وسام فارس: الدراما بحاجة إلى تطور دائم وإلا فسينساك الزمن

يلعب دورين محوريين في مسلسلي «العودة» و«بالقلب»

الممثل وسام فارس أحد أبطال مسلسل «بالقلب»
الممثل وسام فارس أحد أبطال مسلسل «بالقلب»
TT

وسام فارس: الدراما بحاجة إلى تطور دائم وإلا فسينساك الزمن

الممثل وسام فارس أحد أبطال مسلسل «بالقلب»
الممثل وسام فارس أحد أبطال مسلسل «بالقلب»

قال الممثل وسام فارس إن إطلالته الحالية في موسم رمضان الدرامي ليست بالجديدة عليه. فمشاركته اليوم في «العودة» و«بالقلب» على شاشة «إل بي سي آي» سبقتها تجارب رمضانية في مسلسلات أخرى كـ«الهيبة» و«ومشيت» و«وين كنتي».
وعما إذا يشعر بتحقيق انتشار أكبر في العملين الحاليين، سيما وأنهما يحققان نسب مشاهدة عالية يرد في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «صراحة أشعر بأن لدي الكثير بعد لأبرزه في مهنتي ولا أعلم إلى أين ستأخذني في المستقبل. فشعوري بالقلق مما يحمله لي الغد هو هاجسي الدائم، خصوصا أني أعشق عملي التمثيلي ولا أجيد غيره كمهنة في الحياة».
ويعدّ وسام فارس من الممثلين اللبنانيين الشباب الذي بدأ يسطع نجمه بسرعة من خلال أدوار مختلفة جسدها. وفي مسلسل «بالقلب» الذي يعرض على شاشة «إل بي سي آي» في موسم رمضان استطاع أن يجذب المشاهد بحضوره وأدائه المتألقين. فشدّ انتباهه وحثّه على التعلق بالعمل ومتابعته رغم أنه يظهر في حلقاته الثلاث الأولى فقط. فمجريات وأحداث المسلسل تغيبه عن باقي حلقاته بعد أن يصاب برصاصة طائشة تقتله.
ويعلّق فارس في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الدور ورغم مساحته الصغيرة مهم عندي حتى أني كنت متحمسا جدا لموعد عرضه الذي كان تأخر من رمضان الفائت إلى الحالي. فهناك أدوار تمثيلية معينة تتحدّى صاحبها منذ اللحظة الأولى، فيستمتع بتجسيدها وهو ما ينعكس إيجابا على المشاهد أيضا».
وعما إذا فريق العمل الذي يتعاون معه في هذا المسلسل يقف وراء حماسه للدور يوضح: «إنني أتعاون لأول مرة مع مي أبي رعد صاحبة شركة (جي 8) المنتجة للعمل وكذلك بالنسبة لمخرجه جوليان معلوف. فيما تربطني علاقة قديمة بكاتب العمل طارق سويد وتجربة قصيرة مع بطلته سارة أبي كنعان عندما التقينا في مسلسل «ثورة الفلاحين». ولكن يبقى السبب الأول لحماسي لتجسيد دور (ناهي) في العمل هو النص. وضعت أمامي منتجة العمل ثلاث خيارات لثلاث شخصيات أساسية في المسلسل، ولكنني اخترت شخصية ناهي لأنه يتحداني بمساحته القصيرة وبمسؤولية الممثل الذي عليه أن يبذل مجهودا كي يتعلق المشاهد بالعمل حتى بعد غياب هذه الشخصية عن باقي أحداثه. فحبكة النص تهمني جدا في خياراتي وفي إحدى المرات وافقت على المشاركة في مسرحية من وراء عبارة قرأتها في النص وتركت عندي أثرها الكبير».
وخلال متابعتك أداء وسام فارس في «بالقلب» أو «العودة» وحتى في «الديفا» الذي عرض على تطبيق «شاهد» الإلكتروني، فهو يلفتك بتقنية محترفة يمارسها في أدائه يمكن تصنيفها بالسهل الممتنع. فهل هي نتاج عمل دؤوب أو تخزين تجارب متتالية؟ يرد في معرض حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لكل ممثل تقنية معينة في التمثيل من الصعب شرحها للمشاهد، وقد تخفف من حماسه لمتابعة صاحبها إذا ما شغل فكره بها. ولكني شخصيا عشت تجارب تمثيلية كثيرة منذ كنت طالبا في معهد الفنون الجميلة. فشاركت في أفلام سينمائية وأعمال قصيرة خاصة مع طلاب المعهد وبينها أجنبية لإنتاجات فرنسية.
ولكن يمكن القول إن تقنيتي ترسخت في أدائي بعدما اكتشفتها بنفسي من خلال أحاديث مكثفة كنت أجريها مع ممثل صديق لي درس في أميركا وهو آلان سعادة، بطل العمل السينمائي «فيلم كتير كبير». فكنا نتعمق في أحاديثنا إلى حدّ جعلني أقولب أدائي على طريقتي. ولا بد من التنويه بعنصر الفطرة لدى الممثل فهي موهبة أما يملكها أو العكس وأحاول دائما تطوير نفسي كي أتقدم أكثر فأكثر، فلا أسكر بنجاحات معينة».
