أنه تعاون أيضا مع الفنان زياد برجي في أغنية جديدة يتطلع إلى طرحها في الأسواق الصيف المقبل لأن أجواءها صيفية بامتياز.
وعن الفنانين الذين تأثر بهم منذ صغره، قال: «لطالما أحببت الاستماع إلى عمالقة الفن اللبناني أمثال السيدة فيروز والراحلين الكبيرين وديع الصافي وزكي ناصيف، ولكني تأثرت كثيرا وبشكل خاص بالفنان الراحل نصري شمس الدين الذي هو بمثابة مثلي الأعلى في الفن وأتمنى أن أصل إلى مكانته الفنية يوما ما».
ووصف التوزيع الموسيقي في لبنان بأنه يرتقي حاليا إلى أعلى المستويات وصار يضاهي الغرب في شهرته، وقال: «لقد صار الغرب يطلع على موسيقانا في هذا المجال، ولا سيما أن لدينا موزعين أعتبرهم عالميين أمثال هادي شرارة وداني حلو».
وأشار ناجي الأسطا إلى أنه يملك ثقة كبيرة في موهبته وأنه صار يشعر اليوم بمسؤولية كبيرة تجاه جمهوره، الأمر الذي يجعله يخطو خطواته في تأنٍ، كونه صار يخاف من احتمال خسارة ما وصل إليه من خلال أي عمل ناقص قد يقوم به. وأضاف: «الأهم هو أنني لا أنظر إلى ما يقوم به الغير أو أن أقوم بتقليد أحدهم، فأفضل أن أجتهد وأدرس مشاريعي المستقبلية بدقة».
أما عن الأحلام التي تراوده فهي كثيرة، كما ذكر لنا، وأهمها أن يستطيع بعد نحو السنتين أن يكون المنتج الحصري لأعماله الفنية، وأن يقف على مسارح عالمية يوما ما أسوة بعمالقة الفن في لبنان.
ولم يستبعد الفنان اللبناني الذي أبكت أغنيته «مش طبيعي» الآلاف من اللبنانيين الذين شاهدوا الكليب المصور لها، والتي تتحدث عن حبه لابنه، أن يقوم قريبا بأغنية ثنائية تجمعه مع فنان لبناني من الصف الأول، وأضاف: «صحيح أنني لا أحب هذه التسميات، ولكنها من ضمن الواقع الذي نعيشه على الساحة الفنية». وتابع: «لقد أثنى على صوتي الكثيرون من نجوم الغناء في لبنان، ولكني لم أتلقَ دعما حقيقيا من أي منهم، فبقي كلامهم مجرد أحاديث إعلامية ليس أكثر».
ومن مشاريعه المستقبلية أغنية جديدة يطلقها في الأيام القليلة المقبلة بعنوان «من حقي»، وهي من كلمات منير بوعساف، وألحان هشام بولس، وتوزيع الموسيقي داني حلو. كما يستعد لإطلاق أغنية ثانية بعدها قد يعتمدها هدية للأحباء في عيد العشاق في شهر فبراير (شباط) المقبل وهي من النوع الرومانسي، والتي تتضمن كلمات غزل وحب تتلاءم والمناسبة المذكورة، والتي، حسب قوله، ستشكل منعطفا هاما في مسيرته الغنائية.
وعما إذا من المتوقع أن يغني اللهجة المصرية، أجاب: «بالتأكيد، سأؤدي هذا اللون الغنائي في المستقبل القريب، فالجمهور المصري يلعب دورا فعالا في نجاح الفنان ومسيرته الفنية».



ماريتا الحلاني لـ«الشرق الأوسط»: «يا باشا» عمل يشبه شخصيتي الحقيقية

تثابر الحلاني على البحث عن التجديد في مسيرتها (ماريتا الحلاني)
تثابر الحلاني على البحث عن التجديد في مسيرتها (ماريتا الحلاني)
TT

ماريتا الحلاني لـ«الشرق الأوسط»: «يا باشا» عمل يشبه شخصيتي الحقيقية

تثابر الحلاني على البحث عن التجديد في مسيرتها (ماريتا الحلاني)
تثابر الحلاني على البحث عن التجديد في مسيرتها (ماريتا الحلاني)

تلاقي أغنية الفنانة ماريتا الحلاني «يا باشا» نجاحاً ملحوظاً، لا سيما أنها تصدّرت الـ«تريند» على مواقع التواصل الاجتماعي، ومعها تخطو ماريتا نحو المختلف في عالم الغناء الذي عوّدتنا عليه. أما قصة هذه الأغنية فتختصرها بالتالي: «لقد جهزتها لإصدارها منذ فترة. ولكن تأخرت ولادتها بسبب الحرب. فلم أجد الوقت مواتياً لذلك. هذا اللون يجذبني منذ زمن، وكنت متحمسة جداً لغنائه. وشاء القدر أن تبصر النور في هذه الفترة. وربما هو التوقيت الأنسب لإنهاء فترة قاسية عشناها في لبنان بعمل يحمل الفرح».

في أحد مشاهد كليب "يا باشا" من اخراج ايلي رموز (ماريتا الحلاني)

وفي قالب تصويري يعبق بالطاقة الإيجابية نفّذ المخرج إيلي رموز الأغنية. ركّز فيها على شخصية ماريتا الحقيقية، والقائمة على حبّها لنشر الفرح. كما تخللتها مقاطع ترقص فيها على إيقاع الأغنية. أما الأزياء فقد صممها لها إيلي مشنتف. فتألّفت من الجينز في واحدة من تصاميمه. أما الزي الثاني فاعتمد فيه الفستان الكلاسيكي المميز ببريقه. وعن تعاونها مع إيلي رموز تقول: «لقد تعرّفت إليه في مسلسل (نزيف)، وأعجبت برؤيته الإبداعية في الإخراج. فعينه ثاقبة ويعرف كيف يوجّه الممثل ويبرز طاقاته».