وعما إذا تأثر بممثلين أجانب أو لبنانيين يقول: «قد أكون تأثرت ببعضهم في بداياتي. ولكن ما كان يطبقه نجوم الماضي في أدائهم بات غير موجود اليوم. فالدراما بحالة تطور دائم تواكب نبض وإيقاع كل عصر. وحاليا نعيش فترة الأداء الواقعي أكثر من ذلك المبالغ فيه الذي كان رائجا في الماضي القريب. والدراما تميل اليوم دفتها إلى القصص المركبة حتى لو كان تصديقها عملية صعبة. كما نشهد رواجا للأعمال البسيطة الهادئة من ناحية ثانية يحتاجها المشاهد المتعب من ضغوطات حياتية كثيرة يعيشها. ولذلك أتساءل دائما عما ستقوله عنا الأجيال المقبلة. فالتطور الدائم في عمل الدراما حاجة ضرورية وإلا ينساك الزمن».
ويؤكد وسام فارس بأن الممثل عامة يعيش حالة قلق دائم إذ لا يعرف ما يخبئ له المستقبل، وعما إذا كانت استمراريته بأمان أو العكس. «قد أشعر بالاكتفاء والنجاح للحظات قصيرة ثم لا ألبث عندما أستيقظ من النوم أن أفقد هذا الإحساس لأعود وأفكر بالغد متسائلا وماذا بعد؟ فسقف التحدي مع نفسي ارتفع بشكل كبير إلى حدّ القلق الدائم».
ويشير فارس أنه يحاول حاليا القيام بخياراته بدقة ويقول: «أحيانا لا نملك رفاهية الوقت للقيام بذلك لأنها المهنة الوحيدة التي أنا شخصيا أعتاش منها. ولكني في المقابل أحاول قدر الإمكان أن أكون دقيقا في ذلك، فلا أخسر كل ما بنيته حتى اليوم».
وعن تجربته في مسلسل «العودة» يقول: «كانت بالنسبة لي جميلة ولكن دوري فيها جاء مسطحا إلى حد ما، لأنه كان يتطلب مني وضع قناع الشخص اللذيذ والخير إلى حين حصول المفاجأة. فالشخصية الخيّرة برأيي لا يمكن تصديقها لأنها غيرها موجودة بمثاليتها الدرامية على أرض الواقع. ولذلك كان لشخصية ناهي في مسلسل «بالقلب» أثرها الإيجابي علي لأنه يلقى حتفه في الوقت المناسب وإلا كنا اكتشفنا الجانب السيئ عنده فيما بعد. وفي آخر حلقتين من «العودة» استطعت أن أقوم بدوري كما يجب لأنه اقترب أكثر من الحقيقة والواقعية. فاستمتعت عندها بأدائي ورحت أتفنن في لعب الدور واضعا فيه كل طاقاتي. وهذا الأمر أخافني وأقلقني ولكن تفاعل المشاهد معه بإيجابية خفف من وطأته عليّ».
لا يتابع وسام فارس أعماله على الشاشة الصغيرة لا بل يؤكد أنه يشعر بالخجل مرة وبالغضب مرات أخرى لأنه ناقد قاس على نفسه. ويضيف في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «أتصبب عرقا وأنا أشاهد نفسي وتنخطف أنفاسي لشدة قلقي ولذلك أفضل عدم متابعة أعمالي. فالنجاح والاستمرارية عنصران مهمان للممثل. وهو يمكن أن يفقدهما في حال اعتقد أنه صار يتحكم بهما. ولذلك أشعر دائما بأن هناك أمرا ما ينقصني في أدائي وهو ما يحفزني على تقديم الأفضل».
وعن دوره في مسلسل «دانتيل» الذي يكمل تصويره حاليا إلى جانب بطليه محمود نصر وسيرين عبد النور يقول: «اعتاد المشاهد على تركيبتي الحساسة في معظم الأدوار التي لعبتها في موضوع الرجل الشرير أو العكس. ولكن في «دانتيل» الأمر يختلف تماما إذ ممنوع علي إظهار أحاسيسي الحقيقية بل التسلح بقناع دائم للوصول إلى غاياتي. فبدل أن أكون ممثلا صادقا بمشاعره سأعتمد العكس وأكذب في أدائي كوني أجسد شخصية رجل منفصل تماما عن مشاعره».
ويؤكد وسام فارس أنه لم يندم على أي قرار اتخذه في حياته أو عمل شارك فيه لأن الأخطاء التي نرتكبها هي كناية عن دروس تغني شخصيتنا، وليس من مستحيلات في حياتنا. ويختم متمنيا التعاون مرة جديدة مع فريق مسلسل «بالقلب» على أمل أن يلاقي ردوداً إيجابية لدى المشاهد.


مقالات ذات صلة

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.