اختيارها للأغنية لم يأت عن عبث كما تذكر في سياق حديثها. وبالنسبة لها فكل ما سبق وغنّته تضعه في كفّة، وهذه الأغنية في كفّة أخرى. وتعلّق الفنانة الشابة لـ«الشرق الأوسط»: «قدّمت في هذه الأغنية ما أحبّه من موسيقى وما يشبه شخصيتي.

ولاحظت أني أستطيع سماعها تكراراً، ومن دون ملل. كما أنها ترتكز على طاقة إيجابية لافتة. لم يسبق أن نفّذت عملاً يشبهها، ولو حصل وغناها أحد غيري لكنت شعرت بالغيرة. فهي تمثّل شخصيتي بكل ما فيها من فرح وحب الناس. إضافة إلى موهبة الرقص التي أتمتع فيها، عندما شاركت في مسلسل 2020 وقدمت وصلة رقص تطلّبتها مني أحداث القصة، حازت حينها على رضى الناس وتصدّرت وسائل التواصل الاجتماعي».

تظهر في الكليب بشخصيتها الحقيقية (ماريتا الحلاني)

تقول ماريتا إن «يا باشا» قد تكون فاجأت البعض لأنها تخرج فيها عما سبق وقدّمته. «ولكنني أحب المختلف ومفاجأة الناس، وبذلك أستطيع أن أتحدّى نفسي أيضاً».

كتب الأغنية ولحنها المصريان إيهاب عبد العظيم وعمر الشاذلي. وتوضح: «لطالما فكرت بالتعاون مع عمر الشاذلي، وترجمنا أول تعاون بيننا مع (يا باشا)، واكتمل قالبها مع كلمات خفيفة الظل لإيهاب عبد العظيم. وبتوزيع موسيقي رائع للبناني روي توما».

تضمن لحن الأغنية خليطاً من نغمات شرقية وغربية. فهي عندما ترغب في العبور نحو المختلف تدرس خطوتها بدقة. «أنا مستمعة نهمة لكل أنواع الموسيقى وأبحث دائماً عن النوتات الجديدة. فهذا المجال واسع، وأحب الاطلاع عليه باستمرار ضمن أغانٍ عربية وغربية وتركية. قد يعتقد البعض أن في التغيير الذي ألجأ إليه نوعاً من الضياع. ولكن نحن جيل اليوم نحب هذا الخليط في الموسيقى، وأتمتع بخلفية موسيقية غنية تساعدني في مسيرتي. لا أجد من الضروري أن أقبع في الصندوق الكلاسيكي. فالفن هو كناية عن عالم منوع وشامل. ولكن في الوقت نفسه أحافظ على خطّ غنائي يبرز أسلوبي».

أحب المختلف ومفاجأة الناس وبذلك أستطيع أن أتحدّى نفسي أيضاً

ماريتا الحلاني

قريباً جداً تصدر ماريتا أغنية مصرية جديدة تتبع فيها التغيير أيضاً. «أختبر كل أنواع الموسيقى التي أحبها وما يليق بصوتي وشخصيتي. لا يزال لدي الوقت الكافي كي أرسم هوية نهائية لي».

لم تمرّ أغنية ماريتا «يا باشا» عند سامعها، دون أن يتوقف عند خفة ظلّها وإطلالتها البسيطة والحلوة معاً، كما راح يردد معها الأغنية تلقائياً. فإيقاعها القريب إلى القلب يمكن حفظه بسرعة. تعترف ماريتا بهذا الأمر وتراه نقطة إيجابية في مشوارها. «لقد وصلت سريعاً إلى قلوب الناس وهو ما أسعدني».

أنا مستمعة نهمة لكل أنواع الموسيقى وأبحث دائماً عن النوتات الجديدة

ماريتا الحلاني

وبعيداً عن الغناء تتوقف اليوم ماريتا عن المشاركة في أعمال درامية. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «لم أتخذ هذا القرار بسبب رغبتي في الابتعاد. ولكنني شعرت بحاجة لفترة استراحة أتفرّغ فيها للغناء. ففي فترة سابقة صارت اهتماماتي التمثيلية تتجاوز تلك الخاصة بموهبتي الغنائية».

حتى اليوم لم أتلق العرض الذي يحضّني على القيام بتجربة درامية جديدة

ماريتا الحلاني

وتضيف: «اليوم أنا سعيدة بإعطاء الموسيقى الوقت المطلوب. كما أني أجد فيها فائدة كبيرة من خلال اطلاعي الدائم على كل جديد فيه. لن أترك التمثيل بل أترقب الفرصة المناسبة لعودة تضيف لي الأفضل في مشوار الدراما. فآخر أعمالي المعروضة كان (عشرة عمر) منذ نحو السنتين. كما هناك عمل آخر ينتظر عرضه بعنوان (نزيف). وكل ما أرغب به هو إيجاد الدور الذي يناسب عمري. وحتى اليوم لم أتلق العرض الذي يحضّني على القيام بتجربة درامية جديدة».

وعما إذا تراودها فكرة التقديم التلفزيوني، تردّ: «في الفن أكثر ما يجذبني هو الغناء والتمثيل. لم أفكر يوماً بالتقديم التلفزيوني. ولكن لا يستطيع المرء أن يملك أجوبة نهائية في هذا المضمار. فربما عندما تحين الفرصة يصبح الأمر مغايراً».